عمر حبنجر - اتحاد درويش
طغت المناقشة العامة للحكومة في مجلس النواب في يومها الثاني أمس، على جميع الاهتمامات، ورغم جميع المساعي لضبط الجلسة ضمن اطار التهدئة العامة المطروحة، فقد سجلت بعض الاختراقات، خصوصا حول موضوع اتفاق الدوحة ومدى التزام قوى الثامن من آذار به.
الامر الذي استدعى ردا توضيحيا من رئيس المجلس نبيه بري الذي لم يسمح بمساجلات مباشرة بين نواب الاكثرية والمعارضة، علما بأن المنحى الذي اتخذته كلمات نواب 14 آذار، بدا تصعيديا.
خارج المجلس كانت التحركات السياسية محدودة على ان ابرزها لقاء الرئيس امين الجميل بالبطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، حيث لاحظ الجميل بعد اللقاء ان «البلد يتجه إلى نهج مناف لسيادته وحريته».
وقال الجميل: اننا نعتبر بكركي مرجعيتنا، وانها المنطلق والنهاية لكل اللبنانيين، خصوصا للمسيحيين ومعتبرا ان كل خروج مسيحي عن مرجعيتي بكركي وبعبدا هو تفريط في الامانة اللبنانية العليا، واسف الجميل لما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، حيث فرض اسم احد الاشخاص على هيئة مراقبة الانتخابات بأسلوب خبيث، فيه نوع من الفوقية ومن ذهنية السابع من مايو.
التي تعطل عمل المؤسسات الدستورية.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان التحضير جار على قدم وساق لعقد مؤتمر للمطارنة الموارنة في الشرق، في بكركي واصدار بيان تضامني مع البطريرك صفير، في رد واضح على تهجمات العماد عون وحليفه سليمان فرنجية.
كما سيصدر بيان حاد اللهجة عن قوى 14 آذار في اجتماع امانتها العامة اليوم الاربعاء ضمن اطار التوجه الجديد مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.
النائب سمير فرنجية لفت الى ان بعض نواب 8 آذار مضطر للدخول في مزايدات انتخابية متحدثا عن اهمية جلسة الحوار المقررة في 22 منه.
لا للعبث الأمني
الكلمة الأولى في جلسة مجلس النواب امس كانت لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي استهلها بعرض مسهب لانجازات حكومته على مدى الاشهر الخمسة المنصرمة، مؤكدا التزام الحكومة بما تعهدت به في بيانها الوزاري، مشيرا الى ان القضايا والمشكلات كثيرة لكن الحلول لا تأتي بالتهويل ولا بالمزايدات انما بالعمل الجاد والرصين والهادئ.
واكد السعي لان تكون حكومة وحدة وطنية بالفعل بما يعنيه ذلك من جمع وتوليف وتوسيط بين اراء عديدة مختلفة او في كثير من الأحيان متباينة، مشيرا الى ان الحكومة ومنذ اللحظة الأولى لمهمتها بدت انها غير سهلة او ميسرة لأنها اتت بعد تجربة صعبة للجميع، ورأى ان حكومات الوحدة الوطنية في الانظمة الديموقراطية تقوم عادة في فترة الازمات ويكون عليها ان تصوغ الخيارات الوطنية وان تتخذ القرارات المهمة.
واكد انه لا يمكن لمثل هذه الحكومات ان تقوم بهذا الدور ما لم توفر لها القوى المتمثلة فيها شروط التوافق الوطني بما يحقق المصلحة الوطنية العليا التي لا تقيدها الحسابات السياسية الضيقة.
وفي موضوع الانتخابات اشار الرئيس السنيورة الى تشكيل الحكومة للهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات في خطوة تبين التزامها بإجراء انتخابات شفافة تأتي معبرة عما يريده اللبنانيون لهذه الانتخابات.
وفي سياق تعزيز العلاقات العربية ـ العربية اشار الى ما التزمته الحكومة وخاصة مع سورية وهو اقرار مبدأ التبادل الديبلوماسي بين البلدين، لافتا الى انه لن تمضي السنة الحالية الا وتكون قد توصلت الى تعيين سفير في دمشق تطبيقا لما تم اقراره، مشددا على متابعة القضايا والمشكلات الاخرى الباقية في هذا الملف، ومنها ما كان قد اتفق عليه في حلب من الحوار الوطني لاسيما تحديد الحدود في منطقة مزارع شبعا ومعالجة قضية المعسكرات على الحدود اللبنانية ـ السورية، واكد الحرص على بناء علاقات افضل مع سورية تكون قائمة على الندية والاحترام المتبادل والحرص على استقلال وسيادة كل من البلدين مشددا على اهمية العلاقات العربية وضرورة رعايتها وتعزيزها.
وخلص الرئيس السنيورة الى القول ان المواطنين ملوا من الهزات والتقلبات والاضطراب الامني، مؤكدا على ان الحكومة ستستمر في العمل من اجل عدم السماح بالعبث بالأمن او بتهديد استقرار المواطنين والتأكيد على الالتزام بأعراف النقاش الديموقراطي وادبه لانه الاسلوب الصحيح الذي يوصلنا الى بر الامان.
حذاء الزيدي
الى ذلك حيا نائب حزب الله حسن فضل الله الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي القى بحذائه على الرئيس الاميركي بوش وقال انه يمثل الضمير العربي فمن هو مثل بوش لا يستقبل ويودع الا بالحذاء.
تهدئة وتهديد
خلال كلمته تحدث النائب فضل الله عن تحركات شعبية ومواقف للحصول على حقوق الناس فيما يتعلق بتعويضات حرب يوليو.
السنيورة رد بالقول: لا تهددنا.
فضل الله: نحن نهدئ الناس ولا نهدد واضاف صاحب الحق سلطان.
بدوره النائب نعمة الله ابي نصر انتقد في مداخلته الهيئة العليا للاغاثة، وقال بدلا من ان تكون مهمتها اغاثة المشردين اصبحت مهمتها اغاثة بعض المرشحين المهددين بالسقوط في الانتخابات حتما.
هاشم: اين احترام الدوحة؟
النائب مصطفى هاشم (14 اذار) اثار بدوره الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء، والذي هدد فيه بعض وزراء 8 اذار بالانسحاب من الجلسة في حال اصرار الاكثرية على اخضاع اختيار احد اعضاء الهيئة المشرفة على الانتخابات (عطا الله غنام) للتصويت على اساس النصف زائد واحد، حيث اشهر على غفلة سلاح التعطيل والاستقالة في حال لم تلب مطالب فريق معين، مما يذكرنا بأيام سود مرت علينا حيث كانت الكلمة فيها للسلاح.
واضـاف هـاشم: لقـد ارتـضينا بصيـغة الـدوحـة لانقــاذ لبنــان، مما كاد يصل اليه بعد احداث 7 مايو، فانتخب الرئيس سليمان توافقيا، وشكلت حكومة الوحدة الوطنية على اساس عدم التعطيل وعدم الاستقالة وحتى التهديد بالاستقالة، لكن ما حصل خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء يعد انتهاكا واضحا وعلنيا للاسس التي عليها شكلت هذه الحكومة.
بري يتدخل
وتدخل الرئيس نبيه بري خلال إلقاء النائب مصطفى هاشم كلمته حول ما قيل عن جلسة مجلس الوزراء الاخيرة فقال: لا اريد ان اقاطعك حضرة الزميل، لكن اريد ان اقول انه حصل جو اعلامي مضخم، ونحن كنواب لا نريد ان نظهر امام الرأي العام وكأنه فعلا حصل تباين كبير في الجلسة.
انا اقول ليس بصفتي رئيسا لمجلس النواب او في المعارضة (بين هلالين) لانه لم تعد هناك معارضة ولا موالاة بعد المشاركة في الحكومة بصفتي انني كنت احد الذين شاركوا في الدوحة اؤكد التزام كل الاطراف باتفاقها الذي ينص على عدم التعطيل وعدم الانسحاب من مجلس الوزراء.
لقد قلت لدولة رئيس مجلس الوزراء واوضحت له بعد الجلسة ان ما جرى ضُخم كثيرا في وسائل الاعلام وهو بعيد عن الحقيقة، واريد ان اوضح ان من حق الوزراء كل الوزراء ان يناقشوا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )