بيروت
عمر حبنجر ـ أحمد عزالدين
المناقشات النيابية العامة للحكومة في يومها الثالث لم تخرج عن المألوف، في ظل تشدد رئيس المجلس نبيه بري في ضبط ايقاعها ومنع النواب من الابتعاد كثيرا عن حدود التهدئة المتفق عليها مع رئيس الجمهورية والحكومة، الامر الذي جعل الاهتمام اللبناني العام يتحول الى مستجدات سياسية اخرى، ابرزها اعلان وزير الدفاع الياس المر من موسكو عزم روسيا تقديم عشر طائرات ميغ 29 هبة للجيش اللبناني الى جانب ابداء الاستعداد لتزويد هذا الجيش بما يرغب من الاسلحة.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الروسية عن رئيس تعاون العسكري والفني الاتحادية الروسية قوله أمس ان روسيا ستمنح لبنان 10 طائرات مقاتلة من طراز «ميغ 29» هدية.
وقال رئيس الهيئة ميخائيل ديميترييف ان موسكو وبيروت تجريان محاديان بشأن بيع لبنان مدرعات لقواتها البرية.
إلا أن مصدر حكومي قال لوكالة الأنباء الألمانية ان الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة سترفض الصفقة جملة وتفصيلا حتى لو كانت هبة روسية وذلك لأسباب سياسية بامتياز.
ووسط تهليل اعلام 14 آذار لهذه الخطوة المردودة الفضل، بحسب بعض هذا الاعلام، الى الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس تكتل المستقبل سعد الحريري الى موسكو وطلبه علنا تزويد الجيش اللبناني بالسلاح، اثارت وسائل الاعلام المحسوبة الى المعارضة قدرة لبنان على استيعاب هذه الاسلحة تدريبيا وصيانة.
وتولى خبراء عسكريون وضباط متقاعدون التعليق والتدقيق، فقال بعضهم ان استيعاب الجيش اللبناني للطائرات والدبابات الروسية يتطلب ليس اقل من اربع سنوات من التدريب، اضافة الى ردود الفعل الدولية والاقليمية التي رفضت مثل هذه الفترة الطويلة من تسليح الجيش اللبناني وتدريبه.
جنبلاط في بعبدا
الحدث السياسي الآخر تمثل في زيارة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الى الرئيس ميشال سليمان في بعبدا استباقا لجلسة الحوار الوطني المقررة يوم الاثنين المقبل.
وبعد اللقاء، قال جنبلاط: لقد تحدثنا عن اهمية الحوار والانجاز الاول له المتمثل في تبادل العلاقات الديبلوماسية مع سورية، وسنرى في الجلسة المقبلة كيفية المتابعة والتفصيل.
وردا على سؤال، قال جنبلاط: لم نطرح ملفات غير مطروحة، صحيح ان مطلبنا الغاء المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري لكنني لم اطرح هذا الموضوع اليوم، وسنرى في الاتفاقات الامنية وغير الامنية ما هو لمصلحة السيادة اللبنانية وما هو لغير صالحها، وأرى ان هذا الامر يتم لاحقا بالتأني ومن خلال العلاقات الديبلوماسية.
وذكّر جنبلاط بالتزام لبنان بميثاق الجامعة العربية واتفاق الطائف والعلاقات الخاصة او المميزة الواردة فيه، وفي هذا موقف جديد له من العلاقات المميزة مع سورية، ثم شكر روسيا على دعمها للجيش.
المزايدة بالزيدي في بيروت
في غضون ذلك، تواصلت حملة التضامن مع الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس بوش بحذائه في بغداد، وابرز مظاهر التضامن كان الاحتفال الذي اقامته نقابتا الصحافة والمحررين في دار النقابة مساء اول من امس وانضم اليها قياديون في احزاب يسارية وفي المعارضة خاصة حزب الله.
وقال عارفو الزيدي الذي زار بيروت منذ شهرين والتقطت له الصور في اكثر من مكان، انه ماركسي الاتجاه، ومن هنا كان تعاطف اليسار اللبناني معه الى درجة اعلان محطة «نيو.تي.ڤي» التلفزيونية عن توظيفه لديها اعتبارا من تاريخ الحدث.
واعتبر بعض المحتفلين تضامنا مع الزيدي ان الحذاء الذي رمى به الرئيس الاميركي صنع في لبنان، وانه اشتراه خلال زيارته الاخيرة الى بيروت ما يعني اسهام الصناعة اللبنانية في الحدث الذي يشغل العالم منذ بضعة ايام.
وبالعودة الى الجلسة النيابية في يومها الثالث، فقد جرت امس على ايقاع مضبوط نسبيا، كما الجلستين السابقتين اللتين تخللهما نقاش بين رئيس المجلس نبيه بري والنائب مصطفى هاشم (المستقبل) حول عدم التزام 8 آذار بشروط «تسوية الدوحة» التي منعت على وزراء الاقلية مقاطعة الجلسات او الانسحاب منها، او بين النائب د.عمار حوري والوزير غازي زعيتر حين تحدث حوري عن اعمال منسوبة الى احد اقارب زعيتر في البقاع.
وفيما تبادل كل من نواب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذين تعاقبوا على الكلام السجال على طريقتي الكر والفر حول الاتفاق والعلاقات مع سورية، لفت نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان الى ثلاث اشكاليات تتمثل اولا في طريقة التعاطي مع الحكومة وكأنها حكومتان او على انها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وثانيا ربط التعرض للنظام السوري بالتعطيل والتهويل، وثالثا ضرورة التمسك بالاستقرار.
واكد عدوان على ضرورة ان تكون العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية وليس بين الاطراف، معتبرا ان المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري مخالف للدستور، مطالبا بالغائه، وتعهد باسم الاكثرية بعدم المشاركة بحكومة كهذه في حال خسرنا الانتخابات، وشكر رئيس المجلس لاستدراكه تهويل بعض وزراء 8 آذار بالانسحاب من الحكومة حلا لتسوية الدوحة.
عضو تكتل الاصلاح والتغيير شامل موزايا اكد ان طرح العماد ميشال عون اتفاق الطائف جدي، واعتبر ان هذا الاتفاق جاء بقوة المدفع، وطالب بنظام داخلي لمجلس الوزراء ومهلة محددة لتشكيل الحكومة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )