سيطر هاجس الشرق الأوسط على أجواء «المقابلة الوداعية» التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع «سي ان ان» اول من امس، حيث وضعت «تحرير العراق وأفغانستان» على رأس الإنجازات التي تفتخر بها، واعتبرت أن زيارة ليبيا ولقاء زعيمها معمر القذافي كانت «لحظة غير اعتيادية» بالنسبة لها.
وانتقدت رايس التركيز الإعلامي على حادثة قيام الصحافي العراقي منتظر الزيدي برمي حذائه على الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، وتكهنت بأن النظرة التاريخية البعيدة الأمد ستنصف بوش في المستقبل، وتضع الواقعة في سياقها الصحيح.
وشرحت بالقول «لم يركز الذين كان يفترض بهم تسجيل الأحداث على اللحظة التاريخية نفسها، والتي تتمثل بحضور رئيس الولايات المتحدة إلى بغداد للقاء رئيس وزراء منتخب بشكل ديموقراطي».
وأضافت: «هل تعتقد أنه بعد 30 أو 20 عاما أو حتى عشرة أعوام سيكون أبرز حدث عرفه العراق هو إلقاء شخص ما لحذائه على الرئيس؟ بالطبع لا».
وأقرت رايس بأن بعض المواقف والقرارات السياسية التي اتخذتها الولايات المتحدة في العراق كانت «خاطئة»، مشيرة إلى أنها كانت تفضل التركيز على شؤون المحافظات المختلفة عبر العمل مع قادتها لتحسين الأوضاع فيها بدلا من تركيز الجهد على إعادة بناء بغداد.
أما أصعب لحظات مسيرتها السياسية، فكانت الاجتماع الذي عقدته في روما مع رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، خلال معارك 2006 بين حزب الله وإسرائيل، إذ تقول إنها اضطرت لرفض طلبه الملح بوقف إطلاق النار على بلاده، التي كانت تتعرض لقصف شديد، لإتاحة الفرصة لإسرائيل من أجل تنفيذ أهدافها.
وقالت الوزيرة الأميركية «الوقوف مع فؤاد السنيورة في روما، في الوقت الذي كان القصف يفتت بلاده، واضطراري للقول إنه لا يسعنا طلب الوقف الفوري لإطلاق النار بسبب عدم قدرتنا على تطبيقه من جهة، أو السماح بعودة الوضع السابق لحزب الله من جهة أخرى، كان أمرا شديد الصعوبة بالنسبة لي، لأنني أكن احتراما كبيرا لهذا الرجل».