رفع الجيش الإسرائيلي درجة الاستعداد لدى قواته على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في أعقاب إعلان حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام انتهاء التهدئة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل نقلت رسالة إلى الفصائل الفلسطينية مفادها أنها غير معنية بإنهاء التهدئة لكنها سترد بصرامة على أي انتهاك لها.
وكانت حماس أعلنت رسميا انتهاء التهدئة التي استمرت ستة أشهر مع إسرائيل وعدم تمديدها في ساعة مبكرة من صباح امس.
وحملت حماس إسرائيل مسؤولية انهيار التهدئة في بيان أصدره جناحها المسلح «كتائب القسام» في الوقت الذي انتهت فيه التهدئة في تمام الساعة السادسة من صباح امس، وهدد القيادي في حركة حماس سامي ابو زهري اسرائيل بالرد على اي عدوان تتعرض له غزة.
اغلاق المطاحن والمخابز
الى ذلك اغلقت مطاحن الدقيق بالقطاع ابوابها اثر نفاد كمية القمح المتوفرة لديها كما اغلقت المخابز التي تستخدم الغاز بسبب نفاده.
وأفادت صحيفة هآرتس بأن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار في صفوف قواته حول القطاع وأعلن أمس عن إلغاء جميع الإجازات في الوحدات العسكرية المتمركزة على مقربة من القطاع وتم تمرير تعليمات لهذه القوات بأن تكون على أهبة الاستعداد.
من جهتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت امس عن مسؤول سياسي أمني إسرائيلي قوله إن «المواجهة العسكرية مع حماس هي أمر حتمي».
وأضاف أن «نشوة القوة لدى حماس وعدم إدراك هذه الحركة لضبط النفس الذي أبدته إسرائيل رغم استمرار إطلاق صواريخ القسام يقود الجانبين إلى مواجهة عنيفة يحتمل أن تحدث قبل انتخابات الكنيست القريبة».
وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس قد أعلن أمس الاول أنه لا مجال لتمديد التهدئة التي تم التوصل إليها يوم 19 يونيو الماضي بوساطة مصرية.
وقالت كتائب القسام في بيان إن «اتفاق التهدئة ـ الذي رعته جمهورية مصر العربية بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى ـ ينتهي في تمام الساعة السادسة من صباح امس19/12/2008» ولن يتم تمديده.
وأوضحت أن السبب وراء قرارها هو أن «العدو الصهيوني لم يلتزم بشروط التهدئة المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر ثم نقل التهدئة إلى الضفة الغربية».
وأكدت حركة حماس أن فصائل المقاومة وفي مقدمتها حماس ستتصرف وتتحرك بما تمليه مسؤولياتها وواجباتها الوطنية في إطار مشروع التحرر الوطني الذي تعمل من أجل تحقيقه.
حسب التطورات
وقال مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل ستتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة والمنطقة المحيطة به حسب التطورات على أرض الواقع.
وذكر مسؤول لراديو إسرائيل أنه «إذا كان هناك هدوء، فسترد إسرائيل بالهدوء».
وأضاف أن الجيش الاسرائيلي قادر على تفكيك البنى التحتية لحماس في قطاع غزة بيد أن عملية من هذا القبيل ستتطلب ثمنا اقتصاديا باهظا وقد توقع خسائر بشرية جسيمة في كلا الجانبين إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالقرى والمدن القريبة من القطاع، فضلا عن أنها تفتقر إلى الدعم الدولي.
وأشار إلى أن الظروف السياسية المحلية والعالمية غير مواتية لمثل هذه العملية إذ إن إدارة جديدة ستتولى مقاليد الحكم في واشنطن إضافة إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، كما أن حماس وإيران ليستا معنيتين بتصعيد المواجهة في القطاع ومحيطه في الظروف الراهنة.
وكانت الفصائل الفلسطينية المسلحة الناشطة في قطاع غزة ـ لاسيما حركة الجهاد الإسلامي ـ قد كثفت بالفعل من هجماتها الصاروخية على جنوب إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.
وسقط صاروخان آخران محليا الصنع على منطقة أشكول جنوبي إسرائيل صباح امس.