انتقلت حملات السخرية من الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد حادث إلقاء الحذاء عليه، إلى كبريات الصحف الأميركية، وكان أبرزها دعوة قدمها كاتب شهير في صحيفة نيويورك تايمز للرئيس الأميركي للقيام بجولة حول العالم لجمع الأحذية التي تنهال عليه، ومن ثم بيعها لتعويض خسائر الخزانة الأميركية، معلقا بذلك على خبر كانت «العربية.نت» نشرته عرض فيه مواطن سعودي 10 ملايين ريال مقابل حذاء الصحافي العراقي.
وبينما رأت صحيفة بارزة أن «إلقاء الحذاء مؤثر أكثر من رمي آلاف القنابل، وأن الزيدي ليس إرهابيا»، قالت مجلة «تايم «الاميركية: إن هذه الحادثة تذكر «بالحجارة التي تؤدي لاندلاع انتفاضات شعبية».
وتحدثت صحف أخرى عن أن حادثة الحذاء ألهمت مواطنين أميركيين معارضين للسياسات الاقتصادية في بلادهم، حيث حاول أحدهم تقليد «منتظر الزيدي» أمام مديري شركة بارزة، وذلك قبل أن تقبض عليه الأجهزة الأمنية.
الأحذية الطائرة تدعم الميزانية
وفي صحيفة «نيويورك تايمز»، جاء مقال ساخر بالدعوة لاستغلال الحادثة لتغطية بعض العجز في الميزانية الأميركية.
وكتب المقال أحد أبرز كتاب صحيفة «نيويورك تايمز» (نيكولاس كريستوف) في مقال ساخر جاء على موقعه الشخصي في الصحيفة، مستندا على الخبر الذي نشرته «العربية.نت» حول استعداد سعودي من عسير لشراء حذاء الزيدي بـ 10 ملايين دولار.
واقترح قيام بوش برحلة رئاسية من ثلاثة أسابيع في العالم الإسلامي وأميركا الجنوبية وأوروبا الغربية، أمام جماهير تعارضه، مما يؤدي لجمع عدد كبير من الأحذية الطائرة لعرضها في مزاد، ويمكن بيع كل حذاء بـ 3 ملايين دولار، وهذا سيدعم الخزانة بمئات ملايين الدولارات.
الحذاء أفضل من قنبلة
وجاءت مقدمة افتتاحية صحيفة «لوس انجيليس تايمز»: «إذا كنت تريد أن تلقي شيئا من الأفضل أن تلقي حذاء وليس قنبلة».
واعتمدت الافتتاحية على فكرة رئيسية «هي أن الناس حول العالم تفهموا لماذا ألقى هذا الصحافي حذاءه على جورج بوش، رغم عدم اتفاق الصحيفة مع الأسلوب، لأن سلاح الصحافي هو الكلمات».
وتستغرب الصحيفة عدم صراحة بوش عندما قال: إنه لا يعرف السبب الذي دفع هذا الصحافي للقيام بإلقاء حذائه، قائلة: إنه «ربما لم يترجم له طاقمه ما قاله الصحافي أثناء رمي الأحذية عن الأيتام والأرامل في بلاده، وأن الحذاء هدية له من الشعب العراقي».
وقالت الصحيفة: إن «نزول العرب للشوارع للتظاهر وتأييد الزيدي يمكن فهمه، فهم أمة أقل ثراء وقوة من الولايات المتحدة، في الوقت الذي بدت فيه الولايات المتحدة ـ في عهد بوش ـ جشعة للغاية».
التايم: الحجارة تؤدي لانتفاضة
من ناحيتها كتبت مجلة «تايم» الأميركية: «حاذر من الناس الذين يلقون عليك أشياء في الشرق الأوسط، حتى الأحذية».
وأشارت المجلة إلى أن «الحجارة هي أداة الانتفاضة في فلسطين، ولذلك فإن هذا الحذاء قد يؤدي إلى نشوء انتفاضة في العراق، أي إلى حرب جديدة هناك».
واستعرضت المجلة جملة مع عوامل إحباط الصحافي الزيدي ـ التي دفعته لرمي حذائه ـ وهي الوجود الأميركي وضياع المليارات من الدولارات وفساد حكومة بلاده التي تخضع لواشنطن وطهران معا.
تبقى الإشارة إلى أن بعض الصحف الأميركية أشارت إلى ان حادثة إلقاء الحذاء أصبحت محل إلهام عند بعض الأميركيين، حيث اعترض أحد الأميركيين على ميزانية أقرتها إحدى الشركات لعام 2009، وتضمنت رفع أجور الباصات، فاعترض ساخرا من هذه الميزانية قائلا: إن مكانها الحاوية، وسارع إلى حذائه لخلعه، ولكن الأمن قبض عليه قبل ذلك، ولاحقا أطلق سراحه.