بيروت ـ عمر حبنجر
انتهت الجولة الثالثة من الحوار الوطني بتشكيل لجنة جمع القواسم المشتركة والرؤى حول الاستراتيجية الدفاعية على أمل استكمال الحوار في الثاني والعشرين من يناير، لكن المناخ العام السائد لا يشجع على توقع ان يكون بالامكان افضل مما كان لسببين أساسيين، الأول: لارتباط هذا الحوار بمعطيات داخلية أهمها الانتخابات النيابية والمحكمة الدولية، وثانيهما: تسارع حركة الاتصالات السورية ـ الإسرائيلية عبر الوسيط التركي واقترابها من دائرة المفاوضات المباشرة بين البلدين، ما يجعل اي حديث عن استراتيجية دفاعية للبنان موضوعا آخر.
هذه النقطة، مفاوضات التسوية بين سورية واسرائيل وانعكاساتها على لبنان، تحدث عنها رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي وصفه الحريري «بعميد لبنان» معتبرا ان ما قاله البطريرك في رسالة الميلاد صباح امس هو ما يفكر فيه وان لبنان يجب ان يكون دائما سيد نفسه.
الحريري الذي زار بكركي معايدا بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة لدى الطوائف المسيحية تناول الغداء على مائدة صفير بناء لدعوة الأخيرة وردا على أسئلة الصحافيين ورأى الحريري ان اللعبة الديموقراطية أخذت مجراها في انتخابات حصة مجلس النواب من اعضاء المجلس الدستوري، مشددا على ضرورة تعيين حصة الحكومة دون تسييس.
وقال: لا يمكن لأحد ان يكون داخل الحكومة ويحاربها في الوقت نفسه.
وتابع يقول: اللعبة الديموقراطية يوما تكون معك ويوما تكون عليك، وشخصيا عندما عين اعضاء لجنة الاشراف على الانتخابات لم اكن موافقا على النتائج ولكننا قبلنا بها لأن مجلس الوزراء وافق عليها.
سعد الحريري جزم بأن الانتخابات ستحصل في موعدها، مؤكدا انه لا مصلحة لقوى 14 آذار في تأجيلها.
وكان البطريريك الماروني انتقد اللغة التحقيرية التي يتراشق بها أهل السياسة، وقال في رسالة الميلاد، ان الدولة اللبنانية غير متماسكة والحكومة أشبه بعربة يجرها حصانان، أحدهما يشدها الى الأمام والثاني يشدها الى الوراء.
وبعد ان تمنى ان يحمل الميلاد الفرح والطمأنينة للبنانيين، قائلا لهم: عبثا تتطلعون الى هذه الجهة، او تلك خارج لبنان.
واضاف: «لايمكنا ان نغمض العيون عما نرى اليوم، فالدولة أصبحت غير متماسكة والحكومة اشبه بعربة يجرها حصانان احدهما يشدها الى الأمام، والثاني يشدها الى الوراء، وقد جرت العادة في العالم كله ان تتولى الأكثرية الحكم، حتى اذا اخفقت او هزلت، او خذلت، تولت الأقلية الحكم مكانها، وأسباب الخلاف كثيرة عندنا وكل عمل تريد الحكومة القيام به، ترى في داخلها من يضاده ويقاومه ويسعى الى احباطه، والبطالة متكاثرة، والأزمة العالمية طالت بلدنا، وهناك اعداد من اللبنانيين كانوا يعملون في البلدان العربية قد انكفأوا على لبنان بسبب هذه الأزمة وربما التحقوا بمن هاجر الى بلدان بعيدة وكل ذلك يوجب على جميع اللبنانيين الانكباب على بحث أسباب هذا الوضع، ومعالجته بتجرد واخلاص دونما سعي الى ربح شخصي، واذا ربح الوطن فقد ربح جميع ابنائه واذا خسر خسروا جميعا ويجب ألا تكون هناك مصلحة شخصية، بل مصلحة الوطن هي التي يجب ان تطغى على ما سواها وهذا لن يتحقق مادمنا نسمع اللغة التحقيرية التي يتراشق بها اهل السياسة، وهي لغة لم تكن معروفة في غابر الأيام في لبنان، وعبثا يتطلع اللبنانيون الى هذه الجهة او تلك خارج لبنان، فلن يكون أصدقاؤهم أحلى عليهم من دولتهم، واللبناني ابقى وانفع للبناني من جاره بعيدا كان او قريبا وقديما قيل: «ما حك جلدك مثل ظفرك».
وقال صفير في مجال آخر ان لبنان بلد صغير يجب ان يقوم على اكتاف كل أبنائه مبديا أسفه لأن كل طائفة تريد إقامة دولة لنفسها.
بدوره، النائب السابق فارس سعيد منسق 14 آذار قال بعد لقائه صفير: اننا مازلنا على الطريق الذي رسمه البطريرك لافتا الى ان البطريرك ليس جزءا من 14 آذار وليس الأب الروحي لهذه القوى كما يشاع، بل انه أب كل اللبنانيين من دون استثناء.
وبالمناسبة عينها تلقى البطريرك اتصال تهنئة بالأعياد من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
من جانبه، اكد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي انه لم يحصل اي سجال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مجددا التأكيد على موقفه السابق حول مسألتي المجلس الدستوري ومجلس القضاء الأعلى، والاعتراض على التسوية المتصلة بالمجلس الدستوري.
الرئيس فؤاد السنيورة الذي تعرض امس لتهجمات بعض اطراف المعارضة، تباحث مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي اكد بعد اللقاء ضرورة تفعيل الاتفاقيات بين البلدين.
الهاشمي اعتبر ان احياء خط تصدير النفط الخام من العراق الى بانياس فطرابلس مصلحة عراقية ومصلحة للدول التي يمر بها هذا الخط، مشيرا الى ان الفكرة موجودة، لكن ليس هذا الموضوع وحده ينتظر التنفيذ.
وردا على سؤال حول العائلات النازحة من الموصل قال ان الظروف الصعبة التي يعيشها العراق تطول المسيحي والمسلم ودعا المسيحيين الى البقاء في ارضهم.
من جهته، الرئيس فؤاد السنيورة شدد على ضرورة السير بإجراءات تصميم الخط الأزرق في بلدة بليدا، وهو ما تعرقله اسرائيل.
السنيورة ابلغ ذلك الى قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال الايطالي كلاوتزو غرتسيانو الذي عرض معه خطف المواطنين اللبنانيين الاسبوع الماضي.
الرئيس السنيورة عرض مع وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) موضوع المساعدات، وقال فنيش ان وجود الحوار الوطني افضل من عدم وجوده، واعتبر ردا على سؤال ان موقف حزب الله من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل هو امر غير وارد وغير مقبول على الاطلاق لأن مبدأ التفاوض يعكس الاستعداد لتقديم تنازلات ونحن لسنا مستعدين لذلك ابدا مادام حقنا واضحا والاسرائيلي هو المعتدي ولسنا مستعدين للمساومة على حقوقنا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )