قال وزير الخارجية الإماراتي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيت لحم امس الأول إن من مصلحة القضية الفلسطينية أن يستمر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في منصبه، كما أعاد التأكيد على أهمية مبادرة السلام العربية، قائلا إن أهم ما فيها ليس العلاقات الديبلوماسية فحسب، وإنما التطبيع مع إسرائيل، معتبرا أن 57 دولة عربية وإسلامية ستقبل بذلك لقاء «عودة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 لأصحابها».
ورحب عباس بوزير الخارجية الإماراتي، مشيدا بالمساعدات الكبيرة التي قدمتها بلاده للفلسطينيين، ليتحدث عبدالله بن زايد بعد ذلك، مقدما دعمه لعباس الذي قال إن «العرب أكدوا ثقتهم به»، و«من مصلحتهم ومصلحة المنطقة أن يبقى على رأس السلطة الوطنية الفلسطينية».
وتمنى الوزير الإماراتي على الإدارة الأميركية المقبلة أن تكون «متحمسة لعملية السلام من اليوم الأول، لأن هناك حماسا دوليا وعربيا وإسلاميا».
وأعرب عبدالله بن زايد عن سروره لزيارة الأراضي الفلسطينية، قائلا: «لي شرف أن أشارك في أعياد الميلاد المجيدة لتهنئة إخواننا الفلسطينيين، وخاصة المسيحيين في هذه الأيام المباركة»، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يزور المنطقة برا قائلا: «لا شك أن الشخص يتألم بشكل كبير لرؤية هذه الحواجز والمستوطنات غير الشرعية».
ودعا البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس اللاتين، خلال قداس منتصف الليل الذي أقيم في كنيسة المهد بيت لحم، بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحية إلى إحلال السلام العالمي.
وحث البطريرك على وضع حد لـ «سفك الدماء وسوء المعاملة والإذلال».
وحضر القداس الآلاف من السائحين المسيحيين إضافة إلى حجاج من جميع أنحاء العالم، فضلا عن الفلسطينيين والمسيحيين من عرب إسرائيل الذين تدفقوا على المدينة على مدار يوم أمس الأول وسط وجود أمني فلسطيني كبير.
ومن بين الحضور كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقائم بأعمال رئيس الوزراء سلام فياض ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين والديبلوماسيين الأجانب.
وترأس طوال، أردني الجنسية، (68 عاما) الذي خلف هذا العام الفلسطيني المتقاعد ميشيل صباح (75 عاما) قداس منتصف الليل في كنيسة المهد القديمة ببيت لحم، حيث يعتقد المسيحيون أنها شهدت ميلاد السيد المسيح.
وبينما كان الصف المنتظر أمام الكنيسة مقصورا على حاملي التذاكر فقط، ملأ المئات من السائحين والحجاج المسيحيين من شتى أنحاء العالم ساحة المذود وسط بيت لحم.
والحجوزات في فنادق المدينة المقدسة مكتملة تماما وقال السكان إن روح الاجازات عادت بعد سنوات من المواسم الكئيبة.
غير أن قداس عيد الميلاد السنوي في كنيسة العائلة المقدسة في قطاع غزة تم إلغاؤه احتجاجا على الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على القطاع إضافة إلى ما وصفه المسؤولون الفلسطينيون برفض إسرائيل منح الموافقة لعدد كاف من مسيحيي القطاع القليلين الذين يرغبون في قضاء أعياد الميلاد في بيت لحم.
وشدد البطريرك طوال على أن «السلام حق لجميع الشعوب وهو الحل الأمثل لجميع الصراعات والخلافات، فلا الحرب تثمر سلاما ولا السجون تؤتي استقرارا، الجدران مهما ارتفعت لن تعطي الأمان، ولا الغازي المنتصر ولا المناضل المقهور في الأرض المقدسة، ينعمان بالسلام لأن السلام هبة من الله، والله وحده يعطي السلام».