سجلت أمس انفراجة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس سمحت بموجبها تل ابيب بعبور شاحنات محملة بالمساعدات الى قطاع غزة.
لكن إسرائيل أرفقت الانفراجة بإمهال حماس والفصائل المسلحة في القطاع 48 ساعة لوقف اطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من اجل تجنب عملية عسكرية إسرائيلية في القطاع.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون إنه إذا ردت حماس على المهلة الإسرائيلية بوقف إطلاق القذائف والصواريخ من القطاع فإن إسرائيل ستلغي تنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى وضع حد لتلك الهجمات.
ومن المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر في إسرائيل الأحد المقبل.
80 شاحنة مساعدات
وعبرت 3 قوافل مؤلفة من 80 شاحنة محملة بمواد غذائية وفيول وأدوية وغاز الطهي نقاط كارني (المنطار) وناحال عوز وكرم سالم باتجاه قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية بيتر ليرنر لوكالة فرانس برس ان المعابر فتحت صباحا وستغلق ظهرا.
واضاف المتحدث ان 5 شاحنات قدمت من مصر.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مسؤول لم تسمه القول: «إننا ننقل المساعدات الإنسانية قبل أن ندخل بقواتنا إلى قطاع غزة».
وأوضح: «بمعنى آخر، إذا شهد مسار عطلة مطلع الأسبوع تراجع حماس خطوة للخلف وأوقفت قصف التجمعات الواقعة في محيط غزة فإن إسرائيل لن تندفع نحو توجيه انتقام مؤلم».
وتحدثت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس عن العملية العسكرية المنوي تنفيذها في غزة.
مشاورات حكومية
وقالت صحيفة «هآرتس» إن «عملية محدودة» ستبدأ كما يبدو خلال بضعة أيام تشمل غارات جوية وهجمات برية على أهداف لحماس ومنظمات «إرهابية» أخرى في القطاع.
ورجحت هآرتس ألا تبدأ مثل هذه العملية قبل انتهاء المشاورات التي سيبدأ بها رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت غدا مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل.
وستشمل المداولات مواضيع بينها إعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية في منطقة جنوب إسرائيل التي يتوقع أن تتعرض للصواريخ الفلسطينية والوضع الإنساني في قطاع غزة وتنظيم حملة إعلامية في أنحاء العالم تهدف للحصول على شرعية للعملية العسكرية ضد حماس.
وتقول مصادر أمنية إسرائيلية إن مثل هذه العملية لن تبدأ قبل تحسن الأحوال الجوية.
.. ومشاورات ديبلوماسية
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليڤني تحدثت عن احتمال شن عملية عسكرية في غزة مع نظرائها في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية والدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل كما أوضحت للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن إسرائيل ستعمل عسكريا ضد حماس والفصائل.
وكانت ليڤني وعدت لدى زيارتها للقاهرة أمس الأول ولقائها بالرئيس المصري حسني مبارك بإنهاء سيطرة حماس على غزة.
استمرار إطلاق الصواريخ
ميدانيا واصلت الفصائل في القطاع اطلاق صواريخها على اسرائيل.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مسلحين أطلقوا من غزة 5 قذائف هاون سقطت في منطقة المجلس المحلي في عسقلان بالنقب الغربي المحاذي لخان يونس جنوب القطاع.
وأفادت الإذاعة بأن واحدة من القذائف أصابت منزلا مهجورا من دون أن تقع إصابات.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين أطلقوا مساء أمس الأول 20 قذيفة هاون باتجاه النقب الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأعلنت «كتائب أبو علي مصطفى» الذراع المسلحة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن إطلاق غالبية هذه القذائف.
وقالت إنها تأتي في إطار «حملة الوفاء» للرد على الحكم الإسرائيلي الصادر بسجن أمينها العام أحمد سعدات لمدة 30 عاما.
سفينة مساعدات إيرانية
من جهة أخرى تبحر اليوم السفينة الإيرانية المحملة بمواد غذائية وأدوية وعلى متنها طاقم طبي الى غزة كما هو مقرر.
وقالت قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية نقلا عن الناطق الرسمي باسم الحملة الإيرانية لكسر الحصار عن غزة حامد طاهري جبلي قوله ان السفينة الإيرانية ستصل الى غزة في الأيام الأولى من العام الجديد، قاطعة مسافة تزيد على 6 آلاف كيلومتر.