عززت باكستان قواتها على الحدود مع الهند اثر تصاعد التوتر بين الجارين النوويين منذ هجمات مسلحين باكستانيين على مدينة مومباي الهندية اواخر نوفمبر الماضي والتي اسفرت عن مقتل 163 شخصا.
وتؤكد الهند ان مسلحين قدموا من باكستان نفذوا هجمات مومباي، لكن اسلام اباد تؤكد ان نيودلهي لم تقدم ادلة تتيح لها التحرك على اساسها.
واعلن الجانبان انهما يريدان تجنب الحرب، لكنهما قد يتحركان في حال تعرضهما للاستفزاز.
ورفض المتحدث باسم قيادة الجيش الباكستاني الميجور جنرال اطهر عباس التعليق، لكن مسؤولا في وزارة الدفاع اكد سحب بعض القوات من شمال غرب البلاد المضطرب وارسالها الى الحدود مع الهند.
إلغاء إجازات الجنود
وقال المسؤول لـ «فرانس برس»: «لا نريد ان نسبب حالة ذعر من الحرب، لكن علينا اتخاذ الحد الادنى من التدابير الامنية لابعاد اي تهديد. تم الغاء اجازات جميع القوات العاملة كاجراء دفاعي».
وقال مسوؤل امني كبير لـ «فرانس برس» ان القوات التي نشرت على الحدود مع الهند «ليست باعداد كبيرة، انما فقط في مناطق مواجهة لنقاط يعتقد ان الهند نشرت فيها قوات».
وقلصت القوات البرية والجوية في الجيش الباكستاني مؤخرا عملياتها التي تستهدف الناشطين المرتبطين بحركة طالبان في وادي سوات ومنطقة باجور القبلية المتاخمة لافغانستان، وانطلقت العمليتان في منتصف 2008.
واضاف المسؤول الباكستاني ان السلطات العسكرية رصدت تحرك القوات الهندية باتجاه الحدود قرب مدينة لاهور شرق باكستان وهي تعتقد ان الهند الغت اجازات جنودها ايضا.
وبالموازاة مع التحركات العسكرية، اطلقت سلطات الدفاع المدني حملة للتوعية في مظفر اباد كبرى المدن في القسم الخاضع من كشمير لباكستان.
وتتقاسم باكستان والهند اقليم كشمير الذي تتنازعان السيادة عليه.
وقال المسؤول في الدفاع المدني غلام رسول ناغرا «بدأنا حملة للتوعية في كشمير لاعداد الناس للدفاع عن النفس ورد الفعل في احوال الطوارئ، على خلفية عدوان هندي محتمل».
وساطة سعودية
ديبلوماسيا، تتحرك المملكة العربية السعودية لنزع فتيل الحرب بين الهند وباكستان.
وكشف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني عن ان السعودية تلعب دورا في تخفيف التوتر بين بلاده والهند.
واجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل محادثات مع المسؤولين في نيودلهي التي وصلها امس.
واكد الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهندي براناب موخرجي على ضرورة العمل لتكثيف التعاون لمحاربة الارهاب العالمي.
من جانبه، قال الوزير الهندي إن قضية الارهاب العالمي ليست أزمة بين باكستان والهند، مؤكدا أنها قضية عالمية تتعدى الحدود الاقليمية.