بدأت اسرائيل حربها على قطاع غزة امس بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي من بوارجها الرابضة قبالة السواحل، طالت القطاع شمالا وجنوبا مستهدفة مواقع ومقار قوات الامن التابعة لحكومة حركة حماس المقالة اضافة الى عدد من المواقع المدنية واوقعت مئات الجرحى والقتلى، اشارت الحصيلة الاولية امس الى انهم تجاوزوا «205 شهداء ومايزيد على 750 جريحا»، فيما اكدت مصادر طبية ان هذه الارقام مرشحة للارتفاع مع استمرار الغارات مساء ووجود اكثر من 120 جريحا في حال حرجة وبسبب نقص الامدادات الطبية بعد شهور من الحصار.
وفي اول تعليق اسرائيلي على ما اسمته «الرصاص المتدفق» على قطاع غزة، أعلن المتحدث العسكري آفي بنياهو لاذاعة الجيش الإسرائيلي ان العملية التي بدأت أمس في قطاع غزة «ليست الا في بدايتها».
وقال «هذه ليست الا بداية عملية تم شنها بعد قرار من الحكومة. قد تستغرق وقتا. لم نحدد مهلة ونحن نتصرف تبعا للوضع على الارض».
استنفار
وقال متحدث آخر باسم جيش الاحتلال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية ان حركة حماس لم تخل المقرات رغم علمها بامكانية الهجوم على القطاع والمقرات الامنية التابعة لها.
واضاف المتحدث ان الجيش لن يبحث عن خلايا كتائب القسام وانما سيضرب اهدافا رئيسية لحماس ليضعف رغبتها في القتال مؤكدا انه تم قصف 30 الى 40 هدفا.
وقال انه تم وضع قوات الجيش وقوات الانقاذ ونجمة داود الحمراء في حالة استنفار قصوى في منطقة الجنوب المحيط بقطاع غزة موضحا ان رئيس اركان الجيش غابي اشكنازي يتابع العملية العسكرية على قطاع غزة شخصيا.
واضاف ان عشرات الانواع من الطائرات العسكرية اشتركت في القصف على غزة مع امكانية توسيع العملية.
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة الاستنفار في صفوف قواتها تحسبا لمواجهات وبخاصة في المدن والبلدات العربية في أعقاب بدء الغارات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفلد لـ «يونايتد برس انترناشونال» إن «شرطة إسرائيل رفعت حالة الاستنفار في صفوف قواتها في جميع أنحاء البلاد إلى الدرجة ج وهي درجة واحدة قبل حالة الطوارئ».
واندلعت مواجهات دامية في المدن والبلدات العربية في إسرائيل التي انطلقت في عدد منها مظاهرات عفوية في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية والتي يطلق الجيش الإسرائيلية عليها عملية «الرصاص المتدفق».
وجرى إضراب تجاري جزئي في القدس الشرقية حيث أغلق قسم من المحلات التجارية أبوابه كما أضرم شبان في حي الطور في القدس النار بحاويات النفايات وذلك احتجاجا على الغارات الإسرائيلية الواسعة في غزة.
تضليل
وجاءت العملية مناقضة لما قاله الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة مع صحيفة «الشرق الاوسط» نشرت امس قبل انطلاق الغارات الاسرائيلية معلنا «ان الجيش الاسرائيلي لن يدخل قطاع غزة».
وقال بيريز في تصريحاته «لن تكون هناك حرب. ولن ندخل غزة وهناك وسائل اخرى» من اجل «وقف اطلاق صواريخ حماس على الاراضي الاسرائيلية». واكد بيريز «لم نغادر قطاع غزة لنعود اليه مجددا».
الجهاد تندد
بدورها، طالبت حركة الجهاد الإسلامي الحكومات العربية والإسلامية أن تخرج وتحدد موقفها مما أسمته «المجازر» التي ترتكبها اسرائيل معتبرة استمرار الصمت الرسمي العربي على هذه الجرائم هو صمت غير مبرر.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن «قتل الأبرياء وإعلان الحرب بهذه الطريقة وإطلاق التهديدات من قلب بلاد العرب والمسلمين ضد الشعب الفلسطيني مسألة لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها».
وأضاف شهاب «على الحكومات العربية والإسلامية أن تخرج وتقول موقفها وتحدد موقعها في هذه المواجهة وفي هذه المعركة التي بدأها العدو الصهيوني».
وشدد على أن «دماء الشهداء وأشلاءهم والمجازر لن تدفعنا إلى الاستسلام وقبول التسوية والتهدئة مع العدو».
وقال «إن شعبنا سيبقى أبيا صامدا في مواجهة الاحتلال الغاصب وإن شلال الدم النازف في شوارع غزة بفعل مجازر العدو لن يذهب هدرا ولن يكون الثمن اتفاقا هزيلا بل نصرا قريبا بإذن الله».
وفيما لم تتوقف الغارات الاسرائيلية التي تكثفت وقت الذروة وخروج الطلاب من المدارس، نقلت قناة الجزيرة عن مراسلها فــي الضفــة الغربية ان عددا من هذه الغارات استهدف مواقع قصفتها في وقت سابق من يوم امس واوقعت عددا من الجرحى والقتلى من بين مسعفي ضحايا القصف السابق.
كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس)، توعدت بدورها اسرائيل بـ «برد مزلزل» على الغارات التي شنها الطيران على قطاع غزة، مؤكدة ان «كل الخيارات مفتوحة».
الخيارات المفتوحة
وقال احد قادة كتائب القسام عرف نفسة باسم ابو صهيب «لن نقف مكتوفي الايدي وسنرد ردا مزلزلا بحجم هذه المجزرة». واكد ان «كل الخيارات مفتوحة امام فصائل المقاومة والقسام».
وتنفيذا لوعدها، اعلنت الكتائب امس مسؤوليتها عن اطلاق عدد من الصواريخ باتجاه عسقلان جنوب اسرائيل، ودعت عناصرها الى الرد بكل قوة على هذا «العدو الغاصب».
واعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي مقتل مدني اسرائيلي في مدينة نتيفوت الجنوبية جراء اطلاق صاروخ من قطاع غزة.
وذكرت خدمة نجمة داود للإسعاف أن شخصين آخرين أصيبا في البلدة بجروح طفيفة.
الى ذلك، صرح الناطق باسم الشرطة التابعة لحركة حماس لاذاعة الاقصى ان حصيلة اولية تشير الى استشهاد اكثر من 120 من عناصر هذه الشرطة بينهم قائدها اللواء توفيق جبر قتلوا في الغارات الاسرائيلية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )