Note: English translation is not 100% accurate
السنّة في لبنان «أم الوطن» وليسوا مستضعفين ويخطئ من يظن أن الشيعة موالون لإيران دون شرط لبنان أولاً
السبت
2006/11/11
المصدر : الانباء
بيروت - خالد اللحام
بين الاصرار على الحفاظ على الحكومة الحاضرة والدعوة لحكومة اتحاد وطني كيف تقرأون الواقع القائم؟
بداية لابد من الاشارة الى ان الدعوة الى حكومة وحدة وطنية، طرح انطلق بعد حرب يوليو 2006 مباشرة، مما يشير الى انه طرح يرتبط بنتائج تلك الحرب أولا والاختلاف حول تقديرها بمعنى هل حققنا الانتصار حقا كما يرى حزب الله ومن يماشيه في طروحاته، أم حققنا الصمود في المواجهة فقط كما يرى سواه، ولكل من الفريقين تبريراته في قراءته للنتائج.
فالبعض يرى ان الانتصار تحقق بمجرد اعتراف العدو بالهزيمة من خلال مواقف قياداته العسكرية والسياسية، وبالتالي فان ذلك الانتصار يتطلب تعزيز موقف المنتصر وحلفائه داخل التركيبة الحكومية بغض النظر عن الشعارات المرفوعة أكانت وحدة وطنية أم اتحادا وطنيا أم حكومة الثلث المعطل، والبعض الآخر يرى ان الانتصار على العدو يعني انسحابه الكامل من ارضنا واستعادة مزارع شبعا لا خسارة قرية الغجر فوقها ولا سرقة مياه الوزاني بعد المعركة، وبالتالي يعتبر هؤلاء اننا صمدنا في وجه العدوان، لكننا لم ننتصر بعد، فالضريبة التي دفعناها في هذه الحرب كبيرة جدا.
وفي رأيي ان كلا الموقفين ما كان لهما ان يثيرا مثل هذا الضجيج لولا اننا أمام استحقاق كبير مقبل ينقسم الى ثلاث قضايا، أولاها استحقاق رئاسة الجمهورية ومواصفات رئيس الجمهورية المقبل، وثانيها استحقاق نتائج التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتشكيل المحكمة الدولية وانعكاسات التقرير المنتظر وأثره على العلاقات اللبنانية ـ السورية، وثالثها استحقاق السلام في المنطقة بعد قيام علاقات سرية وعلنية بين العديد من الدول العربية واسرائيل، ومدى استعداد لبنان لتحمل الضغوط المتزايدة للدخول في هذا الاستحقاق.
هل يمكن النفاذ في هذه الاستحقاقات دون دخول لبنان في حرب داخلية جديدة بدأت تلوح بعض تباشيرها؟
أولا، أعتقد ان اللبنانيين الذين دفعوا الثمن الأعلى عربيا للصراع العربي ـ الاسرائيلي منذ العام 1948 وحتى اليوم، خاصة خلال الحرب التي فرضت على لبنان داخليا بين 1975 ـ 1990 التي ساهم فيها الكثير من الأطراف الداخلية والعربية والدولية باتوا أكثر حذرا من السقوط في هذا الفخ، وكافة الفرقاء يدركون انه من سيكون البادئ في اشعال فتيل مثل هذا الصراع فسيكون الخاسر الأكبر فيها.
ثانيا، أؤمن بان الرئيس فؤاد السنيورة، بحكمته، وصبره، وهدوئه، واصراره على ان لبنان سيكون آخر دولة عربية توقع على السلام مع اسرائيل، قادر على استيعاب كل ما يجري من ضغوط وامتصاصها والحؤول دون تفجر الأوضاع الداخلية، وهو ما له من صداقات وعلاقات دولية، موروثة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو مستجدة من خلال جولاته العربية والدولية، ومدعومة داخليا من خلال جميع القوى داخل الحكومة على اختلاف نزعاتها ومواقفها، سيحول دون هذا الصراع لأن الذي يصر على تفشيله سيتحمل مسؤولية ذلك امام التاريخ أولا كما امام شعبنا، وحتى لو كان هناك من يرى في مثل ذلك الصراع مخرجا له فهو لا يرتضي لنفسه ان يتحمل وزره لأن في ذلك احتراقه سياسيا والقضاء عليه، فيما الآخرون لن يقدموا عليه لأنهم يعرفون ابعاد اللعبة.
ثالثا، ان لبنان كان ساحة للصراعات العربية ـ العربية والعربية ـ الاسرائيلية وللصراعات الدولية، ومازال ساحة لها، لكن الصراع بدأ يتخذ اساليب ضغط جديدة لأن الكل يدرك ان انهيار هذا الوطن يعني انهيار الهيكل على رؤوس الجميع بمن فيهم اسرائيل واغراقا لسواهم في المستنقع اللبناني، خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تدرك ان لبنان ليس العراق أو فلسطين، وان ما دفعته في العراق لا يوازي نقطة في بحر ما يمكن ان تدفعه في لبنان لو اصرت على تفجير الأوضاع، لذلك لن تكون هناك حرب داخلية ان شاء الله.
يتبع...
اقرأ أيضاً