Note: English translation is not 100% accurate
السنّة في لبنان «أم الوطن» وليسوا مستضعفين ويخطئ من يظن أن الشيعة موالون لإيران دون شرط لبنان أولاً
السبت
2006/11/11
المصدر : الانباء
الكل يتهم بعضهم البعض بالفساد ويطالب بالإصلاح، فهل هناك إصلاح مقبل في لبنان؟
يقولون في بلادنا انه لا أحد فوق الغربال، لأن الفساد والهدر والتضخم الإداري والروتين والمصالح المتعارضة أو المتوافقة على جبهة هذا الوطن عمرها من عمر لبنان وما من حكومة في لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم الا وتضمن بيانها الوزاري حديثاً عن الإصلاح والتنمية الادارية، وقد عايشت كل تلك البيانات والمشاريع طوال أربعين عاما في عملي في رئاسة مجلس الوزراء، خاصة كأمين عام مجلس الوزراء لأكثر من ربع قرن.
دائما يصدر البيان ويتقرر الإصلاح، ثم تضيع المشاريع في المحفوظات وتنتهي كما بدأت، وتزول كل الخطوات التي انجزت أو يتم التراجع عنها مع الوقت، وتعود الأوضاع الى حالها، لأسباب شتى، وحتى المشاريع التنموية التي تدفع عليها الملايين للخبراء الأجانب والعرب تنتهي في المحفوظات ولا يعود احد اليها لتحقيقها ثم يكلف خبراء جدد لمشاريع جديدة وتنتهي النهاية ذاتها، لماذا؟ لأن المصالح تلعب دورها، والطائفية تلعب دورها، ولا يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، او يكلف ويحاط بفريق عمل قادر على تفشيله والكل راض بالنتائج والا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من ديون وفوائد ومصاعب وتضخم اداري.
وفي اعتقادي اننا وصلنا الى أوضاع تفرض على الجميع إعادة النظر في كل شيء لتحقيق الإصلاح المنشود، لكن الإصلاح لا يأتي عبر ترجمة تجارب الآخرين في الدول الاخرى، بل لابد لنا من تجربة لبنانية يقوم بها فريق مؤمن بلبنان كوطن يستحق الحياة والتقدم والتمايز، واعتقد ان المرحلة الحاضرة مرحلة سباق بين الإصلاح والانهيار الكبير لأن لبنان مازال ساحة ممسوكة لا ساحة متماسكة وان تبدلت الأيدي التي تمسكها فإنه لا شيء يحقق الاصلاح إلا بتحقيق الولاء الوطني اولا وبناء دولة قادرة وعادلة ثانيا، واعتقد اننا قطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال.
من يهدد الإصلاح المرتقب برأيك؟
إسرائيل أولاً، لأنها تدرك ان قيام لبنان بدوره السياسي والديموقراطي في المنطقة وتطوره يعنيان القضاء على دور اسرائيل السياحي والمصرفي والمرفئي والصناعي والخدماتي في المنطقة العربية ولذلك ترانا نتعرض للعدوان دائما في بداية الموسم السياحي او كلما شهد لبنان قفزة مصرفية او صناعية أو خدماتية، وخير دليل على ذلك ما ذكره الرئيس نبيه بري من تدمير لمصانع محددة استطاعت ان تنافس اسرائيل في المجال الدولي وتفوز بالمناقصات في مواجهة الشركات الصهيونية التمويل.
ثم القوى الدولية التي تريد ان تفرض حل أزمة الشرق الأوسط على حساب لبنان، إن في طرح التوطين، أو الشرق الأوسط الكبير، ومشاريع التفتيت لدول المنطقة.
ولكن طائر الفينيق الذي ينهض دوما من تحت الرماد ليس مجرد اسطورة لبنانية بل انه حقيقة واقعة موجودة في ذاكرة كل لبناني وفي ممارساته وأعماله وطموحاته ولا احد يستطيع القضاء على الفكرة حتى ولو قضوا على جيل كامل من شبابنا بالاستشهاد أو الهجرة أو الاغتراب فحيث يوجد لبناني في اي مكان في العالم يوجد لبنان ويوجد طائر فينيق ينهض من تحت الرماد، والاصلاح سيتم رغم كل العراقيل، ومثل هذه المشاريع والمواجهات لا تقاس بعمر الأفراد بل بعمر الأجيال، وأجيالنا صارت أكثر وعياً وكل من تم دفعه للهجرة من لبنان مستعد للعودة اليه للعمل على استنهاضه بمجرد شعوره بالخطر.
يتبع...
اقرأ أيضاً