اصبح سكان غزة امس على ما أمسوا عليه اول من امس، من قصف وغارات إسرائيلية تواصلت ليلا ونهارا، لتحصد المزيد من الضحايا بين قتيل وجريح ومفقود تحت انقاض المباني التي دكتها الطائرات الإسرائيلية وارتفعت «الى اكثر من 300 شهيد وما يفوق الـ 700 جريح» بحسب قناة الجزيرة نقلا عن المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية «حماس» فوزي برهوم، بينما قالت وسائل اعلام ان عدد القتلى تجاوز 280 والجرحى نحو 600.
واستهدفت اعنف الغارات امس مقر القيادة العامة لقوى الأمن (السرايا) التابعة لحماس في غزة، وذكرت مصادر أن عددا من السجناء بينهم عناصر من فتح الذين كانوا معتقلين لدى حماس قتلوا أيضا فيما تمكن الباقون من الخروج بعد تدمير المبنى بالكامل.
واستهدفت غارة أخرى أمس مستودعا للأدوية بجانب مخزن وقود ادى الى اندلاع حريق شديد.
كما استهدفت غارتان جويتان منفصلتان سيارة في شمال قطاع غزة ومجمعا امنيا لحماس في جنوب القطاع.
واستشهد ناشط فلسطيني في الهجوم الأول بينما اصيب ثلاثة اشخاص على الاقل بينهم اثنان من قوات الامن التابعة لحماس في الهجوم الثاني.
وضربت طائرة اسرائيلية مخبأ قرب مكتب اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة. ولم يكن هنية في مكتبه خلال الهجوم ولم يعلن عن سقوط قتلى او جرحى.
وقبيل الفجر دمرت غارة جوية اسرائيلية مقر قناة الاقصى التلفزيونية التابعة لحماس، وعقب ذلك واصلت المحطة بث ارسالها من مكان غير معلوم.
لاوقف لإطلاق النار
واذ أكد ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي ان اسرائيل لا يمكن أن تقبل بوقف إطلاق النار مع حركة حماس، مشبها هذا المطلب بوقف لاطلاق النار بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، اعلن مسؤول حكومي امس ان اسرائيل قررت استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط في وقت بدأت فيه بحشد الدبابات والقوات على تخوم قطاع غزة تمهيدا للاجتياح البري.
وقال المسؤول الاسرائيلي في ختام الاجتماع الأسبوعي للحكومة ان «الحكومة وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط.
هذه التعبئة تشمل وحدات القتال ووحدات الدفاع المدني».
وكان باراك قال للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة في القدس امس ان الجيش الاسرائيلي «سيوسع ويعمق عملياته في غزة بالقدر الضروري».
واعرب عن ارتياحه لنتائج العمليات الاسرائيلية في غزة، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المهمة ستكون صعبة.
وقال «علينا ان ندرك ان الأمر لن يكون سريعا ولن يكون سهلا، لكن علينا التحلي بالتصميم».
حماس ترفض التهدئة
من جانبه أكد فوزي برهوم أن حركة حماس لن تقبل بأي تهدئة مع اسرائيل، واصفا الحديث عن ذلك بأنه «ضرب من الخيال ومضيعة للوقت».
وقال برهوم في تصريح خاص لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس، إن حركة حماس تعمل على تصعيد المقاومة من خلال تكاتف الجهود بين فصائل المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وقد اعترف الجيش الاسرائيلي ظهر أمس انه ضرب نحو 230 هدفا تابعا لحماس خلال 24 ساعة في اطار حملة القصف الجوي المركز الذي يشنه في قطاع غزة.
واقرت متحدثة عسكرية بأنه «تم ضرب نحو 230 هدفا. أنها بنى تحتية لحماس مثل مبان ومخازن اسلحة ومناطق اطلاق صواريخ».
واكدت ان عملية «الرصاص المتدفق» غير مسبوقة من حيث عنفها منذ احتلال الاراضي الفلسطينية عام 1967.
وقالت افيتال لايبوفيتز المتحدثة باسم الجيش «اننا نستهدف حصرا بنى تحتية وعناصر في حماس، لكن كل الذين ينشطون انطلاقا من مناطق مدنية بما فيها المساجد هم بنظرنا اهداف».
اضراب شامل
واحتجاجا على العملية عم الاضراب الشامل المدن والقرى العربية في اسرائيل، ومدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، والغيت مسيرة عيد الميلاد المجيد في مدينة الناصرة احتجاجا على الهجمة الاسرائيلية على قطاع غزة.
وقال رئيس بلدية الناصرة كبرى المدن العربية رامز جرايسي «ان الاضراب الشامل يعم كل الوسط العربي في اسرائيل احتجاجا على المجزرة في قطاع غزة وذلك بدعوة من لجنة المتابعة العربية».
وقال جرايسي «كان من المفروض ان تجري مسيرة لعيد الميلاد اليوم في مدينة الناصرة، الغيت بسبب ما يجري في القطاع وتضامنا مع اخواننا».
واضاف «نحن شعب واحد وفي المحن تظهر قوة انتمائنا كشعب واحد والدم لا يصير ماء».
ووصف ما يجري في قطاع غزة بأنه «جريمة حرب». وقال «هذا قتل جماعي لأناس عزل ونساء واطفال لا يستطيع من يحمل صفة انسان، ان يرى ويشاهد ما يحصل دون ان يهزه من الأعماق».
واضاف «نحن نشعر بخيبة أمل من الأنظمة العربية، في غياب تحرك حازم وحاسم من الانظمة العربية للتأثير من خلال هيئاتها الدولية».
وفي القدس الشرقية المحتلة شلت الحركة التجارية وعم الاضراب، وجرت مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في مخيم شعفاط شمال القدس.
وقام الشبان بإلقاء الحجارة على افراد الشرطة الاسرائيلية الذين اطلقوا عليهم الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، واعتقلوا عددا من الشبان، كما عم الإضراب الشامل مدن وقرى الضفة الغربية وجرت مسيرات احتجاجية غاضبة فيها.
مقاطعة وزارية
من جهته قاطع وزير الثقافة والعلوم العربي غالب مجادلة في حكومة ايهود اولمرت اجتماع الحكومة احتجاجا على القصف الدامي على غزة.
وقال مجادلة في بيان صحافي «بلغت رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك بانني قاطعت جلسة الحكومة اليوم بسبب الأحداث المأساوية في قطاع غزة».
وقال مجادلة انه يطالب «الحكومة الاسرائيلية بوقف العملية العسكرية على غزة، وحماس بوقف صواريخ القسام على جنوب اسرائيل».
واضاف «يجب وقف اعمال العنف من الطرفين لأنه يعقد الأوضاع المعقدة اصلا من الطرفين ويضعف قوى السلام في العالم أجمع».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )