فيما تتواصل الجهود العربية والاقليمية للعمل على وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، أكد الرئيس المصري حسني مبارك ان بلاده لن تفتح معبر رفح الا اذا عادت اليه قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمراقبون الاوروبيون.
وقال مبارك ان موقف مصر جاء بناء على رغبتها في عدم المساهمة «في تكريس الانقسام (بين حماس والسلطة الفلسطينية) بفتح معبر رفح في غياب السلطة الفلسطينية ومراقبي الاتحاد الاوروبي».
و أكد الرئيس المصري مجددا رفضه وإدانته للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مطالبا إسرائيل بضرورة وقف هذه الاعتداءات على الفور.
وقال في كلمة بمناسبة حلول العامين الهجري والميلادي الجديدين ـ «نقول لإسرائيل إن اعتداءاتها مرفوضة ومدانة ولابد أن تتوقف على الفور، ونقول لقادتها إنكم تتحملون مسؤولية عدوانكم الوحشي في حق الفلسطينيين أيا كان ما تتذرعون به من مبررات، ونقول لهم إن أيديكم الملطخة بالدماء تؤجج مشاعر غضب عارم وتبدد الأمل في السلام».
وشدد الرئيس مبارك ـ موجها كلامه لكل من يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب شعب فلسطين ـ على أن الدم الفلسطيني ليس رخيصا أو مستباحا، مؤكدا أن مصر ستترفع عن الصغائر ولن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه وبسط نفوذه على حسابها بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين.
وقال «إن مواقفنا الداعمة للقضية الفلسطينية لا تقبل التشكيك والمهاترات لقد بذلت مصر جهودا مضنية على مدار الستة أشهر الماضية لتثبيت التهدئة في غزة وسعت دون كلل لتمديدها وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني كما تتابعت قوافل المساعدات المصرية بالغذاء والدواء إلى أهالى القطاع وإمدادات الكهرباء إليهم».
وأردف قائلا «موقفنا كان واضحا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى بعيدا عن الخطب والشعارات، ونمضي في تحرك يسعى لوقف العدوان فورا دون قيد أو شرط يضع إسرائيل أمام مسؤوليتها السياسية والقانونية كقوة احتلال ويقف إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم».
ودعا مبارك الفلسطينيين إلى تنحية الخلافات، مضيفا «حذرناكم مرارا من أن رفض تمديد التهدئة سيدفع إلى العدوان على غزة».
ترفع عن الصغائر
وشدد مبارك على أن «مصر تترفع عن الصغائر وبسط النفوذ على حسابها ولن تسمح لأحد بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين».
وأكد مبارك أن مصر قدمت مساعدات للشعب الفلسطيني منذ بداية «العدوان الاسرائيلي» وأنها ستواصل تحركها مع الفلسطينيين والاسرائيليين والمجتمع الدولي.
وحدد مبارك ان رؤية مصر «لاحتواء الوضع الخطر الراهن تستهدف وقف العدوان الإسرائيلى بما يتيح العودة للتهدئة حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وإعادة فتح المعابر تخفيفا لمعاناته» واكد ان مصر «سوف تعرض هذه الرؤية خلال الاجتماع المقبل للمجلس الوزاري للجامعة العربية وسنواصل تحركنا بدور فاعل ونشط مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع أشقائنا العرب وشركائنا الدوليين من أجل تحقيقها».
واضاف «تأتي هذه الرؤية وتابع «كما أن الوضع القائم في غزة منذ صيف العام الماضي يشهد انقساما فلسطينيا بين السلطة الوطنية وحماس يفتح الباب أمام إسرائيل للمضي في مخططها لفصل الضفة والقطاع.. ونحن في مصر لن نساهم في تكريس هذا الانقسام وهذا الانفصال بفتح معبر رفح في غياب السلطة ومراقبي الاتحاد الاوروبي وبالمخالفة لاتفاق عام 2005 وبرغم ذلك فقد بادرت مصر ـ ولاتزال ـ بفتح المعبر أمام الحالات الانسانية كما بذلت ـ ولا تزال ـ جهودا متواصلة مع إسرائيل لفتح باقي المعابر الستة من وإلى القطاع».
وفي هذه الأثناء نفى مسؤول إسرائيلي وجود توصيات بوقف العملية العسكرية بعد ورود معلومات بأن القادة الإسرائيليين بحثوا اقتراحا فرنسيا لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في قطاع غزة، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليڤني ووزير الدفاع ايهود باراك اجتمعوا لتقويم الوضع وتم أثناء ذلك بحث الاقتراح الفرنسي.
ووسط شكوك حول مصير القمة العربية المقترحة، تشهد غير عاصمة عربية وإقليمية جهودا سياسية حثيثة لحمل إسرائيل على وقف عدوانها على غزة، وصل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى العاصمة التركية انقرة في زيارة عمل قصيرة لبحث الوضع في غزة.
أردوغان في سورية
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يقوم بدوره، بجولة إقليمية في المنطقة تبدأ من سورية اليوم ثم الأردن ومصر والسعودية للبحث في تطورات الوضع المتأزم في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة «حرييت» اليومية عبر موقعها الالكتروني عن نائب رئيس الوزراء التركي جميل تشيشك قوله ان الهدف من زيارة اردوغان محاولة لاحتواء التوتر في المنطقة بعد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وفي جدة، ذكر مسؤول في منظمة المؤتمر الاسلامي أمس ان المنظمة دعت الى اجتماع وزاري استثنائي في جدة السبت المقبل لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان المنظمة «دعت الى اجتماع وزاري استثنائي السبت في جدة على مستوى اللجنة التنفيذية للمنظمة لكل الاعضاء».
آلية دولية
وكانت مصر طالبت عبر وزير خارجيتها أحمد ابو الغيط بوضع «الية دولية او اقليمية لضمان التنفيذ الحرفي» لاتفاق تهدئة تسعى مصر لابرامه بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من اجل وقف اعمال العنف بين الطرفين.
وقال ابو الغيط، في تصريحات للتلفزيون المصري، ان مصر ستعرض خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده اليوم في القاهرة خطة عمل لانهاء الهجوم الاسرائيلي على غزة تقضي بـ «وقف اطلاق النار ثم استعادة التهدئة وفتح المعابر ووضع آلية دولية او عربية للتأكد من التنفيذ الحرفي لهذا الاتفاق».
وأوضح وزير الخارجية المصري أن هناك «حالة من الترقب» بعد إعلان إسرائيل المنطقة المجاورة للحدود المصرية منطقة عسكرية معزولة مشيرا الى ان مصر تجري اتصالات مع اسرائيل لفتح معبر كرم أبو سالم، لعبور المعونات.
ونفى ان تكون مصر عرقلت دخول اي مساعدات عربية الى قطاع غزة موضحا أن طاقة التفريغ والتخزين في المطارات الصغيرة مثل مطار العريش محدودة وتأخذ بعض الوقت بالنسبة للطائرات التي تحمل المساعدات الى غزة.
وحول موقف مصر من دعوات لعقد قمة عربية طارئة قال ابو الغيط «دعونا نركز على عمل وزراء الخارجية - المقرر اليوم بالقاهرة - ونعد لاجتماع جيد يخلص الى خلاصات طيبة ولا يكون هناك شد وجذب واضاعة للوقت بين العرب بعضهم البعض».
ورأى ابو الغيط ان الهدف هو الاعداد لقمة عربية قوية وقادرة وفاعلة لا تؤدي الى خلاف عربي او اختلافات في الرؤى.