صور
عمر حبنجر
أحمد عز الدين
اختار البرلمانيون العرب مدينة صور الجنوبية في لبنان مكانا لمؤتمرهم الاستثنائي التضامني مع غزة ليكونوا على تماس مع فلسطين الجغرافيا والتاريخ وللتضامن مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الرصاص المتدفق، وهو عنوان العملية او الحرب الاسرائيلية المفتوحة على غزة، وقد اعتبر رئيس مجلس النواب اللناني نبيه بري صاحب الفكرة ان هذه الحرب هي صندوق انتخاب اسرائيلي، وهي حرب فلسطين الثالثة وتحويل الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم الى كابوس دائم ولتتجاوز حدود فلسطين إلى لبنان وسورية وربما دول اقليمية أخرى.
وترافق مع انعقاد المؤتمر انتشار كثيف للقوى الأمنية على اختلافها، في شوارع صور وعلى مداخلها، وجهزت قاعة المؤتمر، الى جانب قاعة اخرى للاستراحة وثالثة للاعلام جرى تزويدها بجميع وسائل الاتصال.
وقال بلال شرارة امين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ان هذا المؤتمر البرلماني يشكل أول رد فعل عربي رسمي منظم، بدعوة من رئيس مجلس نواب لبنان نبيه بري، ومن رئيس مجلس نواب السودان محمد ابراهيم الطاهر وهو مؤتمر برلماني استثنائي يحمل الرقم 14، تحت عنوان «دعم غزة بوجه العدوان الاسرائيلي».
واضاف شرارة، ان الخطاب السياسي في المؤتمر او التشريعي يتصدى لجريمة الحرب الاسرائيلية، والمهم ان البرلمانيين اخذوا مبادرتهم وسبقوا الحكومات على امل ان يفتح هذا المؤتمر الباب لعقد القمة.
وحضر المؤتمر الاستثنائي الرابع عشر الذي انعقد في مركز باسل الاسد على الساحل الجنوبي لمدينة صور ممثلون للبرلمانات العربية وحشد كبير من النواب اللبنانيين وهيئات سياسية، كما كان لافتا حضور وفد نيابي ايراني برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الايراني ابو ترابي، وحضر سفراء الدول العربية والاسلامية وفعاليات شعبية.
بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثم آيات من القرآن الكريم، ثم قدم للاحتفال امين عام الاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج فقال متوجها الى الشعب الفلسطيني في غزة: ان هذه الامة التي وصفها رب العزة بـ «خير أمة أخرجت للناس» تقف معكم وتشد على ايديكم وتبارك نضالكم وصمودكم.
كلمة الوفد الكويتي
وتحدث رئيس وفد مجلس الأمة الى المؤتمر النائب رجا حجيلان، فقال اننا نتطلع الى القمة العربية لتعبر عما يشعر به اهلنا في غزة وان تخرج بقرارات واضحة، وان تعقد بأسرع وقت.
واضاف ان اسرائيل لا تواجه الشعب الفلسطيني وحده، بل تواجه الأمتين العربية والاسلامية، وهي بحربها على غزة تدفع بالأمن والسلام الى الهاوية.
من جهته قال عضو وفدنا الى المؤتمر النائب صالح عاشور في تصريح لـ «كونا» ان «المؤتمر جاء في الوقت والمكان المناسبين معربا عن امله ان يتخذ المؤتمرون قرارات تعبر عن آمال وطموحات الشعوب العربية وان تأخذ طريقها الى التنفيذ، خصوصا في مجال نصرة أهل غزة ورفع الظلم عنهم.
وقال عاشور «لابد الآن من ان نتطلع الى وضع استراتيجية مستقبلية بحيث نستطيع ان نحل القضية الفلسطينية ونحفظ حقوق شعبنا في فلسطين ونؤسس الدولة الفلسطينية».
رئيس البرلمان السوداني
ثم تحدث رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم الطاهر فقال «ما اتينا لنندب حظوظنا، ولا ان نقيم حوائط مبكى، ولا لندبج قرارات الإدانة والشجب والاستنكار لما يجري في منطقتنا، ولا لكي نقذف بعضنا بالاتهامات واللوم والعتاب، لكن لننظر في مآلات الامور التي تتصاعد حولنا وتؤثر على مصيرنا وتدار من خلفنا في عالم ما عاد يعرف معروفا أو ينكر منكرا.
ودعا لتحرك على مختلف المحاور الدولية لاخضاع العدو للقوانين الدولية ولمحاكمة مجرميه وقادته المعتدين.
واكد على اهمية وحدة الموقف العربي، مشيرا الى ان غياب هذا التوحد اصبح اقوى سلاح يستعمله العدو في مواجهتنا، واضاف ان السعي لوحدة الموقف العربي اصبح فرضا علينا بعدما اصبح وجودنا ذاته في دائرة التهديد.
ودعا لفتح الحدود مع غزة ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني بلا حدود، مشددا على أهمية انهاء الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية.
رئيس البرلمان العربي
وألقى الشيخ خالد العطية ممثل رئيس مجلس النواب العراقي كلمة رئيس الاتحاد البرلماني العربي، فقال ان ازمة نظامنا العربي التي تعد احد اهم اسباب ما نعانيه اليوم لا ترجع في اساسها واسبابها الى النصوص القائمة في ميثاق الجامعة العربية، وقرارات القمم العربية، لكنها تعود الى عدم توافر الارادة السياسية الحقيقية لنا كدول عربية، ما انعكس على مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية بشكل جدي، مشددا على ان العدوان الاسرائيلي على غزة هو جريمة إنسانية بكل معنى الكلمة.
وأعرب عن أمله باتخاذ موقف يؤكد استنكار الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المدنيون، والدعوة لوقف إطلاق نار شامل وإنهاء الحصار المفروض على غزة وفتح المعابر، ودعوة الفلسطينيين لتجاوز خلافاتهم التي أصبحت تهدد مصير وطنهم، ووضع حد للانقسام العربي ـ العربي والفلسطيني ـ الفلسطيني وحشد التأييد لتبني موقف عربي موحد في قمة طارئة.
قمة إسلامية
وفي كلمة أمام المؤتمر أكد الرئيس نبيه بري ان الحرب الاسرائيلية على غزة ليست حربا دون مقدمات وسببها ليس الصواريخ، انما هي حرب مخطط لها وقد جرت عن سابق تصور وتصميم، لافتا الى ان الامر مشابه تماما لما حدث في يوليو في لبنان.
وشدد بري على ان هذه الحرب ليست محدودة بغزة بل حرب فلسطين الثالثة للقضاء على المقاومة والممانعة، ودعا الى الزام اسرائيل بوقف النار والى عقد قمة اسلامية عاجلة ووقف الاستيطان وتفكيك جدار الفصل واطلاق الاسرى الفلسطينيين وجمع التبرعات للشعب الفلسطيني واعتبار المناطق الفلسطينية وخصوصا غزة مناطق منكوبة وانشاء صندوق عربي لاعمالها.
كما طالب باستنفار عناصر الشراكة الاوروبية والآسيوية لمساندة الموقف العربي، وحث على وقف النار ورفع الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح.
واستغرب بري اخفاق وزراء الخارجية العرب في الاتفاق على عقد القمة، كما جدد الدعوة للفلسطينيين لاتخاذ وحدتهم في لبنان نموذجا للتوحد في فلسطين وفي كل مكان.
وتمنى على المؤتمر ان تتضمن توصياته الطلب الى الحكومات بقطع العلاقات العربية الديبلوماسية والمتنوعة مع العدو الاسرائيلي واحياء مكتب مقاطعة اسرائيل.
وقال ان اسرائيل تراهن على تحويل ازمتنا السياسية الثانوية، الى الجوار الاقليمي وخصوصا مع الجمهورية الاسلامية في ايران، وبالتالي ايقاع فتن مذهبية او قومية او تحويل محور العداوة نحو ايران ونسيان اسرائيل، مؤكدا ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية كما هي قضية ايران وان كانت اسرائيل عدوة فهي عدو كاف.
رئيس مجلس الشعب السوري
رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش قال في مداخلته ان المقاومة في لبنان علمتنا ان ارادة الشعوب لا يمكن ان تهزم او تنكسر، ورأى ان البرلمانات العربية يجب ان تكون صوت الحق في تصويب المواقف ومنع الانحرافات التي تهدد نضالنا ووحدتنا وتضامننا، وقال ان برلمانات العالم التي ترى ما يحصل من قتل وتدمير في غزة مطالبة باتخاذ موقف عادل تجاه ما يجري، واضاف ان موقف سورية لا مساومة على الحقوق ولا مهادنة مع الاعداء والمنسحبين من معركة الصراع مع العدو.
رئيس البرلمان الأردني
رئيس مجلس النواب الأردني عبدالهادي المجالي اشار الى ما تقوم به بلاده لمساعدة الفلسطينيين وقال ان الاردن استخدم رسميا علاقاته لإيصال هذا الدعم الى غزة والضفة.
واضاف ليس امامنا الا ان نتوحد في مواقفنا ورؤانا، كما اننا نناشد اشقاءنا الفلسطينيين أن يوحدوا صفهم ويعملوا على انهاء خلافاتهم.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )