Note: English translation is not 100% accurate
تأثير محدود لفوز الديمقراطيين على سياستنا في العراق
الأحد
2006/11/12
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1334
وبإمكان الكونغرس عبر جلسات الاستماع استنفار الرأي العام ضد الادارة في هذا الموقف أو ذاك، وإجبار الادارة على التراجع عن خطوات معينة، اي المشاركة في تشكيل سياستها عبر اغلاق منافذ معينة أمامها.
هل يمكن للحزبين ان يعملا معا بالنظر الى كون هذه القضية تعني الولايات المتحدة كلها والاميركيين جميعا؟
هناك بطبيعة الحال تصريحات كثيرة ذات نبرة تصالحية، ولكن المشكلة هي ان هناك انتخابات رئاسية عام 2008، وان العد التنازلي بها يبدأ من انتخابات الكونغرس النصفية التي تجري في منتصف الفترة الرئاسية الاخيرة للرئيس بوش. فضلا عن ذلك فإن الديموقراطيين لا يمتلكون رؤية موحدة حول ما ينبغي عمله في العراق.
هناك من يقولون الانسحاب الفوري وهناك من يقولون الانسحاب على مراحل، وهناك من يقولون تقسيم العراق. واذا فشل الديموقراطيون في بلورة رؤية موحدة لحل الازمة فإن الاسلوب الوحيد لتغطية هذا الفشل سيتمثل في مهاجمة الادارة بعنف من منبر الاغلبية في الكونغرس. وقد يجد بعض منهم في ذلك فائدة سياسية لأنه يمهد لحملة انتخابية ديموقراطية قوية في السباق الرئاسي. والحقيقة انني لا أعرف بعد اذا كان الديموقراطيون سيعطون الاولوية لسياسة موحدة جمهورية ـ ديموقراطية ازاء العراق، ذلك ان هناك عوامل تدفع ايضا في ذلك الاتجاه، منها ضغط الرأي العام الذي يريد حلا ومنها وجود رؤية يمكن لأغلبهم الموافقة عليها أي رؤية لجنة بيكر ـ هاملتون.
هل بالإمكان تقديم بعض الملامح الاساسية لهذه الرؤية؟
حسنا، إن الاعضاء يخضعون لالتزام بعد تسريب أي من محتويات توصيتهم، رغم ذلك فإننا نعرف ان هذه التوصيات تبدأ بضرورة اعادة تعريف الانتصار، فقد تبددت أوهام جعل العراق واحة ديموقراطية على الطراز الغربي وأوهام اقامة نهضة اقتصادية شاملة تصلح كنموذج يجذب أنظار سكان المنطقة ويدفعهم الى التساؤل عن اسباب عجز الانظمة التي تحكمهم عن اخراجهم من الفقر. الاهداف الاساسية تتمثل الآن في الحيلولة دون تحول العراق الى مزرعة لتوليد الارهاب والارهابيين، وهو الدور الذي لعبته افغانستان قبل ذلك والحيلولة دون انزلاق العراق الى الحرب الاهلية والحد من تدخلات البلاد الاخرى في شؤون العراق الداخلية. ولو تأملنا هذه الاهداف جيدا فسوف نجد أنها تسعى لمنع تداعيات لم تكن لتوجد أصلا لو كانت الادارة ـ ولاسيما قيادات الپنتاغون ـ قد أحسنت التصرف بعد اسقاط صدام حسين. وفي كل الاحوال فإن هذا هو الحد الادنى الذي يجب تحقيقه في العراق، اذ انه لو لم يتحقق فسنجد وضعا بالغ الصعوبة، ليس في العراق وحده، وانما في المنطقة بأكملها، فهو وضع يهدد الاردن ودول الخليج، بل انه يهدد ايران ايضا، اذ لابد ان يتسلل المتطرفون السنة من وسط العراق الى ايران لتصفية حسابات دعمها لمنظمات عراقية شيعية يقول الارهابيون من السنة انهم في مقدمة اعدائهم.
اذا افترضنا اتفاق الديموقراطيين والجمهوريين على استراتيجية موحدة في العراق فماذا سيحدث على الارض بعد ذلك؟
لم تتبلور خطوات عملية بعد، فهناك كما اوضحت ورقة بيكر ـ هاملتون. وهي مجرد اساس للنقاش اي انها قابلة للتطوير، وثمة من يقولون ان من الضروري زيادة حجم قوات الجيش العراقي بدرجة ملموسة واعادة عشرات الآلاف من الجنود السابقين الى الجيش والقيام بحملة مكثفة ضد الارهاب وبدء مفاوضات اقليمية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، بما في ذلك ايران وسورية، لبلورة ارض مشتركة حول ضرورة استقرار العراق واخيراً سحب القوات الاميركية الى مواقع خارج المدن وربما الاعلان عن برنامج زمني لخفضها طبقاً لمعطيات الواقع الامني الفعلي.
ماذا سيحدث الآن اذن؟
عند عودة الكونغرس بتركيبته الجديدة للانعقاد في يناير ستكون جهود الاتفاق على سيناريو موحد قد قطعت شوطاً كبيراً، اذ انها تمضي الآن بالفعل وبوتيرة متسارعة. واذا ما نجحت الادارة وقيادات الحزب الديموقراطي في المجلس التشريعي على اخراج قضية العراق ـ ولو مؤقتا ـ من المبارزات الحزبية المعتادة وتلك التي تتعلق بانتخابات الرئاسة، فاننا سنشهد تطبيقاً عملياً للخطوات المتفق عليها.
اقرأ أيضاً