وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران امس في زيارة تستمر يومين يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الايرانيين تتصدرها الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية والتي تثير قلق ايران.
وقالت قناة العالم الاخبارية الايرانية الناطقة باللغة العربية في موقعها على شبكة الانترنت إن المالكي صرح لها أمس الاول بأن العراق لن يسمح بأن تستخدم اراضيه نقطة انطلاق لتهديد أي دولة.
ويقول محللون إن أي هجوم أميركي على إيران سيتضمن على الارجح غارات جوية وليس هجوما بريا.
اشار الى واشنطن استخدمت قواعدها في دول إقليمية لمهاجمة العراق عام 2003.
وأكد المالكي أيضا أن العراق سيفتح كل الملفات العالقة مع الدول المجاورة وغيرها في سبيل بناء علاقات سليمة معها.
وأضاف أن العراق سيصبح محورا للعلاقات الايجابية مع إيران.
ترحيل مجاهدي خلق
وكرر المالكي في تصريحاته لقناة العالم دعوة حكومته لاعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني الى مغادرة العراق.
وأضاف أن العراق لن يجـــبرهم على الرحيل إلى إيران أو إلى دولـــة أخرى لكــنه سيترك لهم الاختيار.
وقال المالكي إن العراق لن يسمح لاي جهة إرهابية بالاضرار بعلاقاته مع الحكومات المجاورة وذكر أسماء منظمة مجاهدي خلق وحزب العمال الكردستاني الذي يسعى لاقامة دولة في جنوب شرق تركيا وكذلك حزب الحياة الحرة لكردستان التابع لحزب العمال الكردستاني الذي يشتبك كثيرا مع القوات الايرانية.
وقال المالكي اثر لقائه مساعد الرئيس الايراني برويز داودي ان «تبادل الزيارات على اعلى المستويات بين البلدين يعني ان العلاقات الثنائية تتجه نحو المزيد من التطور في مختلف المجالات».
وافاد بيان عراقي حكومي ان المالكي وداودي اكدا «اهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بعد ان بلغ نحو خمسة مليارات دولار العام 2008».
واضاف رئيس الوزراء ان «الاجتماعات الدورية للجنة العليا المشتركة تعكس الحرص على دفع العلاقات الثنائية الى الامام».
وتابع ان «ما حققناه من نجاحات امنية اعطانا فرصة لبذل المزيد من الجهود لتسريع عملية الاعمار التي تحتاج الى حضور شركات من دول الجوار» ودعا الى «تفعيل اللجان المشتركة للوزارات في اطار اللجنة العليا».
من جهته، اكد داودي «اهمية تطوير العلاقات الجانبية بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة ويزيل المعوقات التي تقف في طريق تطويرها» مشيرا الى «النجاحات التي حققها العراق (...) وتوقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية مع الولايات المتحدة».
الى ذلك، عقد وزراء التجارة والكهرباء والنقل الذين يرافقون المالكي لقاءات ثنائية مع نظرائهم الايرانيين.
ويرافق رئيس الوزراء العراقي في هذه الزيارة وفد يضم وزراء التجارة والنقل والكهرباء واعضاء من مجلس النواب العراقي.
وتعد هذه الزيارة الرابعة للمالكي الى ايران منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق في شهر مايو عام 2006.
اطلاق صواريخ
ميدانيا اعلن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى ان 4 صواريخ من طراز غراد استهدفت امس مركزا للجيش العراقي في الجنوب يقع على الحدود المتاخمة لايران.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري لوكالة فرانس برس ان «مجموعة مسلحة في منطقة الطيب على الحدود مع ايران اطلقت اربعة صواريخ من طراز غراد على قيادة اللواء 38 المتمركز في محافظة ميسان الجنوبية، وكبرى مدنها العمارة».
وتابع ان «قوة من اللواء قبضت على اثنين من المشاركين في العملية وضبطت ثلاثة صواريخ اخرى من طراز غراد، كما عثرت داخل منزل في المنطقة على صواريخ اخرى مماثلة».
واكد العسكري «عدم وقوع اصابات بشرية بل اضرار مادية».
من جهتها، قالت مصادر امنية محلية ان الشخصين اللذين اعتقلهما الجيش «ينتميان الى المجموعات الخاصة» التي يتهم الجيش الاميركي ايران بتمويلها وتدريبها وتسليحها.