مازال الاخذ والرد السياسي بين الجارتين النوويتين الهند والباكستان مستمرا بين محاولة باكستانية للتهدئة واصرار هندي على اتهام اسلام اباد بالتورط في هجمات مومباي الاخيرة.
وفي وقت قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن حكومته تريد إنعاش عملية السلام مع الهند التي توقفت عقب انفجارات مومباي، قال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام إن هجمات مومباي الارهابية ما كانت تنفذ دون مساعدة باكستانية محذرا إسلام آباد من أنها ستدفع ثمنا باهظا في حالة تكرار مثل هذه الجريمة.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون «إن دي تي في» امس زعم تشيدامبارام تورط هيئات الحكومة الباكستانية في الهجمات التي نفذتها جماعة عسكر طيبة المسلحة ومقرها في باكستان.
وقال تشيدامبارام إن نطاق وقوة العملية الارهابية يوضحان أنها يجب أن تكون قد نفذت بمساعدة «فاعلين رسميين» في باكستان رافضا نفي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري لأي تورط رسمي في الهجمات.
وقال «هناك فاعلون رسميون وراء الفاعلين غير الرسميين في باكستان».
وأكد انه سيتوجه هذا الاسبوع الى الولايات المتحدة ليقدم ملفا للادلة على ضلوع باكستان في هجمات مومباي التي اوقعت 172 قتيلا.
وقال ان «الملف المفصل» يحتوي على تسجيلات مكالمات هاتفية ورصد اتصالات وتقارير عن عمليات استجواب.
الا ان قريشي الذي وصف «العملية الارهابية التعسة» في العاصمة الاقتصادية الهنديـة بـ «الانتكاسة» الخطيرة لتطور العلاقات بين الجارتين، قال «إن كل جهدنا منصب على إنهاء حالة التوقف» في الحوار مع الهند «والتحرك قدما نحو العلاقات الطبيعية».
وطبقا لوزير الخارجية الباكستاني فإن الموقف المتوتر بين الجارتين النوويتين قد تم نزع فتيله بشكل ملحوظ وخاصة بعد تدخل القوى الدولية.
وذكر أيضا العالم بأن منطقة جنوب آسيا في قبضة الارهاب مؤكدا أنه من المطلوب إتخاذ نهج إقليمي لاستئصال هذا التهديد.
وعرض قريشي مجددا تقديم باكستان مساعدتها في تحقيقات مومباي ولكنه كرر أن حكومته لن تسلم أي مشتبه فيهم حيث «ليس لدينا اتفاقية تسليم مع الهند».
وكان قريشي يتحدث بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بأنه يأمل في أن باكستان ستقوم بتسليم المدبرين المزعومين لمذبحة مومباي للمحاكمة في الهند.
ونسب رئيس الوزراء الهندي هجمات مومباي الى «عناصر في الجانب الاخر من الحدود» في تلميح الى باكستان.