بيروت ـ عمر حبنجر
جدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان التواصل الهاتفي مع الزعماء العرب، مؤكدا على تضامن العرب كسبيل لانهاء الوضع المأساوي في غزة.
اتصالات الرئيس سليمان امس شملت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والملك عبدالله الثاني ملك الاردن والرئيس السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك ورئيس الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد، وامير قطر حمد بن خليفة آل ثاني.
وحث الرئيس اللبناني القادة العرب على التوافق على موقف موحد لاعتماده في مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية.
وخلال استقباله نقيب محرري الصحافة ملحم كرم امس قال ردا على سؤال: لا جديد على صعيد القمة العربية الطارئة من اجل غزة.
الرئيس سليمان اعرب عن خشيته من ان تكون الصواريخ التي اكتشفت في اراضي «طير حرفا» جنوبي الناقورة «عملا اسرائيليا» لتوريط لبنان علما ان التحقيقات لم تتوصل الى نتيجة بشأنها.
رئيس الجمهورية الذي اوفد وزير الخارجية فوزي صلوخ الى نيويورك امس بوصفه عضوا في اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، تابع مع مساعديه التحضير للقائه المنتظر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الثلاثاء.
ويقول مراسلون لبنانيون في باريس ان ساركوزي لا ينقل طروحات واضحة حول الحلول، لكنه لديه افكار عرضها عندما دخلت القوات الروسية الى جورجيا، وتتضمن: اولا: وقف الاعمال الحربية، وثانيا: نشر قوة اوروبية او دولية في القطاع، ووضع حد لدخول السلاح الى غزة، وثالثا: اعادة ملف السلام الى طاولة التفاوض بين العرب والاسرائيليين.
الجهاد الإسلامي يرفض التدويل
ويبدو ان حماس والجهاد الاسلامي في اجواء مثل هذه الطروحات، بدليل مبادرة رضوان عبدالله شلح امين عام الجهاد الاسلامي الفلسطيني، الى رفضها سلفا، مع تحذير الاوروبيين وغير الاوروبيين، وكل من يفكر في اقتراح مثل هذا الحل، او ان يرسل ابناءه كقوات دولية، فان المقاومة ستعتبر هذه القوات معادية، وبأنها جاءت لتوفير الحماية للعدو.
فتفت يحذر من 1701 لغزة
بدوره النائب د.احمد فتفت عضو كتلة المستقبل النيابية، اعتبر ان اي قرار دولي مشابه للقرار 1701 في لبنان، يمكن اعتماده في قطاع غزة، يعني عزل القطاع نهائيا عن القضية الفلسطينية ورمي مليون ونصف المليون فلسطيني خارج هذه القضية وباتجاه مصر او المجتمع الدولي.
واضاف فتفت في حديث اذاعي له امس: في هذه الحالة، سيتحقق لاسرائيل الكثير على الصعيد الاسراتيجي لأنه سيكون مدخلا لانهاء القضية الفلسطينية، فقرار كالقرار 1701 في غزة سيوفر الامان للاسرائيليين وسيجعل القضية الفلسطينية في مهب الريح.
فتفت تمنى «عدم زيادة الضغط على بعض الاصوات التي تأخذ اوامرها من الخارج من اجل شغل الجبهة الداخلية وللتغطية على الانظمة العاجزة عن تفسير مواقفها الانكفائية. ورأى انه لا حل للوضع الفلسطيني الراهن دون توحيد الصف، لأن هدف اسرائيل ابعاد غزة عن الضفة وبالتالي اخراج الدولة الفلسطينية من الصورة.
فتفت اشاد بوعي القيادات اللبنانية التي ادركت انه لا مصلحة للبنان في التورط، وهو المحمي بالقرار 1701 بينما اي قرار مشابه في غزة من شأنه انهاء القضية الفلسطينية.
حمادة يشيد بحكمة حزب الله
بدوره، اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة ان الحكمة التي سيطرت على القوى السياسية اللبنانية الرسمية والشعبية لا توحي بأن البلد سيدفع او يجر الى المواجهة او الدخول على خط فتح الجبهات الاخرى، مشيدا بالحكمة التي يتمتع بها حزب الله في هذا المجال، مشيرا الى ان المبعوث الايراني الى لبنان لم يكن في جو تصعيد ينطلق من لبنان لفتح جبهة ونسف القرار 1701، مؤكدا البحث عربيا ودوليا عن حل شبيه بالحل اللبناني.
ورأى حمادة، في حديث له امس، ان عدوان غزة خطف نجومية العلاقات اللبنانية ـ السورية، مشيرا الى ان الرئيس الفرنسي الذي سيزور المنطقة سيقول للسوريين انه لا مصلحة لاحد بفتح جبهة ثانية.
الحريري: اللبنانيون لن يعطوا إسرائيل الفرصة
رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ادان الهجوم البري الاسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة، ورأى فيه حلقة في سلسلة عدوانية خطرة تعمل على تدمير مفاهيم السلام والحلول السياسية في المنطقة، مؤكدا وحدة اللبنانيين في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها المنطقة، مشيدا بوعي اللبنانيين بوجوب اغلاق كل الابواب امام اي رياح او مضاعفات تهب على لبنان، وان اللبنانيين لن يعطوا اسرائيل اي فرصة للتلاعب بأمنهم واستقرارهم وهم موحدون حول هذه الارادة.
قاووق: لا نستخف بالحشود الإسرائيلية
غير ان مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق دعا امس الى عدم الاستخفاف بالحشود الاسرائيلية على الحدود مع لبنان، داعيا الى الحذر والتيقظ.
فضل الله: غزة تدافع عن الأمة
من جهته، تساءل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله عن تلك الجهات التي لاتزال تنتج المئات من الانتحاريين والانتحاريات في العراق ولماذا لا تضع جهودها في خدمة فلسطين وغزة التي تدافع عن الامة كلها.
واعتبر فضل الله ان الكثير من الحكام العرب يقدسون الاتفاقات والمعاهدات مع العدو والحدود التي رسمها المستعمر في الوقت الذي يتنكرون فيه لواجباتهم الوطنية والقومية والاسلامية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )