بيروت ـ ناجي يونس
يرى قيادي قريب من التيار الوطني الحر، في حديث لـ «الأنباء» انه قد تكون حركة حماس هي التي أعطت الذريعة للاسرائيليين بشن عدوانهم الشرس والبربري عليها، اذ انها هي التي بادرت الى اطلاق الصواريخ قبل يوم السبت الماضي موعد انطلاقة هذا العدوان، وقد تكون حماس اخطأت التقدير الدقيق للموقف الاسرائيلي، واعتقدت ان الاسرائيليين في وضعية ضعف كبير وارباك شديد، وهم لا يجرؤون على اي مغامرة بعد حرب يوليو 2006 والهجوم على غزة في الشتاء الفائت اضافة الى ان الانتخابات الاسرائيلية ترخي بظلالها على الناخب الاسرائيلي وما لذلك من حسابات حساسة للغاية.
وقد ترتبط ردة الفعل الاسرائيلية باحتمال كبير يدل على ان الاسرائيليين كانوا ينتظرون فرصة مماثلة لشن عدوان على غزة وبأنهم لا يستطيعون ان يتحملوا اي تهاون مع حماس وان تحقيق انتصار سيؤدي الى زيادة حظوظ تسيبي ليڤني بالفوز بالانتخابات المقبلة.
لكن حماس حالة شعبية كما يقول القيادي الذي لم يشأ ذكر اسمه، وحركة بعيدة عن التنظيم الهرمي الكلاسيكي المعلن والواضح مثل حزب الله، بغض النظر عن الاحجام والامكانيات والاستعدادات لأي مواجهة مع اسرائيل، والظروف بين العامين 2006 و2009، وقد عمدت القوات الاسرائيلية الى توجيه اقصى الضربات لهذه الحركة، وبكل الوسائل المتاحة، الا ان شبه المؤكد ان لا امكان لانهاء حالة كحالة حماس، انهاء كاملا، من هنا لا يستطيع احد ان يرسم سلفا اي تصور للمواجهة من هذا القبيل، وما اذا كانت ستتحول الى حرب برية أم لا.
ويرى القيادي انه في اسوأ الاوضاع ستؤدي المواجهة الى فرض تسوية سياسية وامنية وعسكرية على حماس والقطاع مثلما كانت عليه الحالة مع حزب الله في العام 2006 وما ادى اليه القرار 1701 من ايجاد واقع لا يناسب الحزب على الاطلاق، قد تصل حماس والاطراف التي تدعمها في الشارع الفلسطيني والمنطقة الى انتصار يشبه ما كان عليه «الانتصار الالهي» في لبنان، وقد تسجل اسرائيل انتصارا متفاوتا لكنه لن يصل الى حد الاجهاز على حماس.
واذا تمكنت حماس من الصمود، وان فرضت عليها تسوية شبيهة بالقرار 1701 فإن ايران ستتمكن من الايحاء بأن موقفها قوي واوضاع حلفائها جيدة وقابلة للتطور والمواجهة، مما سيترك تداعيات على الساحات الفلسطينية والعربية والاقليمية واللبنانية والاسلامية، الامر الذي سيحشر الدول العربية المعتدلة ويحسن شروط التفاوض لصالح تحالف ايران وسورية والاحزاب التي تدور في فلكهما وستضطر الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن ان تأخذ هذا الواقع الجديد في الاعتبار، واذا كانت النتائج أكثر سوءا على حماس، فإن طهران ستصفع بقوة وستخسر ورقة مهمة جدا في حضورها وتفاوضها مع سائر الاطراف.