دخلت العملية العسكرية الاسرائيلية امس يومها الـ 13 في قطاع غزة وسط جهود ديبلوماسية متعثرة لوقف اطلاق النار، وبعد اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان العملية مستمرة حتى تسفر عن حل تقبل به اسرائيل.
وكثف الجيش الاسرائيلي قصفه على منطقة رفح الحدودية مستهدفا الأنفاق التي تستخدمها حماس لتهريب الاسلحة الى غزة، وزعم انه رصد 250 الى 300 نفق، في حين يقول المهربون الفلسطينيون ان عددها يفوق الـ 500.
ودمرت غارات ليلية اسرائيلية 30 منزلا على الشريط الحدودي في رفح واستكملت الغارات صباحا.
وبرر الجيش قصفه لتلك المنازل بالقول إنها تستخدم «كأنفاق ومخازن من قبل الإرهابيين».
ولم تسفر الغارات في رفح عن وقوع اصابات غير انها اوجدت حالة من الهلع بين المدنيين.
قصف 40 هدفاً
وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته قصفت نحو 40 هدفا في غزة الليلة قبل الماضية معظمها في رفح.
كما استهدفت الغارات منازل لقادة من حركتي حماس والجهاد و3 مساجد في خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع وفقا لمصادر فلسطينية.
ومن بين المنازل المستهدفة منزل القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد السنوار.
واستشهد فلسطينيان اثنان في غارة ليلية غرب خان يونس بحسب مصدر طبي فلسطيني.
توغل بري في خان يونس
وفيما تكثف إسرائيل القصف برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، توغلت عشرات الدبابات باتجاه خان يونس حسب ما افاد به شهود عيان.
وقال شهود عيان لوكالة «فرانس برس» ان عشرات الدبابات الاسرائيلية المدعومة بمروحيات توغلت فجرا في جنوب قطاع غزة عند نقطة كيسوفيم واتجهت نحو خان يونس.
وأشارت مصادر إلى أن الدبابات تقدمت نحو 500 متر داخل الأراضي الفلسطينية وتمركزت في حي أبوشعر في بلدة القرارة.
جثث ممزقة
وأعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل طفلين فلسطينيين شقيقين في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وذكرت المصادر أن الشقيقين محمد وإبراهيم أبودقة وصلا إلى المستشفى أشلاء جراء إصابتهما بقصف إسرائيلي استهدف منزلهما.
وجاء القصف بعد ساعة ونصف الساعة من دخول التعليق المؤقت لإطلاق النار من قبل إسرائيل بغرض إدخال مساعدات إنسانية وهو ما اعلنته اول من امس.
وقال مصدر طبي ان «امرأتين استشهدتا في التوغل ذاته بقذيفة دبابة».
إطلاق 16 صاروخاً
في غضون ذلك، واصلت الفصائل الفلسطينية اطلاق الصواريخ على اسرائيل، واعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان ضابطا وجنديين اسرائيليين قتلوا واصيب 7 آخرون بجراح في قصف استهدف تجمعا للجنود الاسرائيليين شمالي قطاع غزة، واعترفت كذلك بارتفاع عدد قتلاها الى 8 عسكريين.
وقال متحدث باسم الجيش للاذاعة ان قذيفة اطلقها فلسطينيون على تجمع للجنود ادت الى مقتل ضابط وجندي واصابة 7 آخرين بجراح.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الصاروخ سقط في كيبوتز عين هاشلوشا في صحراء النقب.
وذكرت الشرطة الاسرائيلية ان 16 صاروخا اطلقت امس على اسرائيل، تم اطلاق واحد منها على الاقل خلال فترة تعليق القصف اليومية التي قررتها اسرائيل اعتبارا من الاربعاء الماضي لاسباب انسانية.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها قنصوا صباح امس ثلاثة جنود إسرائيليين على الشريط الحدودي لشمال قطاع غزة.
763 حصيلة القتلى
وبلغت آخر حصيلة للقتلى في قطاع غزة بحسب ادارة الطوارئ والاسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية 763 فيما تخطى عدد الجرحى الـ 3 آلاف.
وانتقد الصليب الاحمر الجيش الاسرائيلي لمنعه المسعفين من الوصول الى الجرحى الفلسطينيين.
ووجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ـ في بيان شديد اللهجة وغير معتاد ـ انتقادات حادة لاسرائيل امس لأنها لم تسمح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة.
واكتشف فريق إنقاذ من الصليب الأحمر وأيضا الهلال الأحمر الفلسطيني اول من امس وجود العديد من الجرحى والقتلى في مناطق لم يتمكنوا من الوصول إليها خلال الايام الاربعة الماضية.
وقال الصليب الأحمر في البيان «عثر الفريق على أربعة أطفال صغار بجانب أمهم المتوفاة بأحد المنازل وكانوا ضعافا لدرجة لم تسمح لهم بالوقوف على أقدامهم بمفردهم». وقام الصليب الاحمر امس باجلاء نحو 250 اجنبيا من قطاع غزة بعد فشل عدة محاولات سابقة جراء القصف بحسب مسؤولين.
«الأنروا» تعلق أعمالها
من جهتها، اعلنت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) انها جمدت عملياتها في قطاع غزة بسبب الخطر الذي تمثله القوات الاسرائيلية في القطاع.
وقال عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الوكالة في غزة ان الانروا قررت تعليق كل عملياتها في قطاع غزة بسبب التحركات المعادية المتزايدة ضد منشآتها وافرادها، ولم يوضح الى اي مدى سيستمر التعليق، وذلك بعد استشهاد فلسطيني يعمل سائقا لسيارة تابعة للأنروا برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر بيت حانون (ايريز) شمالي قطاع غزة.
من جهة اخرى، نفى قيادي في حركة فتح تقارير صحف إسرائيلية بأن حركة حماس عمدت إلى تصفية 40 ناشطا من كوادر فتح تحت ستار العملية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وقال إبراهيم أبوالنجا القيادي بفتح المقيم في غزة إن ما ذكرته الصحف الإسرائيلية عن تصفية حركة حماس لناشطين من فتح خلال هذه العملية العسكرية الإسرائيلية «غير صحيح على الإطلاق».
وأضاف: «نحن وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في خندق واحد لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الذي طال كل شيء».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )