بيروت ـ عمر حبنجر
قال رئيس وزراء لبنان امس ان اللبنانيين اثبتوا في مواجهة عملية اطلاق الصواريخ من منطقة الظهيرة في الجنوب انهم لا يريدون جعل بلدهم منصة لاطلاق الصواريخ او صندوق بريد لتوجيه الرسائل.
السنيورة الذي كان يتحدث بعد صلاة الجمعة أكد ان اللبنانيين يريدون ان ينأوا ببلدهم عن ان يكون ساحة جديدة من اجل ان تستعملها اسرائيل لضرب التضامن العربي والوحدة اللبنانية كما اكدوا تمسكهم بالقرار 1701، وهذه كانت رسالة واضحة ارسلها اللبنانيون الى المجتمع الدولي، وجميع المعنيين في لبنان والخارج وفي العالم العربي، وفيها ان لبنان يرفض ويدين هذا العمل اللامسؤول ايا كان من قام به، جازما في المقابل ان موقف وزراء حزب الله في جلسة مجلس الوزراء يوم امس الاول الخميس، لم تشبه أي شائبة او تحفظ بل خرجت الجلسة بموقف موحد من الجميع.
وقال رئيس الحكومة ان الحادثة التي كان يقصد منها جر لبنان الى ما لا تحمد عقباه، اظهر اللبنانيون بالامس، وبكل وضوح انهم لا يريدون ان يكون بلدهم منصة للصواريخ تستعمل من اجل توريط لبنان، ولا صندوق بريد لتقاذف او تبادل الرسائل من هنا او هناك.
ولفت السنيورة الى ان احداث غزة الاليمة اثبتت ان وحدة الموقف العربي مكنتنا جميعا من الخروج بموقف من مجلس الأمن، وبالمقابل عندما لم يكن هذا الموقف واضحا وجليا كان من المتعذر ان نخرج حتى برسالة، واستغرب النغمة الجديدة بالتخوين والاتهام وهذا عربي وهذا غير عربي.
وحول انعكاسات اطلاق الصواريخ على طاولة الحوار، قال على افتراض ان اسرائيل بادرت الى القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان، فستجد اللبنانيين جميعا يتخذون موقفا واحدا ضد اسرائيل التي عليها ان تبادر لوقف النار التزاما بالقرار الدولي.
هذا الحادث فتح العيون على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي تقرر في مؤتمر الحوار الاول سحبه، وهنا يقول النائب وليد جنبلاط في سلسلة تصريحات له امس، ان المطلوب معالجة السلاح المسمى فلسطينيا، لانه يشكل خطرا على امن لبنان، واضاف انه قلق على الوضع في الجنوب وان الصواريخ غير المنضبطة قد تعطي اسرائيل حجة اضافية للعدوان على الجنوب ولبنان.
ورأى جنبلاط ان اعلان حزب الله عدم علاقته بالصواريخ امر ايجابي جدا ويصب في خانة التأكيد بأن لسلاح المقاومة صفة دفاعية لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي.
أبوفاعور: قطوع وتجاوزناه
الوزير وائل ابوفـاعور (اللقاء النيابي الديموقراطي) قال ان لبنان تجاوز قطــوع حـادث اطلاق الصواريخ بفضل الموقف الموحد في مجلـس الــوزراء، والـموقف السياسي الموحد على مستوى لبنان برفض استدراج لبنان الى مواجهة غير محــسوبة.
لكن الـمواجهات في غزة لم تتوقف، كما قال، وبالتالي يمكن في اي لحظة ان يكون هــناك عنــصر دخيل ويعيد اقحام لبنان فيما لا يوافق عــليه اللبنانيون.
واضاف: لقد تجاوزنا قطوع الامس، ولكن حتى اللحظة يجب ان يكون هناك حذر شديد وموقف واضح لتدارس اي تطورات. ولاحظ أبوفاعور ان موقف الوزراء كان موحدا، حتى اننا فوجئنا بمواقف بعض الوزراء الذين سبقونا الى التمسك بالقرار 1701، باعتبار ما حصل في الجنوب تصرفا ارعن ومدسوسا.
السلاح خارج المخيمات
ودعا ابوفاعور الى ضــرورة الشروع في تطبيق بنود الاجماع اللبناني، لاســـيما الــقرار المتعلق بالــسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، معـتبرا ان مجلس الوزراء مطالب باجراءات فعلية بدل الاستنكار لأن بعض المجمعات وبعض المخيمات والقواعد العسكرية اصبحت خطرا ليس على السلم الاهلي في لبنان بل على الاستقرار الدائم وعلى القرار المستقل.
النائبة نايلة معوض اعتبرت بعد زيارتها البطريرك الماروني نصرالله صفير ان اطلاق الصواريخ من الجنوب هو محاولة انقلاب على شرعية لبنان والدولة، كما هو محاولة لوضع لبنان في محاور اقليمية، لمصلحة جهات تعمل لفرض سيطرتها وخياراتها على المنطقة.
بدوره النائب سمير فرنجية قال ان من اطلق الصواريخ من جنوب لبنان هو طرف مشبوه، وهدفه اعطاء اسرائيل الذريعة لضرب لبنان.
وطالب فرنجية في حديث لموقع الكتروني، باعطاء الاولويةالمعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والذي هو سلاح مخابراتي سوري بعنوان فلسطيني، كما قال فرنجية.
بري: غاية إسرائيل المياه
من جهته الرئيس نبيه بري شدد في مؤتمر صحافي مشترك مع الوفد البرلماني الآسيوي على ضرورة التنبيه دائما الى الاطماع الاسرائيلية تجاه لبنان، وقال ردا على سؤال حول مخاطر ارتكاب اسرائيل منها مرة جديدة في الاراضي اللبنانية ان اسرائيل تتمسك بمزارع شبعا من اجل المياه، وحتى الآن لبنان لم ينفذ مشروع الليطاني لمنطقة جبل عامل وكل لبنان، واسرائيل عينها في المياه اللبنانية، والتاريخ سيكشف الحقائق.
رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني رأى من جهته ان المطلوب حاليا هو تكثيف الجهود لإطلاق النار فورا.
غير ان لاريجاني وصف المشروع المصري الفرنسي الذي اقره مجلس الأمن لاحقا بالعسل المسموم.
هدوء في الجنوب
ميدانيا، عادت أجواء الهدوء الى الجنوب في ظل دوريات مكثفة واجراءات مشددة للقوات الدولية بالتعاون مع الجيش اللبناني، فيما تستمر التحقيقات لمعرفة مصدر اطلاق الصواريخ.