في تحد جديد للشرعية والقرارات الدولية قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليڤني امس إنه جرى تحقيق «تقدم» في الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة في غزة ولكن مازالت هناك «صعوبات».
وقالت ليڤني لإذاعة «صوت إسرائيل» صباح امس في تحد «لا أقبل أن تقرر الأمم المتحدة وقت التوقف في حرب ضد الإرهاب».
وقالت إنه ببدء الهجوم في غزة جددت إسرائيل «ردعها» ضد الفصائل المتشددة التي تسعى لمهاجمتها كما أضعفت قدرة حماس على إطلاق صواريخ ضدها.
ورفضت ليڤني توضيح ما إذا كان العدوان في مراحله الأخيرة أو تقول متى سينتهي، مؤكدة ان قرار إنهاء الحرب يمكن اتخاذه «بهدوء» لأن قادة حماس المختفين تحت الأرض في غزة يستمعون إلى راديو إسرائيل باللغة العربية.
تأجيل المباحثات
في غضون ذلك، وبعد ان كان من المقرر ان يزور القاهرة امس صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان عاموس جلعاد المكلف اجراء محادثات حول وقف اطلاق النار في غزة لن يتوجه الى مصر كما كان مقررا.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان «عاموس جلعاد لن يتوجه الى مصر اليوم»، دون ان يضيف اي تفاصيل.
وقال جلعاد في مقابلة مع موقع صحيفة يديعوت احرونوت على الانترنت مساء امس الاول «حاليا يبدو انني لن أتوجه الى القاهرة، لكن لا فرق لانني على اتصال وثيق مع مصر».
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ارجاء زيارة جلعاد تم بقرار من القادة الاسرائيليين لتعزيز الضغط العسكري على حماس، بينما اعلن الجيش انه وجه ضربة قاسية الى الجناح العسكري للحركة.
كما تحدثت الاذاعة عن مبرر آخر لهذا التأجيل وهو خلاف مستمر بين مصر وحماس حول شروط وقف إطلاق النار.
وفي سياق المباحثات السياسية التي بدأت في القاهرة بين حماس والقيادة المصرية حول المبادراة المطروحة لحل الصراع قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان أسامة حمدان إن المبادرة المصرية بشأن غزة فيها جوانب لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني على حد وصفه، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني رفض المبادرة بأكملها.
وأكد حمدان في اتصال مع الجزيرة أن بعض النقاط في المبادرة مازالت عالقة ويجري التشاور بشأنها، مشيرا إلى أن وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من غزة ومسألة نشر قوات دولية والمعابر خاصة رفح إضافة إلى مصير المقاومة أبرز هذه النقاط.
وفد حماس إلى القاهرة مجدداً
هذا وعاد إلى القاهرة امس وفد حركة حماس الذي يتفاوض مع المسؤولين المصريين بشأن المبادرة المصرية.
وقال مسؤولون ان الوفد الذي وصل من دمشق يضم محمد نصر وجمال أبوهاشم عضوي المكتب السياسي للحركة واللذين سينضمان الى عضوي الحركة عماد العلمي وايمن طه الموجودين في القاهرة.
واضافت المصادر ان وفد الحركة سينقل الى رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان نتائج اجتماعات قيادة حركة حماس في دمشق والتي تتضمن ردود الحركة على نتائج الجولات السابقة للمباحثات.
ويرفض الطرفان الكشف عن تفاصيل المباحثات الا ان مصادر مصرية قالت ان سليمان يسعى لإقناع الحركة بالقبول بالمبادرة المصرية والتي تتضمن وقف اطلاق نار محدود في البداية تتبعه هدنة تسمح برفع الحصار عن غزة واعادة فتح المعابر معها.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي جددت موقف المقاومة المتحفظ من المبادرة المصرية، غير أنها قالت إنها يمكن أن تكون محل بحث وقاعدة للخروج من الأزمة.
وطالب الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح القاهرة بالدعوة لقمة عربية طارئة خاصة بعد المطالبات الأخيرة بنشر قوات دولية بين القطاع ومصر، وبعد أن «داست الدبابات الإسرائيلية» على قرار مجلس الأمن الدولي 1860.
وقال إن ذلك القرار الدولي صدر لإرضاء الوزراء العرب، كمحاولة أميركية لامتصاص غضب الشعوب العربية.
وأشاد شلح بالموقف التركي من العدوان قائلا إنه ينم عن صحوة حقيقية، متسائلا في الوقت نفسه قائلا «أين الصحوة العربية؟».
إلى ذلك طالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض امس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالإسراع في الموافقة على المبادرة المصرية «لإنقاذ» الشعب الفلسطيني ومنع سقوط المزيد من الضحايا.
وقال فياض في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع حكومته في رام الله «ازاء هذا الوضع الخطير تستغرب السلطة الوطنية الانجرار لسياسة اضاعة الوقت التي تسعى اليها اسرائيل، والمماطلة والتلكؤ في قبول مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك».
وقال فياض «هذه المبادرة اول ما تطالب به هو وقف العدوان، واعجب لماذا يتم رفضها وعدم قبولها، ومن يرفضها عليه إقناع الناس بسبب رفضه لوقف العدوان».
وحذر فياض في بيانه «من الحديث حول تقاسم المسؤولية فلسطينيا في معبر رفح».
مشددا على ان السلطة الفلسطينية «هي وعاء لكل الفلسطينيين» داعيا كل الأطراف الفلسطينية للمشاركة فيها «وليس معها».
الجهود المصرية
في غضون ذلك أجرى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية سلسلة اتصالات مع نظرائه في عدد من الدول الأوروبية وروسيا، بهدف إحاطتهم بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
صرح بذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي، موضحا ان الاتصالات التي أجراها أبوالغيط صباح امس وليلة امس الاول شملت وزراء خارجية روسيا سيرغى لاڤروڤ وإيطاليا فرانكو فراتيني وبريطانيا ديڤيد ميليباند.
وقال المتحدث إن وزير الخارجية وضع الوزراء الأوروبيين في صورة الاتصالات التي تقوم بها مصر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك الاتصالات المصرية مع الجانب الإسرائيلي لفتح ممرات آمنة لمرور المساعدات إلى داخل القطاع وتوصيلها إلى السكان.
كما استقبل الرئيس حسني مبارك صباح امس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة توني بلير ممثل المجموعة الرباعية الدولية للشرق الاوسط والوفد المرافق له الذي يزور القاهرة حاليا.
تناولت المقابلة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة في ضوء المبادرة المصرية في هذا الشأن إلى جانب فتح المجال أمام عبور المعونات الانسانية ومساعدات الاغاثة لمواطني غزة المحاصرين.
بدوره قال توني بلير امس ان «عناصر» اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة اصبحت متوافرة ولكن هناك حاجة لمزيد من البحث في التفاصيل قبل التوصل الى اتفاق.