استأنف وفد حركة حماس امس مفاوضاته في القاهرة التي تنتظر منه ردا سريعا على المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار خلال بضعة ايام في قطاع غزة.
وقال صلاح البردويل، احد اعضاء الوفد في تصريح صحافي، «اننا نناقش المبادرة المصرية بعيدا عن الاعلام وسنحرم العدو من تحقيق انجاز سياسي».
ويضم الوفد قيادات حمساوية من غزة ودمشق وذلك لاظهار الانسجام بين قادة الحركة في القطاع وسورية.
ونفت حماس انباء مصرية واسرائيلية تحدثت عن وجود خلافات بين قادتها.
محادثات «حاسمة»
واستؤنفت امس في القاهرة المحادثات التي وصفت بأنها «حاسمة» بين وفد حماس ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان.
ويضم الوفد 3 مسؤولين من غزة هم ايمن طه وجمال ابوهاشم وصلاح البردويل اضافة الى 2 من اعضاء المكتب السياسي المقيمين في دمشق هما محمد نصر وعماد العلمي.
وتوقعت مصادر سياسية لبنانية مقربة من حماس ان يبلغ وفد الحركة المسؤولين في القاهرة رفض حماس للمبادرة المصرية.
وقال مصدر بارز ان الحركة تعارض 3 عناصر رئيسية في الاقتراح الذي صاغته مصر وديبلوماسيون دوليون في الايام القليلة الماضية.
واضاف قائلا «حماس تعارض هدنة طويلة الاجل، المصريون يتحدثون عن 15 عاما، وهي تعارض أي وقف لاطلاق النار لا يرافقه انسحاب فوري للقوات الاسرائيلية من المواقع التي احتلتها حديثا في غزة وتعارض وجود مراقبين أجانب عند معبر رفح».
وقال المصدر ان حماس تريد ان تكون أي هدنة قصيرة ولفترة محددة، وان تبدأ القوات الاسرائيلية الانسحاب في نفس الوقت الذي يبدأ فيه سريان أي وقف لاطلاق النار.
وقالت المصادر ان حماس مستعدة لمناقشة آلية لفتح حدود غزة مع مصر عند رفح لكنها غير مستعدة لقبول مراقبين دوليين هناك.
ديبلوماسي مصري
وقال ديبلوماسي مصري «اننا نعمل بجدية مع حماس وينبغي ان تنتهي هذه الضبابية وان يقولوا نعم الآن لمبادرتنا».
واكد الديبلوماسي ان اسرائيل «توافق على ما يبدو الآن» على المبادرة المصرية وفق مؤشرات عدة، لكن حماس تجد صعوبة في اعلان قبولها لها.
وقالت صحيفة «الاهرام» الحكومية المصرية امس ان سورية وايران تمارسان ضغوطا على حركة حماس «لرفض المبادرة المصرية او محاولة تعطيلها».
واستدعت مصر امس رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة السفير حسين رجبي وابلغته غضبها واستياءها من تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول الدور المصري في التعامل مع العدوان الاسرائيلي على غزة.
أولمرت
بالمقابل لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود أولمرت بتصعيد العملية العسكرية في قطاع غزة في حال رفضت مصر مقترحات لمراقبة إمداد الفصائل الفلسطينية في القطاع بالأسلحة عبر أنفاق عند محور فيلادلفي.
ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن أولمرت قوله خلال اجتماع «الثلاثية» الذي يضم وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليڤني اول من امس إنه «إذا كانت الوثيقة المصرية غير كافية فيما يتعلق بمنع أعمال التهريب فإن العملية العسكرية لن تتوقف إنما ستتسع».
وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن أولمرت مرر رسائل لعدد من زعماء الدول في العالم قال فيها إن إسرائيل مهتمة باستنفاذ المبادرة المصرية ـ الفرنسية لوقف إطلاق النار فيما يتعلق بوقف وصول أسلحة على القطاع قبل أن توسع العملية العسكرية وتنتقل إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية البرية.
جولة مون
دوليا عقد مجلس الامن امس جلسة حول الاوضاع في غزة قبل بدء امين عام الامم المتحدة بان كي مون جولة في الشرق الاوسط يحث فيها حماس واسرائيل على القبول بوقف فوري لاطلاق النار تعقبه مفاوضات للاتفاق على هدنة دائمة.
ومن بين القادة الذين يعتزم مون لقاءهم الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليڤني والعاهل الاردني الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الاسد، وسيتوجه ايضا الى لبنان وتركيا للقاء قادتهما.