غزة ـ وكالات
لم تكتف إسرائيل باستهداف المنازل والمدارس والمساجد والمدنيين الأحياء، اذ استهدفت آلة الحرب الاسرائيلية بغارة جوية مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة صباح أمس، الأمر الذي تسبب في تدمير الكثير من القبور التي تبعثرت عظام وجماجم الشهداء والموتى خارجها.
وذكرت محطات اذاعة محلية في غزة ان طائرة «اف 16» اطلقت صاروخين نحو الجهة الجنوبية الشرقية من مقبرة الشيخ رضوان هذه وأحدث انفجارهما حفرة كبيرة كما دمر الكثير من القبور فيما تطاير رفات الكثير من الشهداء والموتى في جهات متعددة. واكدت هذه المحطات ان مسجد حمزة المجاور لهذه المقبرة تعرض لأضرار كبيرة في هذه الغارة الاسرائيلية التي تسببت في وقوع اضرار مشابهة في المنازل المجاورة، وادى ذلك الى استشهاد فلسطينس وأصابة 25 آخرين.
ولليوم التاسع عشر على التوالي، واصلت الطائرات الحربية والدبابات والزوارق البحرية الاسرائيلية قصفها العنيف لمناطق متفرقة من قطاع غزة مما أسفر عن سقوط العشرات ما بين شهيد وجريح. وقد شهد أمس توغلا محدودا لمئات الأمتار في المناطق السكنية لضواحي مدينة غزة التي شهدت قتال شوارع عنيفا في الأحياء التي دخلتها القوات البرية، وشملت الغارات الجوية والقصف المدفعي جميع محافظات قطاع غزة الخمس، وإحداها استهدفت سيارة في خان يونس مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح اثنين آخرين أحدهما في حال الخطر، كما استهدف القصف المناطق المفتوحة القريبة من المباني السكنية في شمال غزة بحجة أنها تستخدم لإطلاق الصواريخ.
واستشهد فلسطينيان في اشتباكات مسلحة مع جنود الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرق غزة، واستمر القصف الجوي على منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوب شرق القطاع حيث واصلت الآليات العسكرية والجرافات تجريف وتدمير عشرات المنازل.
وقصفت الطائرات المقاتلة الشريط الحدودي جنوب مدينة رفح بعشرات الصواريخ الارتجاجية بزعم تدمير الأنفاق، التي استخدمها الفلسطينيون على مدار عدة أشهر للتزود بالبضائع الأساسية.
وأصيب فلسطيني يدعى محمد أبودقة جراء قصفه بصاروخ من طائرة استطلاع أثناء قيادته موتوسيكل في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ووصفت حالته بـ «الحرجة». واطلقت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قنابل دخانية وسط مدينة غزة التي غطت سماءها واجواءها سحابة بيضاء امتدت لمساحات واسعة فيها.
اختناقات
واشتكى مواطنون في احاديث مع محطات اذاعة محلية من ان الدخان المتصاعد من هذه القنابل تسبب في حالات اختناق للكثير من المواطنين خاصة الاطفال الذين استنشقوه والذي تسبب كذلك في شعور بالحرقة في الجلد عامة والوجه خاصة.
كما قصفت طائرة مقاتلة منتزة البلدية وسط مدينة غزة بصاروخين مما أدى إلى اشتعال النيران به، وتطاير النيران على ثلاثة منازل مجاورة واشتعال النيران بها، فيما أغارت مقاتلة «إف 16» أخرى بصاروخ على ورشة حدادة في محيط مسجد السوسى بمدينة غزة، مما أسفر عن تدميرها وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل المجاورة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مقر البلدية القديم في غزة الذي كان يستخدم قاعة محكمة خلال السنوات الأخيرة مما أدى إلى تدميره كليا. كما استشهد 3 مواطنين فلسطينيين في قصف جوي نفذته طائرة مقاتلة أطلقت صاروخا ثقيلا استهدف منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
وأوضح مواطنون فلسطينيون يقطنون في المنطقة أن مواطنين من عائلة الصفدي ومواطنا من عائلة الديري استشهدوا وأصيب العشرات بجروح جراء هذا القصف الصاروخىة العنيف.
وفي المحور الجنوبي الشرقي، تراجعت القوات الإسرائيلية فجر أمس من منطقة النجار في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب شرق قطاع
غزة وذلك بعد عملية عسكرية استمرت لأيام عدة سقط خلالها أكثر من 16 شهيدا وعشرات الجرحى، حيث تم تشييعهم جميعا امس.
وقال شهود عيان: إن الدبابات والجرافات والآليات العسكرية والقوات الخاصة انسحبت من منطقة النجار إلى مواقعها مخلفة وراءها دمارا كبيرا في منازل المواطنين والبنية التحتية.
وبذلك أسفرت المجازر الاسرائيلية التي بدأت في 27 ديسمبر الماضي عن استشهاد نحو 1000 فلسطينيا وإصابة نحو 5000 آخرين بجروح بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
توغل بري
وعلى الأرض، تقدمت الدبابات والآليات والجرافات العسكرية باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي، الذي يشق قطاع غزة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه. شوأكد شهود عيان أن الدبابات والجرافات دمرت عشرات المنازل وجرفت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، وعشرات الآبار في المنطقة.
وقال الشهود: إن منطقة التوام في العطاطرة والسلاطين ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة شهدت أعنف الاشتباكات المسلحة بين الدبابات والقوات الخاصة الاسرائيلية المتوغلة وبين المقاتلين الفلسطينيين، حيث سقط ثلاثة من مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس الذين استبسلوا برفقة مقاتلي باقي الفصائل في صد هذا التوغل رغم الغارات الجوية وعمليات قصف المدفعية التي استهدفت مناطق تواجدهم. وذكرت بيانات صادرة عن فصائل المقاومة الفلسطينية: أنها وجهت لقوات الاحتلال عدة ضربات خلال محاولة تقدمهم بتفجير عبوات ناسفة كبيرة وإطلاق قذائف «آر بي جي».
ومن ناحية أخرى، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها عن خوض اشتباكات عنيفة دارت فجر امس مع قوة كوماندوز بحرية إسرائيلية قرب بحر منطقة الزاويدة وسط قطاع غزة، مؤكدة أن هذه المهمات الجهادية تأتي ردا على المجازر الصهيونية في قطاع غزة وتأكيدا على خيار المقاومة والجهاد.
ودفعت هذه التطورات الدموية أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، إلى القول بان القيادة الفلسطينية، وبالاشتراك مع الحكومة قررت اعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة.
على الجهة المقابلة دوت ولأول مرة صافرات الإنذار من الغارات في أجزاء من القدس المحتلة امس لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنه إنذار كاذب. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بعد دقائق من انطلاق الصافرات «إنه إنذار كاذب». وذكر راديو إسرائيل أن صافرات الإنذار دفعت البعض في القدس إلى التوجه للمخابئ.
وقال شموئيل بن روبي المتحدث باسم الشرطة إن الصافرات انطلقت «فيما يبدو نتيجة عطل في النظام»، مضيفا أنه لم يقع أي حادث في المدينة يستدعي إطلاق صافرات الإنذار.
استهداف ضابطين
الى ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن احد كبار ضباطه أصيب بجراح في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الجيش في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية «إن قائد الوحدة 101 التابعة لسلاح المظليين الإسرائيلي في بلوط أصيب بجراح» خلال تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة. وأشار إلى «أن هؤلاء المسلحين فتحوا نيران أسلحتهم نحو قوات من الجيش الإسرائيلي كانت تقوم بعمليات بحث وتفتيش في منازل في شمال القطاع فيما رد جنود الجيش بإطلاق النار».
وقال المتحدث إن الاشتباك أسفر كذلك عن إصابة أربعة من أفراد القوة الإسرائيلية بينهم ضابطان. وقد اكدت تقارير صحافية أن بلوط «35عاما» كان من بين الضباط الثلاثة الذين أصيبوا بجروح في معارك في قطاع غزة مساء أمس الأول.
ولاحقا اعترف الجيش بجرح 12 جنديا لترتفع بذلك حصيلة الجنود الإسرائيليين الجرحى منذ بدء العملية العسكرية البرية في قطاع غزة في 3 يناير إلى 167 وعدد القتلى 9 جنود.
وقال الناطق العسكري إن سلاح الجوع الإسرائيلي هاجم أمس الاول 60 هدفا تقريبا في قطاع غزة بينها 35 نفقا في جنوب القطاع بادعاء استخدامها لنقل أسلحة إلى القطاع.