في أعنف يوم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 20 يوما، نجحت إسرائيل أمس في اغتيال القيادي البارز في حماس سعيد صيام.
وقال تلفزيون «الأقصى» التابع للحركة ان صيام استشهد أمس في قصف منزل استأجره شقيقه قبل أسبوعين في غزة.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي انه قتل صيام «خلال عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (جهاز الأمن الداخلي) قصفت طائرات منزلا» في غزة كان بداخله سعيد صيام وشقيقه إياد صيام وشخص ثالث. وأكد المتحدث أنه «تمت اصابة الهدف».
وأكد مصدر طبي فلسطيني مقتل شخصين في غارة على منزل شمال مدينة غزة، مشيرا الى ان احد الشهيدين هو إياد صيام، في حين لم يتم التعرف بعد على هوية الجثة الثانية.
وكان الجيش الاسرائيلي قد عمق امس توغله في مدينة غزة في اليوم الـ 20 لعمليته العسكرية في القطاع، في حين واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للمتوغلين. وقال مراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في غزة: إن الدبابات الاسرائيلية ترى بالعين من المكان الذي تتواجد به في قلب مدينة غزة وتحديدا في شارع الثلاثيني أحد الشوارع الرئيسية في المدينة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتوغلين والمقاومين اسفرت عن اصابة 11 جنديا اسرائيليا ومقتل 3 فلسطينيين واصابة آخر.
وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من مناطق مختلفة في الحي الذي يضم العشرات من الأبراج السكنية والمنازل المرتفعة. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين ـ الذراع المسلحة للجان المقاومة الشعبية ـ في بيان مسؤوليتها عن تفجير دبابة «ميركاڤا» تقل جنودا إسرائيليين بعبوة ناسفة لدى توغلها في تل الهوى.
وساندت الطائرات الحربية التوغل البري كما قامت جرافات عسكرية بأعمال تجريف واسعة لمنازل في تل الهوى. وقال متحدث عسكري للإذاعة الإسرائيلية: «واصل الجيش الإسرائيلي عمليات التوغل البري تزامنا مع تواصل الغارات الجوية باستهداف أهداف حمساوية في القطاع». وأضاف المتحدث ان «أكثر من 65 هدفا عرضة لقصف جوي».
حصيلة الشهداء
كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية فجر امس، على السوق المركزي في مدينة رفح أوقعت 17 إصابة بين الفلسطينيين. وادى القصف على رفح الى احتراق مسجد الابرار وتضرر منازل عديدة مجاورة.
وبلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين 1100 منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ان «عدد الشهداء حتى صباح اليوم (امس) وصل الى 1100 بينهم 355 طفلا و98 من النساء و117 من المسنين»، واضاف ان عدد الجرحى «بلغ 5050 بينهم مئات في حالات خطرة او حرجة».
واستشهد يوم امس ما لا يقل عن 40 فلسطينيا بينهم امراة واطفالها الثلاثة قضوا بقذيفة دبابة اسرائيلية في شرق بلدة بيت لاهيا، واوضح مصدر طبي ان جثث القتلى الاربعة «كانت ممزقة».
استهداف الأنروا والصحافيين
كما استهدف القصف الاسرائيلي مقرا للانروا التابعة للامم المتحدة ومبنى يستخدمه الصحافيون.
وقال متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) في غزة ان قذائف دبابات اسرائيلية سقطت داخل مقر الانروا في غرب مدينة غزة مما ادى الى جرح 3 من الموظفين.
وقال المتحدث باسم الانروا انها قررت تعليق أعمالها في غزة بعد تعرض مقرها الرئيسي للقصف بالقذائف الفوسفورية الحارقة.
وأوضح ابو حسنة «سنواصل عملنا في قطاع غزة لكن التعليق في المقر الرئيسي الذي تعرض للقصف الاسرائيلي واشتعل فيه الحريق فلن تستطيع شاحنات نقل المساعدات الخروج منه».
واضاف ان «الحريق اندلع في بعض المباني والمخازن التي تحتوي على اطنان من المواد الغذائية».
وادانت عدة دول بينها فرنسا وبريطـــانيا القصف الإسرائيلي على مقر الأمم المتـــحدة كما أعرب الاتحـــاد الأوروبي عن صدمته من الحادث.
كما طال القصف الاسرائيلي مستشفيات مما أدى الى اندلاع النيران داخلها، وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية استهدفت بالقذائف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفى القدس التابع لها بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
هذا واصيب صحافيان في قصف اسرائيلي استهدف مكتب قناة أبوظبي الفضائية في برج يضم مكاتب عدة محطات تلفزيونية ووكالات انباء عالمية وسط مدينة غزة.
وقال عبدالسلام ابوعسكر مدير مكتب قناة أبوظبي لوكالة فرانس برس ان «صاروخا سقط في مكتب القناة ما ادى الى اصابة اثنين من الصحافيين اثناء قيامهما بالتصوير» مشيرا الى ان «الصاروخ اطلق من قبل طائرة استطلاع»، واوضح ابوعسكر ان الصحافيين «اصيبا بالشظايا واصابة احدهما بالغة».
إطلاق صواريخ على إسرائيل
ازاء ذلك واصلت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة عمليات إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن فصائل فلسطينية أطلقت امس 12 صاروخا من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل. واصيب 9 اسرائيليين في بئر السبع جراء سقوط الصواريخ بحسب الاذاعة الإسرائيلية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )