بيروت
عمر حبنجر
داود رمال
اتحاد درويش
عماد عز الدين
تحفظ الرئيس ميشال سليمان على قرار اجتماع الدوحة تعليق مبادرة بيروت العربية للسلام، اعطى لحضوره ذلك الاجتماع طابعا مميزا، وخفف بالتالي من اثر الضغوط التي مورست من اجل مشاركة لبنان في اجتماع اعلن مشاركته فيه انما ضمن معطيات نظام الجامعة العربية.
وعلى الرغم من تسجيل التحفظ في المحضر وعدم لحظه في البيان الختامي، فإن الاوساط السياسية اللبنانية وخصوصا في صفوف الاكثرية رحبت بموقفه المبدأي هذا، الى جانب حرصها على التنديد بالتهجمات غير المسؤولة التي وجهت اليه على خلفية موقفه من لقاء الدوحة.
فرئيس مجلس النواب نبيه بري تناول الشعارات التي اطلقت في تظاهرة عوكر ضد الرئيس سليمان بالقول: تلك الهتافات لم تكن في محلها اطلاقا، وانا لم ارتح اليها، انما ارتحت بالفعل لذهاب الرئيس الى قطر.
رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص حيا من جهته الرئيس ميشال سليمان على مشاركته الفاعلة في اجتماع الدوحة، متطلعا الى قمة الكويت، راجيا ان يتبدل عنوانها لتصبح غزة هي المحور.
واضاف الحص: القمة الاقتصادية على جانب عظيم من الاهمية، الا ان الاولوية تبقى لغزة وفلسطين.
في هذه الأثناء رأى رئيس الجمهورية ان الاعتداء على غزة يمثل خطورة كبيرة في كل الاتجاهات، ودعا الامم المتحدة الى المزيد من الجهود مجددا لاطلاق عملية سلام تشمل كل المنطقة، كما دعا الى تحميل اسرائيل مسؤولية تقويض فرص السلام دائما وتعريض المبادرات السلمية المتعددة المطروحة للنسف، وجدد تأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية ومن بينها قرار انشاء المحكمة بعيدا عن التسيس.
موقف سليمان جاء خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي حضر جلسة خاصة عقدها المجلس النيابي بمناسبة زيارته لبنان وتحدث فيها رئيس مجلس النواب والامين العام للامم المتحدة، وقد اكد الرئيس بري انه لو وضعت قرارات مجلس الامن موضع التنفيذ لوفرنا على الشرق الاوسط كل هذه الحروب وكل هذه القرارات من القرار 194 حتى القرار 1860، بدوره اكد امين عام الامم المتحدة ان ما حصل في غزة لم يعرف له مثيل في العصور الماضية، مؤكدا انه لا يمكن اقامة السلام في المنطقة من دون مواجهة التحديات في الشرق الاوسط واقامة الدولة الفلسطينية، واعتبر ان لبنان هو شعاع الامل لشرق اوسط مسالم.
الرئيس بري الذي عقد اجتماعا لمدة نصف ساعة مع الامين العام للامم المتحدة استهل كلمته بالقول: سأنطلق من غزة، فقد نجحت اسرائيل في تحويل قطاع غزة الى سجن كبير وحاولت عبر حملة اعلامية اقناع الرأي العام العالمي بان غزة باتت قاعدة ارتكاز للارهاب يتم تهريب الاسلحة اليها عبر انفاق لا تعد ولا تحصى.
لجنة تحقيق دولية
وتابع بري: إن اولى الاولويات ايفاد لجنة تحقيق دولية لملاحقة قادة اسرائيل كمجرمي حرب خصوصا وان شمعون بيريز لم يتورع عن التوجه لاحد ابرز القادة المسلمين بالقول: يجب خصخصة السلام وهاهو أمم السلام مع الفلسطينيين بكل الاسلحة المحرمة، واعتقد ان الاتفاق الاميركي ـ الاسرائيلي الجديد الذي هو قيد التوقيع الآن جزء من عملية التأميم هذه.
وقال بري: لو وضعت القرارات الدولية سواء الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة او مجلس الامن الدولي موضع التطبيق خصوصا القرار 194 والقرارات 73، 237، 242، 338، 425، و426 لكانت الامم المتحدة وفرت على الشرق الاوسط كل الحروب، وما كنا وصلنا الى ضرورة استصدار قرارات جديدة على هذا المسار او ذاك.
وفي الشأن اللبناني قال: ما اود ان يعرفه الامين العام للامم المتحدة هو ان اسرائيل لم تحترم يوما واحدا اتفاق الهدنة لعام 1949 ولا عناصر قوة المراقبين الدوليين المختصين بمراقبة تنفيذ الاتفاق الـ ««ogl واستهدفتهم ومواقعهم وقتلت بعضهم كما لم تحترم قوات اليونيفيل.
وتوجه بري للامين العام: اقول لكم بصراحة ان شعوبنا تنظر بأسف الى عجز الامم المتحدة خصوصا مجلس الامن الدولي عن مواجهة التحديات الدولية في الشرق الاوسط وغيره والى تلكؤ المجلس في تحمل مسؤوليته ووقوفه مشلولا ومكتوف اليدين وغير قادر على ايقاف الحرب الدموية الوحشية ضد غزة اليوم.
اتفاق سريع
من جانبه القى الامين العام للامم المتحدة كلمة قال فيها زرت عددا من الدول للمساعدة على حل مشكلة غزة، وهدف هذه الخطة التوصل الى اتفاق سريع لوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1860 وتأمين المساعدات، مشيرا الى ان مستوى العنف في غزة لم يعرف له مثيل في العصور الماضية، وقد ادت الغارات الى قتل الكثيرين وتدمير كبير والامر لا يوصف، في نفس الوقت فإن الصواريخ التي اطلقت من غزة هددت الكثيرين من الاسرائيليين، وان البنى التحتية تم تدميرها، ولم يبق مكان لدفن الموتى، فكل شيء تعرض للتدمير حتى مقرات الامم المتحدة، مشيرا الى انه طالب اسرائيل باعتذار وعدم تكرار مثل ذلك واشار الى انه كان يريد التوجه الى غزة للتعبير للسكان وموظفي الاونروا عن دعمه لهم، وقال: مأساة غزة نشعر بها جميعا.
واثنى بان كي مون على الحكومة اللبنانية لسعيها لتحسين وضع الفلسطينيين، كما دعا الدول المانحة لتقديم المساعدات لدعم جهود لبنان في اعادة اعمار مخيم نهر البارد.
ودعا اسرائيل الى وقف اعتداءاتها وكذلك «لابد من توقف الصواريخ من غزة وتحقيق القرارات الدولية والمصالحة في اطار سلطة الرئيس عباس»، واضاف انه لابد من التأكيد انه لم يعد هناك مجال لتأجيل هذه القضايا وفق استمرار احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية، وعلى الطرفين ان يتوقفا عن الاقتتال، فلا يمكن التفاوض فيما يستمر قتل المدنيين.
وهنأ اللبنانيين على اقرار اتفاق الدوحة، مشيدا بانتخاب الرئيس سليمان وجهود الرئيسين بري والسنيورة وكذلك اقرار قانون جديد للانتخاب، آملا اجراء هذه الانتخابات في جو من الوئام والسلام.
وتطرق الى المحكمة الدولية، فقال: ان عمليات الاغتيال طالت الكثيرين ومن بينهم اعضاء في مجلس النواب وكان الرئيس الحريري في هذه القاعة قبل دقائق من اغتياله، وان المحكمة الدولية ستفتح من اول مارس، فلا يجوز ان يبقى الفاعل هاربا من العقاب، وسندعم هذه المحكمة.
وشملت زيارة بان كي مون تفقد القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» حيث يعقد مؤتمرا صحافيا يلخص فيه نتائج محادثاته في بيروت ويغادر اليوم باتجاه سورية ومصر لحضور القمة التي دعا اليها الرئيس حسني مبارك.