دعا الرئيس المصري حسني مبارك إسرائيل امس لإنهاء عملياتها العسكرية في قطاع غزة على الفور وقال إن بلاده ستدعو لاجتماع لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب.
وقال في كلمة أذيعت تلفزيونيا إنه يدعو إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية على الفور ويدعو زعماءها للموافقة على وقف غير مشروط لإطلاق النار وسحب كل القوات الإسرائيلية تماما من القطاع.
وكان مبارك يتحدث قبل ساعات من اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر المرجح ان يعلن خلاله وقف أحادي لإطلاق النار.
كما دعا حركة حماس الى القبول بوقف فوري لإطلاق النار.
وتابع «أدعو مخلصا لمواقف مسؤولة من اسرائيل، والفصائل تستجيب لنداء العقل والضمير لتضع نهاية لمعاناة أهل غزة».
واكد ان «مصر ستواصل جهودها فور وقف اطلاق النار من اجل استعادة التهدئة ورفع الحصار».
وبذلك فإن مبارك يطالب حركة حماس بقبول وقف اطلاق نار فوري من دون انتظار انتهاء اتفاق شامل لإنهاء الحرب وفق المبادرة المصرية.
وقال «ان مصر تعمل على تأمين حدودها مع إسرائيل وقطاع غزة ولن تقبل ابدا بأي تواجد أجنبي لمراقبين على أرضها وان ذلك خط أحمر لن أسمح بتجاوزه».
في السياق نفسه، اعربت المانيا وفرنسا وبريطانيا عن استعدادها للمساهمة في مكافحة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة، وذلك في رسالة مشتركة ارسلتها الدول الثلاث الى مسؤولي اسرائيل ومصر ونشرتها امس الحكومة الالمانية.
انتقاد دول الممانعة
واضاف ان مصر قدمت من أجل القضية الفلسطينية ما لم يقدمه أحد من تضحيات وبذلت جهودا مضنية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأدخلت من معبري رفح والعوجة الأطنان من المساعدات والأدوات الطبية كما استقـــبلت المئات من المصابين الفلسطينيين للعلاج بمستشفياتنا.
وقال ان مزايدات تأتي ممن لم يقدموا شيئا لشعب فلسطين وقضيته ولا يستطيعون. واضاف: قلنا لمن يقسمون الصف العربي بين دول الاعتدال ودول الممانعة، ماذا فعل الممانعون لشعب فلسطين وقضيته؟ وماذا فعلوا لتحرير الأراضي العربية الرازحة تحت الاحتلال؟
إعادة إعمار غزة
وتابع الرئيس مبارك في كلمة وجهها إلى الأمة حول التحرك المصري لوقف العدوان على غزة أن مصر ستدعو لمؤتمر عالمي للدول والمؤسسات المانــــحة من أجل حشد الموارد اللازمة لإعــادة إعمار غــــزة وتعــــويض ما لحق ببنيـــــتها الأســـاسية من تدميــــر وخسائر فادحة، مشيرا الى أن مصر طرحت مبادرتها في غيــــاب أي مبادرات أخرى لوقف نزيف الدماء وفى مواجهة مماطلة مجلس الامن الدولي في النهوض بمسؤوليته.
وقال إن العدوان لن يحقق الأمن لإسرائيل وانه يقــــطع الطريق إلى السلام ويزيد من صمود الشعب الفلسطيني.
تحسب مصر للعدوان
وتابع مبارك يقول: لقد تواصلت جهودنا لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، دعونا لأن يكون قرار أبناء فلسطين بأيديهم، بعيدا عن التدخلات الخارجية وضغوطها واغراءاتها، ودعونا لأن تقف المقاومة الفلسطينية وراء المفاوض الفلسطيني، تشد أزره في الدفاع عن قضيتهم، وسعيهم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
واضاف: لقد تحسبت مصر من وقوع هذا العدوان الراهن، وبذلت جهودا متواصلة كي تحول دون وقوعه.. سعيا ـ دون كلل ـ لتمديد التهدئة، أبلغنا الاخوة الفلسطينيين بأن رفض التمديد سيمنح اسرائيل الذريعة للعدوان، وقمنا ـ في الوقت ذاته ـ بتحذير اسرائيل من الاعتداء على غزة وطالبنا قادتها بممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
اجتماع تشاوري
إلى ذلك دعت مصر قادة عدة دول خصوصا من أوروبا والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قمة تشاورية حول غزة اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وقالت مصادر ديبلوماسية إن الدعوة وجهت إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الايطالي سيلڤيو بيرلسكوني اضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، أعلن قصر الرئاسة الفرنسي الاليزيه مساء امس أن الرئيس نيكولا ساركوزي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسنى مبارك.
وأوضح الاليزيه أن الرئيس مبارك دعا الرئيس ساركوزي خلال الاتصال الى المشاركة في القمة الدولية التي ستعقد اليوم بمدينة شرم الشيخ في اطار المبادرة المصرية ـ الفرنسية الرامية لتسوية الأزمة في غزة والتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار.
وقال الاليزيه إن ساركوزي سيتوجه عقب مشاركته في قمة شرم الشيخ الى القدس حيث سيجري مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت.