صرح الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما أمس الاول بأن الرئيس جورج بوش «رجل جيد» لكن الولايات المتحدة ستعاني بعد انتهاء ولايته من نتائج «خياراته السيئة».
وقال اوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية «سي ان ان» انه «اذا نظرتم الى تصريحاتي طوال الحملة الانتخابية ترون انني قلت دائما انه رجل جيد».
واضاف انه يعتقد ان بوش «رجل جيد يحب عائلته وبلاده واعتقد انه اتخذ افضل القرارات التي استطاع ان يتخذها في ظروف بالغة الصعوبة».
وتابع اوباما ان «هذا لا يعني انني اتراجع عن تصريحاتي باننا قمنا في السنوات الاخيرة بمجموعة من الخيارات السيئة وسنرث عواقب هذه الخيارات السيئة».
واشاد اوباما من جهة اخرى ببوش وفريقه اللذين اتاحا ما وصفه عدد من المراقبين بأنجح عملية انتقال للسلطة في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.
أوقات عصيبة
من جانب آخر، نبه الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما قبل ايام فقط من توليه الرئاسة الأميركيين الى ضرورة توقع اوقات اقتصادية اصعب وقال ان خطته لانعاش الاقتصاد المتعثر ستأخذ وقتا قبل ان تؤتي ثمارها.
وقال اوباما لعمال في مصنع في اوهايو يصنع توربينات تعمل بقوة الرياح «الانتعاش لن يحدث بين عشية وضحاها»
«حتى مع الاجراءات التي نتخذها فان الامور قد تسوء قبل ان تتحسن. اريد من الجميع ان يكون واقعيا بشأن ذلك».
وقال اوباما في تصريحات استهدفت التأكيد على حملته من اجل اتخاذ اجراءات للحفز «لم يفت الاوان لتغيير المسار ولكن ذلك فقط اذا قمنا بعمل مثير بأسرع ما يمكن».
«الطريقة التي اراها والمهمة الاولى لادارتي هي اعادة الناس الى العمل وجعل اقتصادنا يعمل من جديد».
هذا وبدأ أوباما أمس أول خطوة في رحلة تنتهي بتنصيبه كأول رئيس أميركي من أصل أفريقي للولايات المتحدة بعد غد.
وانطلقت رحلة القطار الذي يقل أوباما من فيلادلفيا التي أعلن فيها مؤسسو البلاد الاستقلال عن بريطانيا عام 1776.
وتقتفي الرحلة مسار رحلة تنصيب الرئيس الراحل أبراهام لينكولن إلى واشنطن قبل ما يقرب من 150 عاما.
وتتشابه خطط تنصيب أوباما كثيرا مع خطط لينكولن السياسي القادم من ولاية إيلينوي أيضا والذي أنهى العبودية في الولايات المتحدة ومهد الطريق لانتخاب أوباما رئيسا في 4 نوفمبر الماضي.
وتحمل مراسم التنصيب بأكملها عبارة من لينكولن وهي «ميلاد جديد للحرية» وهي مأخوذة من خطاب شهير للينكولن ألقاه في جتيسبرغ في أعقاب انتهاء حرب أهلية تاريخية عام 1863.
هذا واتخذت في العاصمة الاميركية تدابير امنية غير مسبوقة تمهيدا لاحتفالات تنصيب باراك اوباما بعد غد والذي تحوط به مخاطر لن تتبدد بعد وصوله الى سدة الرئاسة.
وتتوجه قوات امنية باعداد كبيرة الى واشنطن لحماية اول رئيس اميركي اسود من اي محاولة اعتداء مع استنفار اكثر من 12500 من الجنود والاحتياط والاف عناصر الشرطة في العاصمة واستقدام آخرين من 57 جهازا امنيا من كل انحاء البلاد.
وتعتبر وزارة الامن الداخلي حفل تنصيب اوباما حدثا محفوفا بالمخاطر مع توقع وصول مليوني شخص الى واشنطن.
وقال الجنرال ريتشارد رو الذي يتولى رئاسة لجنة القوات المسلحة المكلفة بضمان امن حفل التنصيب «اعتقد ان علينا جميعا ان نتوقع هجوما محتملا بالاسلحة الكيميائية او الجرثومية او الاشعاعية».
دوريات جوية
ولمواجهة هذه المخاطر، اتخذت تدابير امنية غير مسبوقة اذ سيتم تسيير دوريات جوية ووضع المضادات الجوية في حالة تأهب ونشر سفن مسلحة على نهر بوتوماك وعناصر امنيين باللباس المدني.
وستنشر ايضا طواقم طبية في حال وقوع اعتداء او هجوم بالاسلحة الكيميائية او الجرثومية. وسيتنقل اوباما في سيارة ليموزين مدرعة اكثر امنا من السيارات التي كان يستخدمها اسلافه.
لكن سلسلة عوامل سترغم قوات الامن التي ستكلف بأمن اوباما على ان تكون دائما في حالة تأهب حتى بعد توليه مهماته، بحسب ما قال مارك بوتوك من «ساذرن بوليسي لوو سنتر» المتخصص في مراقبة انشطة المجموعات العنصرية.
ومن العوامل التي تغذي العنصرية والتطرف في الولايات المتحدة الازمة الاقتصادية وملف المهاجرين. وصرح بوتوك لوكالة فرانس برس بأن «البعض غاضب لوصول رجل اسود الى البيت الابيض».
وقال «من الواضح ان اول رئيس اميركي اسود يواجه مخاطر لم يواجهها رؤساء اخرون» مشيرا الى ان اوباما حظي بحماية مشددة قبل 18 شهرا من انتخابات الرابع من نوفمبر.
وبحسب مركز «ساذرن بوليسي لوو سنتر»، فقد تلقى جهاز حماية الشخصيات تهديدات اكبر تستهدف اوباما اكثر من اي رئيس منتخب آخر.