بيروت ـ محمد حرفوش
لم تشهد الساحة الداخلية اللبنانية امس اي تحركات او تطورات سياسية لافتة، في وقت كانت الانظار مشدودة الى قمة الكويت التي تكتسب اهمية قصوى في هذه المرحلة والى ترددات زلزال غزة.
وقد رأى مصدر بارز في قوى 14 آذار في حديث لـ «الأنباء» ان مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار في غزة ستكون على المستوى العربي شبيهة بمرحلة الانقسام الحاد ما بين حلف الرئيس جمال عبدالناصر من جهة وحلف بغداد من جهة ثانية.
وعن مخاوف انعكاس سيئات الانقسامات العربية على الداخل اللبناني، تساءل المصدر عن اسباب تلك المخاوف لاعتباره ان تلك الانقسامات العربية ربما قد تكون انطلقت بشراراتها من الواقع اللبناني وانتشرت على مدى مساحة الوطن العربي، معتبرا ان الحالة العربية اليوم وخاصة خلال العدوان الاسرائيلي على غزة وبعد وقف اطلاق النار فيها رسمت بأشكالها واحجامها فريقين عربيين هما 14 و8 آذار بدءا من السلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية ومصر.
عملية السلام
من جهة اخرى دعا المصدر الى الاستفادة عربيا من الحشد الدولي بهدف عودة عملية السلام الى دائرة الاهتمام الاميركي خلال هذه المرحلة، معتبرا انه على العرب تقديم نظرية المصالحة العربية ـ العربية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية على نظرية المقاومة التي لم تجد نفعا بغض النظر عما ابدته هذه الاخيرة من بسالة وصمود في وجه العدوان على فلسطين، مشيرا الى ان نموذج المقاومة في التعاطي مع الصراع العربي ـ الاسرائيلي لم يقدم شيئا ايجابيا لا لفلسطين ولا للقضية العربية ككل، كون هذه المقاومة احتمت بشعبها بدلا من تقديمها هي الحماية له.
وعلى المستوى الداخلي رأى المصدر ان الرئيس ميشال سليمان قد يكون عرضة لمزيد من الضغوط السياسية خلال الفترة التي تفصل لبنان عن موعد الانتخابات النيابية وقبلها موعد بدء المحكمة الدولية اعمالها، مضيفا ان فريق 8 آذار سيعمل على تنفيذ سياسة «أكل الرأس» وفرض امر واقع سياسي وأمني جديدين.
الى ذلك تخوف النائب بطرس حرب من ان تشل قوى 8 آذار الدولة في حال لم تفز في الانتخابات النيابية المقبلة، مشيرا الى ان فوز 14 آذار سيدفعها الى المطالبة بالحكم منفردة وبالتالي على الاقلية ممارسة دور المعارضة، اما في حال عدم فوزها فستنتقل الى المعارضة ضمن المؤسسات، واذا اصبحنا اقلية نيابية نتيجة الانتخابات، فلن نقبل بأن ندخل الى الحكومة، بل سنعارض ضمن المؤسسات وسيكون الرأي العام هو الحكم، وفي حال كنا اكثرية فلن نقبل بما يسمى حكومة الوحدة الوطنية التي تتعطل فيها القرارات مثل ما يجري الآن.
حرب وفي حديث له امس اعلن ان يوم 14 فبراير لن تعلن فيه لوائح 14 آذار الانتخابية، مؤكدا على حق الناس في اختيار كتلة مستقلة قد تدعم موقف رئيس الجمهورية في الحياة السياسية، مستغربا اعتراض العماد عون عليها.
الخيارات الاستراتيجية
ورأى النائب مصطفى علوش ان السجال في الداخل سيرتفع من ناحيتين حول جدوى المفاوضة وحول الخيارات الاستراتيجية، معتبرا ان ما حدث في الايام الاخيرة من هجوم على رئيس الجمهورية من قبل المعارضة، يؤكد أن المرحلة المقبلة سترتفع فيها حرارة السجال السياسي.
وامل في ان يبقى الوضع هادئا والا ينتقل الى مراحل أخرى.
واشار علوش الى ان ما يحاول ان يقوم به حزب الله هو مسايرة الوضع والاستمرار في الحوار، ولكن عمليا القرار لوجهة سلاح حزب الله وكيفية ان يكون ضمن الدولة الشرعية والتي هي بيد ولاية الفقيه في ايران وليست بيد اي طرف داخلي، موضحا ان الحزب يعمل على بناء ما يريد ان يبنيه خارج اطار الشرعية وخارج اطار كل منطق توافقي في لبنان.
واكد علوش ان هناك احتمالا لأن يلجأ الطرف الممانع الى 7 مايو جديد في حال شعر بأنه محشور سياسيا.
انقاذ البلد
من جهته، رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نعمة الله ابي نصر ان الانتخابات المقبلة هي انتخابات مصيرية، مشيرا الى اننا نحتاج الى قيادات تستطيع ان تأخذ القرارات التي يتطلبها انقاذ البلد مما يتخبط فيه من فساد وازمات. ورأى ان الامور تسير نحو الاسوأ. وان معالجة تداعيات حرب غزة تكون بتضامننا وفي وضع المصلحة الوطنية فوق اي مصلحة أخرى.
اتفاق الدوحة
وطالب الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر الدولة والحكومة بموقف واضح يتفق مع اتفاق الدوحة ومندرجاته.
ولفت الى ضرورة اعتماد استراتيجية دفاعية ترتكز على استراتيجية المقاومة التي وحدت الوطن، معتبرا ان مبادرة السلام العربية قد ولدت ميتة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )