يتوافد على العاصمة الأميركية واشنطن اليوم اكثر من اربعة ملايين مواطن أميركي لمشاهدة اللحظة التاريخية لاسدال الستار على فترة رئاسة جورج بوش والاحتفال بدخول باراك اوباما ضيفا جديدا على البيت الابيض.
ويحفل تنصيب اي رئيس أميركي جديد بالمراسم والطقوس التقليدية المتمثلة باستعراضات حرس الشرف والتحيات العسكرية والمسيرات والخطب، اضافة الى المهرجانات والاحتفالات، ويتطلع الأميركيون بشغف كبير لسماع خطاب تنصيب اوباما الذي من المتوقع ان يكون بقوة خطاب داعية حقوق الانسان مارتن لوثر كينغ في اوج فترة صراع الحقوق المدنية عام 1963 ويتناول خلاله مضمون حملته الانتخابية التي رفعت شعار «التغيير» ودفعت به كأول رئيس أميركي اسود.
وفي انطلاق مراسم حفل التنصيب الذي حمل اسم «نحن واحد: احتفالات تنصيب أوباماعند نصب لينكولن» حضر الرئيس الاميركي المنتخب أمس الاول الى نصب ابراهام لنكولن في واشنطن للمشاركة في حفل موسيقي بمناسبة تنصيبه بحضور مئات الآلاف من الأشخاص.
وظهر اوباما مبتسما وهو يرتدي معطفا اسود الى أعلى النصب التاريخي امام تمثال الرئيس الذي يعتبره مثاله السياسي الأعلى، ترافقه زوجته ميشال مرتدية معطفا أنيقا ابيض.
وسبق اوباما وزوجته نائب الرئيس المنتخب جو بايدن وزوجته جيل. واحتشد المشاركون في الحفل على امتداد مئات الأمتار وصولا الى الحديقة التي تفصل ما بين النصب ومبنى الكابيتول «مقر الكونغرس» مقر البرلمان الذي سيؤدي فيه اوباما اليمين اليوم.
كما شارك في الحفل مشاهير امثال بونو وبروس سبرينغستين وجون بون جوفي وبيونسيه وجيمس تايلور.
وقرأ الممثل توم هانكس واحدة من ابرز الأقوال المأثورة للرئيس لنكولن «كما ارفض ان أكون عبدا، ارفض ان أكون سيدا.
هذه هي فكرتي عن الديموقراطية». فيما عرضت على شاشات عملاقة صور للرئيس الأميركي السادس عشر.
وسيكون من ابرز رموز تنصيب اول رئيس اميركي اسود اقامة الاحتفال تحت ظلال الرئيس ابراهام لينكولن محرر العبيد بل وتحت انظار تمثاله الضخم في الساحة الوطنية كما ان كلمة اوباما في حفل تنصيبه ستحمل عنوان «مولد جديد للحرية» وهى عبارة اقتبسها من احدى خطب لينكولن الذي يعتبره نموذجا يحتذى ومصدرا لالهامه لان لينكولن اشتهر بكونه زعيما كاريزميا ثوريا مجددا وعد بالتغيير ونفذه.
وتعد مراسم تنصيب اوباما الاكثر كلفة وشعبية وحضورا وتغطية ومشاركة بين جميع مراسم التنصيب السابقة التي بلغ عددها 68 تنصيبا لـ 43 رئيسا، وتبلغ التكلفة المتوقعة لاحتفالات تنصيب اوباما 75 مليون دولار رغم حرص فريقه على بساطة الاحتفالات بالنظر لمرور أميركا والعالم بازمة اقتصادية كبرى، ومن المتوقع ان يكون الحفل هو الاضخم والاكثر حفاوة برئيس جديد على مدى التاريخ الأميركي.
وفيما يتعلق بالملفات التي تنتظر الرئيس الجديد قالت مصادر أميركية أن أوباما يعتزم الاجتماع مع هيئة الأركان وكبار القيادات العسكرية غدا أي بعد يوم من توليه الرئاسة رسميا وذلك لمناقشة الحرب على العراق.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مصدرين في الفريق الانتقالي أن الخطوة تأتي في سياق التزام أوباما بوعود حملته الانتخابية التي رفع خلالها شعار سحب كل القوات الأميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرا.
والهدف من الاجتماع بعث إشارة لأنصاره برغم تركيزه على الأزمة الاقتصادية إلا أن العراق مازال على رأس أولويات الإدارة الجديدة.