فيما كان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الرئيس الـ44 للبلاد يستعد لتولي سدة الحكم، أمضى الرئيس السابق جورج بوش يومه الأخير في منصبه وهو يتحادث على التلفون.
وقام بوش الأقل شعبية بين الرؤساء الأميركيين وفق استطلاعات الرأي، بتوديع عدد من زعماء العالم أمس الاول عبر اتصاله بكل من رئيس الحكومة اليابانية تارو أسو ورئيس وزراء بريطانيا غوردون براون، والرئيس المكسيكي السابق فيسنتي فوكس.
وأمضى بوش عطلة نهاية الأسبوع في منتجع «كامب ديڤيد» قبل عودته إلى واشنطن لاستضافة عشاء خاص مساء الأحد لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، بالإضافة إلى مشاركته القصيرة في حفل استقبال أقيم لموظفين سابقين وحاليين خدموا خلال ولايته التي امتدت على مدى ثماني سنوات.
ولوحظ تخلف الرئيس الأميركي جورج بوش عن الاتصال برئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود لتوديعه قبل تسليم منصب الرئاسة لخلفه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأسترالية «آي آي بي» نقلا عن رود قوله أمس في مقاطعة أدلايد الأسترالية انه لم يتلق اتصالا من بوش.
كما تلقى بوش اتصالا هاتفيا من كل من الرئيس الروسي دميتري مدڤيديڤ ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وذكر الجهاز الإعلامي للكرملين امس الاول أن مدڤيديڤ شكر ـ في اتصاله ـ بوش على التعاون، معربا عن أمله في تسيير علاقات بناءة مع الإدارة الأميركية الجديدة.
من جانبه أكد بوتين ان علاقاته مع بوش كانت ودية وصريحة وواقعية، وقال الجهاز الصحافي لرئاسة الوزراء إن بوتين أشار الى حدوث تقدم ملحوظ خلال السنوات الماضية في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري وكذلك في مجال التصدي للارهاب الدولي.
وفي آخر يوم له في موقع القرار خفف بوش العقوبة المفروضة على اثنين من حرس الحدود الأميركية أدينا في حادث إطلاق نار على رجل يشتبه في كونه مهربا للمخدرات على الحدود مع المكسيك.
وطالب مشرعون من الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديموقراطي) الرئيس الأميركي بالعفو عن خوسيه ألونسو كومبيان وإغناسيو راموس وكلاهما من الباسو بولاية تكساس، أدينا في نوفمبر الماضي وحكم عليهما بالسجن 12 عاما و11 عاما على التوالي.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن بوش، الذي رفض في السابق طلبات بالعفو عنهما، وافق على إطلاق سراحهما في العشرين من مارس المقبل، وسيبقى كل منهما قيد المراقبة لمدة ثلاث سنوات كما سيدفعان غرامة تقدر بألفي دولار.
انتقاد أخير لبوش
في هذه الأثناء انتهز كتاب المقالات الافتتاحية في انحاء العالم آخر فرصة واستغلوا مقالاتهم المطبوعة ليوجهوا الاتهامات الى الرئيس الأميركي جورج بوش بتشويه سمعة الولايات المتحدة من خلال ما يــرى كثيرون انهـــــا قيادة مصابــــة بالغرور وتفتقــــر للكفـــاءة.
وذكرت بعض المقالات الافتتاحية رغم كل انتقاداتها ان المؤرخين قد يكونون أكثر رحمة في وقت لاحق عن اولئك الذين يكتبون الآن المسودات الاولى للتاريخ.
ويرى بعض مؤيدي بوش انه حقق نجاحا من خلال عدم حدوث هجمات بعد 11 سبتمبر.
ووصفت صحيفة سودويتش تسايتونج الالمانية الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في مقال بعنوان «بوش زعيم ضعيف غرق في منصبه» بأنه كان «فاشلا».
وقالت «لقد خلط بين العناد والمبادئ. أصبحت أميركا غير متسامحة وسيستغرق الامر وقتا طويلا لإصلاح هذا الضرر».
وأشادت اسرائيل كثيرا بنوايا بوش وليس بالضرورة بانجازاته. وقالت صحيفة جيروزاليم بوست اليومية اثناء زيارة بوش الاخيرة «من بين كل رؤساء أميركا على مدى الستين عاما الماضية من الصعب التفكير في صديق أفضل لاسرائيل من جورج بوش».
وكانت صحيفة تورونتو غلوب الكندية قاطعة في تنديدها ببوش، وقالت «وداعا يا أسوأ رئيس على الاطلاق».
وكتبت صحيفة صنداي تايمز في لندن «بوش يترك بلدا واقتصادا ممزقا». وقالت ان الديون الأميركية والبطالة تضاعفت في عهده.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية انه دخل البيت الابيض وفائض الميزانية 128 مليار دولار لكنه يغادره وقد بلغ العجز 482 مليار دولار.
وقالت «انه يترك العالم يواجه أكبر أزمة منذ الكساد (العظيم) والشرق الاوسط مشتعل وسمعة الولايات المتحدة في أدنى مستوى».
واضافت «كيف سيحكم التاريخ على جورج دبليو؟ في الجانب الايجابي بعد هجمات 11 سبتمبر حقق ما أصبح الاولوية الاولى له: وهو منع معاناة بلاده من هجوم آخر على اراضيه. واصيب تنظيم القاعدة بضعف كبير».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )