بعد نحو 13 ساعة من تنصيب الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما، أعلن الجيش الإسرائيلي اكتمال انسحابه من قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح امس، وقال متحدث باسم الجيش «بحلول صباح الامس غادر آخر جندي من قوات الدفاع الإسرائيلية قطاع غزة وانتشرت القوات خارج غزة وهي مستعدة لأي أحداث».
لكن حركة حماس سارعت الى الاعلان ان الانسحاب الاسرائيلي لا يكفي ولا يحل المشكلة، مجددة مطالبتها برفع الحصار بشكل كامل وفتح كل المعابر.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان «انسحاب الاحتلال لا يكفي ولا يحل الازمة، فالمطلوب فك كامل للحصار وفتح كل المعابر حتى يعيش شعبنا بأمن وأمان كباقي شعوب المنطقة».
واضاف «نحن قلنا في شكل واضح منذ البداية بوقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر ثم نتحدث في اي موضوع بما فيه موضوع التهدئة».
وتابع برهوم ان «خطوة الانسحاب الاسرائيلي تؤكد ان السبب في مأساة قطاع غزة هو وجود الاحتلال، والعدوان الاخير على غزة هو السبب والمقاومة كانت نتيجة، وبالتالي اذا زال السبب فبالإمكان ان ننظر في كل التفاصيل، من هنا فان تواصلنا مع الجانب المصري لايزال قائما».
وأوضح ان «حماس لاتزال متواصلة مع القيادة المصرية وتتجاوب مع الجهد المصري حتى يتم انهاء أزمة قطاع غزة بفك الحصار ووقف العدوان. ومازلنا نأمل ان تنجح هذه الجهود في انهاء معاناة مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة».
وبدأت القوات الاسرائيلية الانسحاب من القطاع مساء الأحد الماضي بعد ساعات من إعلان إسرائيل وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار لتضع نهاية لعملية استمرت 22 يوما.
الى ذلك، أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس استئناف العمل ابتداء من الامس في جميع وزاراتها ومؤسساتها المدنية.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو في بيان صحافي «بدء العمل في جميع الوزارات المدنية والمؤسسات والدوائر الحكومية بدءا من اليوم الاربعاء».
ودعا المتحدث جميع الموظفين الحكوميين الى التوجه الى أماكن عملهم لاستئناف أعمالهم، واعتبر «ان هذه الدعوة تأتي من اجل استئناف الحياة اليومية وجهود إعادة الاعمار في قطاع غزة بعد الحرب الضارية التي شنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على القطاع على مدار ثلاثة وعشرين يوما».
على صعيد متصل اشترطت الحكومة الفلسطينية المقالة أن تتولى الإشراف المباشر على عمليات إعادة اعمار قطاع غزة اثر العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، موضحة أن تكاليف الأعمار تتجاوز ملياري دولار أميركي.
وقال يوسف المنسي وزير الأشغال والإسكان في الحكومة المقالة في مؤتمر صحافي بمدينة غزة «إن الحكومة وضعت خططا شاملة سيجرى تنفيذها بالتنسيق مع المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لإعادة الاعمار وهي تؤكد أنه لن يحدث أي أعمار دون اشراف وتنسيق الحكومة الشرعية في غزة».
لكن المنسي قال إن الحكومة المقالة لا تمانع في التنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله في الإشراف على إعادة اعمار غزة خاصة في سياق حكومة وحدة وطنية.
وقدر المنسي تكاليف إعادة اعمار القطاع بمبلغ يتجاوز ملياري دولار أميركي بما يشمل تكاليف إيواء عاجلة للأسر المتضررة وإزالة أنقاض المنازل والمقرات المدمرة وإعادة الاعمار.
وذكر أن 20 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة دمرت بشكل كامل ولم تعد صالحة للسكن على أثر القصف والتدمير الإسرائيلي، لافتا إلى أن الحكومة المقالة كانت بدأت عملية الاعمار والإيواء بتقديم مبلغ مليوني دولار أميركي للأسر المتضررة كإغاثة عاجلة.
ودعا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى المشاركة الفاعلة في إعادة الاعمار، مشددا على وجوب أن تكون الحكومة في غزة هي الجهة المشرفة على عملية الاعمار «التي يجب ان تقترن برفع الحصار عن القطاع وفتح جميع المعابر دون قيود».
من جهة أخرى قال العميد حسين أبو عازرة قائد الأمن الوطني التابع للحكومة المقالة إن وزارة الداخلية في غزة نجحت في ضبط الأوضاع الأمنية الداخلية خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على الرغم من استهداف كل المقرات والمنشآت الأمنية التابعة لها.
وقال أبو عازرة في مؤتمر صحافي عقده بمقر مجمع الأجهزة الأمنية «السرايا» الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في غزة «إن خطة على مسارين أحدهما بالمقاومة والآخر أمني نجحت الحكومة في تطبيقها بمواجهة العدوان الإسرائيلي».
وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت خلال عمليتها العسكرية 21 موقعا للأمن الوطني في القطاع، مؤكدا في المقابل تواصل عمل الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن الداخلي وضبط الأوضاع الداخلية وفق خطة طوارئ معدة مسبقا.
من جانب، آخر التقى رئيس الهيئة السياسية والامنية في وزارة الجيش الاسرائيلي عاموس جلعاد في القاهرة امس رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان قبل يوم من لقاءات يفترض أن يعقدها المسؤولون المصريون مع وفد من حركة حماس.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )