بعد اجتماع له مع كبار المستشارين والجنرالات وقع الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما، وفي أوضح خطوة لانسلاخ الرئيس الجديد عن سياسات سلفه جورج بوش، أمس أمرا تنفيذيا ينص على اغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا خلال سنة كما أصدر أوامره بوضع خطط لانسحاب نهائي للقوات القتالية من العراق.
ووصف أوباما الاجتماع بـ «المثمر» والذي تلقى خلاله «تقييمات» من النخبة العسكرية عن الأوضاع في العراق، وقال: «خلال المناقشات طلبت من القيادة العسكرية الانخراط في وضع الخطط الضرورية الإضافية من أجل تنفيذ عملية انسحاب عسكري مسؤول من العراق».
وأضاف أوباما أنه في الأيام والأسابيع المقبلة سيعيد النظر في الموقف في أفغانستان من أجل وضع سياسة شاملة للمنطقة بأكملها.
يذكر أن أوباما تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب جميع القوات القتالية من العراق خلال 16 شهرا وترك مستشارين ومدربين فقط.
بغداد مستعدة
في المقابل، اكد الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية امس ان بلاده جاهزة لتولي المهام الامنية في حال انسحاب مبكر للقوات الاميركية التي تحدد مغادرتها في آخر العام 2011 بحسب اتفاقية أمنية مبرمة بين البلدين.
وقال اللواء محمد العسكري «اذا تم الانسحاب وفقا للاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن، فهذا امر جيد».
وتنص الاتفاقية الامنية على انسحاب جميع الوحدات العسكرية الاميركية من المدن منتصف العام الحالي، وانسحاب كامل للقوات من البلاد في نهاية العام 2011. وأكد العسكري «اما اذا كان هناك انسحاب قبل موعده، فنحن كقوات عراقية قد تهيأنا لهذا الامر».
وشدد على ان «قواتنا تمارس مهامها منذ العام الماضي، بشكل كامل دون الاعتماد على القوات الاميركية الا فيما يتعلق بالإسناد الجوي والمعلومات الاستخباراتية».
اعادة نادرة
وكان أوباما وفي إعادة نادرة، أدى اليمين الدستورية مرة ثانية، بعد الخطأ الذي ارتكبه رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، خلال حفل التنصيب الثلاثاء، الأمر الذي أدى إلى تلعثم الرئيس الجديد، حيث وردت كلمة «بأمانة» خارج سياقها بسبب خطأ ارتكبه رئيس المحكمة العليا، الذي قلب تسلسل الكلمات الواردة في نص الدستور.
وأدى أوباما اليمين الجديدة أمام روبرتس نفسه في قاعة الخرائط في البيت الأبيض بتمام السابعة والنصف مساء امس الاول.
وقال مستشار البيت الأبيض، غريغ كريغ امس الاول، في بيان مطبوع: «نحن نعتقد أن أداء اليمين الدستورية في المكتب تم بصورة جيدة، وأن الرئيس أدى اليمين بصورة ملائمة أمس (الثلاثاء)».
وأوضح البيان أن كلمة واحدة جاءت في خارج سياقها الحقيقي، في إشارة إلى كلمة «أمانة» التي تأتي بعد كلمة الولايات المتحدة، رغم أنها كانت تلي كلمة «سأنفذ».
وتنص اليمين الدستورية على التالي: «أنا (باراك حسين أوباما) أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهمات منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وسأبذل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة، والذود عنه».
غير أن روبرتس أخطأ في موضع كلمة «أمانة»، فجاءت كلماته على النحو التالي:
«أنا باراك حسين أوباما أقسم أنني سأنفذ مهمات منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بأمانة، وسأبذل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه».
استبدال حرفين
كذلك استبدل حرف جر بدل آخر، إذ كان عليه أن يستخدم of بدلا من to التي استخدمها روبرتس في تلقين أوباما اليمين، الأمر الذي ترتب عليه تلعثم أوباما، واضطراره لإعادة الكلمات الثلاث مرة أخرى، أثناء أدائه اليمين الدستورية، غير أن روبرتس أعاد الترتيب الخاطئ نفسه مرة أخرى.
وتنبهت الصحف الأميركية لأخطاء روبرتس، واعتبرتها سلوكا غير مقبول من جانبه كرئيس للمحكمة العليا، رغم أنه غير مقصود، لأنه يظهر الرئيس الجديد وكأنه «رئيس مرتبك ومشوش».
وخلال مأدبة الغداء التي تلت المراسم، تبادل روبرتس وأوباما الكلمات، وبدا أنه (روبرتس) يعتذر من الرئيس قائلا له: «أتحمل مسؤولية الخطأ».