بيروت ـ عمر حبنجر
اكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان طاولة مجلس الوزراء هي مكان التلاقي وتبادل وجهات النظر، مستبعدا التوافق على كل الامور دفعة واحدة.
السنيورة وصف بعض التصريحات الـــــوزاريـــة «بالمفرقعات» التي تطلق خارج مجلس الوزراء، وقال انها ليست مفيدة، وان مجلس الوزراء هو المكان الذي يقول فيه كل وزير ما يريده، وأضاف: علينا ان نضع نصب أعيننا ان هناك اتفاقا جرى، متطلعا الى النقاش بشكل موضوعي وحضاري.
السنيورة كان يتحدث الي الصحافيين بعد ادائه صلاة الجمعة ككل يوم جمعة، وردا على حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ان اقرار الموازنة العامة لن يتم كما كان يجري في السابق، قال ان الرئيس بري كان موجودا في الموازنات التي اقرت سابقا في مجلس النواب والتي اصبحت قانونا فكيف يتحدث عن مخالفات، كان هو من المصوتين عليها؟
ووصف السنيورة كلام بري «بغير الدقيق وغير المفيد».
وعما قيل من ان العماد ميشال عون سيتقدم بمشروع قانون لالغاء الضريبة على البنزين، قال السنيورة: لو ان هنالك امكانية لذلك، لطرحت انا مشروعا لالغاء الضرائب في لبنان، وسأطلب من العماد عون ان يؤمّن الاموال اللازمة لتسديد المبالغ المترتبة على الدولة.
ورفض السنيورة اطلاق الكلام للاستهلاك السياسي، واستعمال الشعارات، وتوقع ان يزيد عجز الموازنة هذه السنة عن 30%.
وعن طاولة الحوار المقرر انعقادها بعد غد الاثنين قال: علينا ألا نتوقع ان يتم شيء بكبسة زر، وربما ليس بالامكان التوافق على كل الامور دفعة واحدة.
وشدد السنيورة على اهمية وضع استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون واعتبر في كلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكويت نقلة اساسية، وانه سيفتح نافذة كبيرة للعرب والمسلمين.
واشار الى انه مع تسلم الادارة الاميركية الجديدة، هناك نفس جديد ومنطلقات جديدة ينبغي التعامل معها.
وامل السنيورة ان يسرع الاشقاء في سورية بتعيين سفير لهم في لبنان، مجددا القول ان انشاء العلاقات الديبلوماسية خطوة جيدة واساسية.
وهكذا نرى ان الملفات السياسية الداخلية التي استراحت طوال اسبوع القمم العربية، تحركت مجددا، وعادت الحدة لتسيطر على لهجة بعض القوى، مع طرح الحلول الجذرية للمسائل المالية المرتبطة بمشروع الموازنة العامة الذي استقطب الاهتمام الكلي في جلسة مجلس الوزراء أمس، مصحوبة برفض رئيس المجلس نبيه بري تمرير ما يصفه بالمخالفات في مشروع الموازنة العامة، وتهديد 8 آذار بالثلث المعطل في مجلس الوزراء، في حال اصرار الأكثرية على تمرير المشروع كما تراه.
الكتلة الوسطية
وأكثر ما لفت المراقبين في بيروت استنكار قوى 8 آذار لكل المنابر والمواقع لإحباط مشروع الكتلة النيابية الوسطية التي يعمل لها أصدقاء الرئيس ميشال سليمان، والذين يرون فيها الملاذ جميع القوى ـ المسيحية خصوصا التي ترفض البقاء تحت مظلة تيار العماد ميشال عون بقدر ما ترفض الانتقال الى تحت مظلة القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.
هذه التحمية للأجواء السياسية الداخلية، ستتبلور مواقف أشد حدة، في اجتماع هيئة الحوار الوطني، في القصر الجمهوري يوم الاثنين، حيث سيكون مشروع الاستراتيجية الدفاعية على الطاولة، وسط فريق 8 آذار الذي يرى ان مناقشة سلاح حزب الله بعدما تمخضت عنه حرب غزة، خارج اطار الزمان والمكان اليوم، وآخر لا يشدد على سلاح حزب الله الآن، بقدر ما يشدد على توصيفه وعلى رسم حدود علاقته بالدولة.
تحضيرات انتخابية
إذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله، ترى في الكثير من التحركات الراهنة، تحضيرات انتخابية واضحة، ومن هنا ابرازها حركة النائب ميشال المر على خط الكتلة الوسطية التي بدأ الإسهام في ترسيخها كفكرة سياسية، تمهيدا لتثبيتها كمحور انتخابي في الأيام القليلة المقبلة.
وانضم الرئيس السابق اميل لحود الى الحاملين على الكتلة الوسطية، بقوله ان هدفها اضعاف العماد ميشال عون انتخابيا.
بدوره الوزير السابق البير منصور، اتهم قوى 14 آذار بالوقوف وراء هذه الكتلة «من اجل السيطرة على عهد الرئيس سليمان» لكنه توقع الا يكون لها اي تأثير فعلي على الارض.
وقال منصور لإذاعة «النور» ان 14 آذار تحاول تحرير بعض المسيحيين من التبعية لها بإظهارهم كمستقلين، تمهيدا للسيطرة على هذا العهد كما سيطروا على عهد اميل لــحود.
وردا على سؤال حول موقف البطريرك صفير المؤيد للخط المسيحي الوسطي، ادعى منصور ان البطريرك صفير من 14 آذار، وهو مع تيار المستقبل والقوات اللبنانية.
الجميل: لسنا جاهزين للحلول
الرئيس الأسبق امين الجميل قال في حديث اذاعي امس ان الوضع ليس ناضجا بعد للخروج بنتائج سريعة من طاولة الحوار، معتبرا ان اهمية الحوار تكمن في انه قائم وان الاقطاب يلتقون، وذلك يؤدي الى المحافظة على الاستقرار من خلال التهدئة والحوار، اما القول اننا جاهزون فذلك ليس مؤكدا، خصوصا في ظل تمسك حزب الله بسلاحه، متوقعا تبلور الصورة خلال بضعة اشهر.
وعن الانتخابات التي ستجرى في يونيو كما هو مقرر، قال الجميل ان مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان قطعوا شوطا بعيدا في اعداد اللوائح الانتخابية، موضحا ان الصورة ستتبلور اكثر في الاسابيع المقبلة، وتحديدا في منتصف فبراير المقبل.