بيروت
عمر حبنجر- أحمد منصور
الأنظار في لبنان شاخصة نحو الجولة الجديدة من الحوار الوطني في القصر الجمهوري نهار غد الاثنين، في توجه قوى 14 آذار للمطالبة بتنفيذ المقررات السابقة، حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بنوع خاص، اما عن الاستراتيجية الدفاعية التي تثير تحفظات حزب الله في الوقت الحاضر، فقد أبلغ الرئيس ميشال سليمان مجلس الوزراء تأكيده أن المناقشة في مكونات الاستراتيجية الدفاعية، أظهرت «ان هناك نقاطا مشتركة بين كل الأفرقاء».
سليمان أطلع مجلس الوزراء أيضا على عزمه زيارة مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة في التاسع والعاشر من فبراير المقبل، بينما اطلع رئيس الحكومة مجلس الوزراء على عزمه زيارة المغرب في منتصف فبراير.
بدوره رحب رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأجواء المصالحة العربية ـ العربية التي بدأتها قمة الكويت، داعيا اللبنانيين والفلسطينيين الى ضرورة الاستثمار على مناخات التفاهم والتقارب العربيين من أجل اعادة انتاج الوحدة الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية، وتعزيز مناخات الوحدة الوطنية اللبنانية قائلا: كما كانت الساحتان اللبنانية والفلسطينية الأكثر تضررا من حالة التشظي في النظام الرسمي العربي وانقسام الرؤى بالتأكيد ان هاتين الساحتين ستكونان الأكثر استفادة من عودة العلاقات العربية ـ العربية الى سياقها الطبيعي الذي يجب ان تكون عليه في الموقف والتطلعات في أيام الرخاء فكيف في أيام الشدة؟
كلام الرئيس بري جاء خلال لقائه التشاوري مع رؤساء المجالس البلدية والاختيارية لقرى قضاء صور في قاعة أدهم خنجر في دارته في المصيلح بدعوة من اللجنة الانتخابية لكتلة التحرير والتنمية (دائرة صور).
وحول موضوع التعويضات على المتضررين جراء الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب والهبة السعودية قال الرئيس بري: «ومن العجب العجاب استمرار البعض المضي بسياسة العقاب للجنوبيين ليس بالاستفراد هذه المرة فقط انما باستغلال البعض بالتلطي تحت عنوان ان هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية إمعانا بسياسة المراوغة والمماطلة والمضي بالمخطط القديم الجديد».
وحول الانتخابات النيابية المقبلة دعا الرئيس بري ابناء الجنوب الى تحويل الاستحقاق الانتخابي استفتاء في مواجهة الاستهدافات التي يتعرضون لها من العدو وممن يفترض انهم ذوو قربى قائلا: ان حسم الجنوبيين لخياراتهم السياسية يجب الا يشكل على الاطلاق استرخاء حيال هذا الاستحقاق حتى تصدح كلمة الجنوب عاليا في سماء كل الوطن قائلا: انتم حفظتم لبنان في الوقت الذي كان على لبنان ان يحفظكم انتم بذلتم الغالي والرخيص فمن أحيا لبنان باستشهاده قادر على احيائه في اقتراعه وصوته وكما اوقفت صور الاسكندر هي من تجسد فيها اول مجلس تمثيلي لعله في التاريخ كله.
قواسم مشتركة
وبالعودة إلى استحقاق الغد، ينتظر ان تشهد جلسة الحوار الرابعة استكمال تأليف «لجنة جمع القواسم المشتركة» من الاستراتيجيات المطروحة، وذلك بانضمام مندوبي الأقطاب الأربعة عشر الى فريق عمل الرئيس ميشال سليمان الذي كان بادر للعمل على هذا الموضوع منذ بدء الحوار في القصر الجمهوري.
وسيطرح النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وثيقة مكتوبة تكرس نظرة الحزب للاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من النقاط ذاتها التي سبق ان طرحها الأمين العام للحزب حسن نصرالله قبل عدوان يوليو، كما سيطرح النائب بطرس حرب نظرته الى الاستراتيجية الدفاعية، التي تعتمد على الاجماع الوطني ومرجعية الدولة في قرار السلم والحرب.
وكان الرئيس سليمان طرح فكرة الاستراتيجية الوطنية الجامعة، تشمل النواحي الاقتصادية والمالية والتربوية والصحية والانمائية، وهذه تتطلب نقاشا ووقتا لانضاجها.
مصادر 14 آذار أكدت نيتها اثارة مقررات الحوار في جلساته السابقة، خصوصا السلاح خارج المخيمات الفلسطينية والقواعد العسكرية في «قوسايا» و«الناعمة» وغيرها من أماكن، والتي لا علاقة لها لا بالمقاومة ولا بالدولة، وسيتم تظهير هذا الموقف الأكثري عشية جلسة الحوار، أي اليوم الأحد.
رئيس حزب الكتائب أمين الجميل استبعد الخروج بحلول سريعة من جلسة الحوار المقبلة، بعد تصريحات حزب الله عن استمرار بقاء السلاح والتمسك بمنطق المقاومة، ورأى ان الوضع ليس ناضجا بعد، بما يكفل الخروج بنتائج سريعة، إلا ان أهميته تكمن في كونه لقاء للقادة حول الطاولة وبهدوء ليحاولوا تذليل بعض العقبات وتأمين الاستقرار من خلال الحوار والتهدئة.
المقاومة والجيش
الوزير السابق للمال دميانوس قطار شدد على ان الجيش هو الأساس في الدفاع عن لبنان، اما المقاومة فهي مكمل له مع انتهاء الاحتلال.
وعن الكتلة الوسطية التي تشغل الأوساط السياسية الآن قال ان طرحها تأخر كثيرا، ورأى ان لا حيادية في السياسة، وانما هناك استقلالية.
ووصف طاولة الحوار بطاولة احتواء الفتنة في الشارع، بل هي طاولة الالتقاء، معتبرا انها أنتجت حسنتين: الأولى تكرارها، والثانية وفرت فرصة للتفكير بسلام.
التوجه المتآمر
في غضون ذلك، انضم امس النائب السابق سليمان فرنجية الى العماد ميشال عون، في حملته على الكتلة الوسطية ودعا في حديث لتلفزيون «المنار» الى محاربة هذه الكتلة، ووصفه من يدعمها «بالتوجه المتآمر»، واعلن في ذات الوقت عن منحى جدي لدى قوى 8 آذار لترشيح احد الضباط الاربعة الموقوفين للانتخابات النيابية المقبلة.
لكن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي رفض تصنيف اللبنانيين بين فريقين سياسيين فقط (8 و14 آذار) لأن لبنان بلد متنوع، سائلا: هل المطلوب القضاء على هذا التنوع وحصر خيارات اللبنانيين بوجهتي نظر متناقضتين فقط؟
ولاحظ ميقاتي ان هناك من لا يميز بين الوسطية كخيار وطني والكتلة الوسطية كمشروع للتحالفات الانتخابية.
قهوجي: ملتزمون بالقرار 1701
من جهته، قائد الجيش العماد جان قهوجي شدد على التزام لبنان بمندرجات القرار 1701، وعدم جعل الحدود الجنوبية ساحة للعبث بالامن والاستقرار تحت اي شعار كان، لافتا الى التدابير المشددة التي اتخذت بالتعاون مع اليونيفيل وضبط الوضع جنوبا وملاحقة مطلقي الصواريخ.
العماد قهوجي الذي استقبله الرئيس ميشال سليمان امس، اكد الاستعداد التام لمواجهة اي عدوان اسرائيلي محتمل، مشيرا الى جهوزية الجيش لمواكبة الاستحقاق الانتخابي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )