بيروت ـ عمر حبنجر
عشية اللقاء الحواري الرابع اليوم الاثنين تكثفت الاتصالات والمشاورات البعيدة عن الاضواء لتجنب التصادم بين اقطاب الحوار حول النقاط الخلافية المعروفة وأبرزها الاستراتيجية الدفاعية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، اضافة الى المعطيات الانتخابية التي قد تساعد على تهدئة الاجواء، تبعا لتشابك المصالح الانتخابية وتداخلها.
الرئيس ميشال سليمان اكد امام زواره انه سيتمسك بجلسات الحوار، باعتباره عنصر تهدئة، كما انه ليس بصدد تبني اي مرشح للانتخابات أو جبهة تكريسا لاستقلاليته في الاستحقاق الانتخابي.
سليمان الذي سيقيم مأدبة غداء على شرف المتحـــاوريـــن
الـ 14، سيطلب منهم تسمية مندوبين عنهم في فريق العمل السياسي ـ العسكري الذي ألفه لدراسة الاوراق التي تلقاها او تلك التي ستعرض لاحقا، من اجل وضع تصور موحد لاستراتيجية تعنى بكل الشؤون الوطنية، بما فيها الشأن العسكري.
رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر ان حوار اليوم سيكون استفتاء على المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
لبنان وطن نهائي
واشار بري الى «انه ربما غاب عن بال هذا البعض ان اللبنانيين موالين ومعارضين يئنون تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية هي نتيجة تداعيات مثل هذا النوع من الخطابات ونتيجة عقلية المكابرة والاستفراد والاستئثار».
واعتبر الرئيس بري «ان الانتخابات النيابية ورغم أهميتها وضرورتها في الحياة السياسية والتي يجب ان ينخرط فيها الجميع اقتراعا وترشحا يجب ألا تعتبر مصيرية بالنسبة للبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، فالوطن ليس إرثا لطائفة أو لحزب او وقفا ذريا لأحد»، مشيرا «الى ان نتائج اي انتخابات تحدد معالم مرحلة سياسية ولا يجب ان تحدد أو تهدد مصير الاوطان».
وهو هنا يرد على تصريح للنائب سعد الحريري حول مصيرية هذه الانتخابات.
وقال الرئيس بري: وحده الذي يمكن ان يكون قد أخطأ بحق الوطن والمواطن ووحده الذي استهان أو يستهين بثوابت لبنان من حقه ان يخاف من محاسبة الناخب له في صناديق الاقتراع وبالتالي يعتبر الانتخابات النيابية مصيرية لمشروعه السياسي.
واكد بري ان «كتلة التحرير والتنمية النيابية» النيابية ستخوض الانتخابات النيابية باعتبارها استحقاقا وطنيا وليس استحقاقا ثأريا من احد وذلك وفق برنامج سياسي تشارك في صياغته وبلورته كل هيئات المجتمع المدني الثقافية والاجتماعية والشعبية للوصول الى مشروع يؤمن للبنان وحدته واستقراره ورسالته كوطن يمثل ضرورة حضارية لكل العالم.
وعاد للتأكيد على ضرورة اعطاء الجنوبيين حقوقهم بالتعويضات جراء اعتداءات اسرائيل وكفى استغباء للناس.
وقد اصبح الاخوان في المملكة العربية السعودية على بينة واضحة من التلاعب الذي حصل في التبرع الكريم الذي قدموه.
حزب الله: المقاومة خيارنا
بدوره، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد امس على المقاومة كخيار استراتيجي وعلى التزام هذا الخيار «مهما بلغت محاولات المتواطئين للقضاء على المقاومة».
رعد كان يتحدث في احتفال بذكرى مؤسس «رابطة الشغيلة» ظافر الخطيب، وقال: ان المقاومة بعد العدوان الصهيوني على لبنان وغزة، اكدت بشكل ملموس انها الخيار الاجدى للدفاع عن الارض والحقوق، مشددا على ان التضحيات في اطار التزام خيار المقاومة، مهما بلغت تبقى اقل بكثير من التفريط والتقديمات المجانية للعدو عند اعتماد اي خيار آخر.
وقال رعد: ان الذين يرفعون عقيرتهم اليوم ويتخذون من التضحيات والدمار الذي سببه العدوان ذريعة للانتقاص من جدوى خيار المقاومة والرهان عليه، ليس لديهم بديل لمواجهة العدوان ومقاومته الا الاستسلام له والخضوع لشروطه، وبين هؤلاء من يفترضون ضمنا وبخبث ومكر واضحين، ان المقاومة اذا كانت بهذه الكلفة فهي ليست سوى مغامرة وعملا طائشا، وكأنهم يفترضون ان السيادة والكرامة لا تستأهل تضحيات.
واكد رعد التمسك بخيار المقاومة والدفاع عنه ايا تكن الجهود التكميلية الاضافية التي يبذلها تحالف قوى العدوان على المقاومة في حرب يوليو 2006 بهدف نزع سلاح المقاومة، هذا الهدف الذي عجزت الحرب العدوانية عن تحقيقه لن تنجح كل محاولات شراء الذمم في تحققه عبر الانتخابات النيابية المقبلة.
وان الذين يرتعون في احضان اميركا وحلفائها في المنطقة ويستخدمون لبنان ساحة لتنفيذ سياسات التطبيع مع العدو لا يحق لهم ادعاء شرف الحرص على السيادة والاستقلال، وان من يريد تحويل لبنان الى مرصد استشعار غربي او متصهين لتحسس معدل نمو او ارتفاع منسوب المقاومة في العالم العربي لا يمكن ان يحفظ له التاريخ مكانا.
وان من حرض في السابق ولا يزال على اقفال معابر التواصل على الحدود بين لبنان وسورية، هو نفسه صاحب المشروع الذي حرض ولا يزال على اقفال معبر رفح والتنقيب عن الانفاق للمقاومين من اجل محاصرة غزة.
الاستراتيجية مضيعة للوقت
الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل اعتبر في تصريح له امس ان بحث الاستراتيجية الدفاعية «مضيعة للوقت».
وقال الجميل: ان المشكلة ليست في لبنان انما في الولاء، وهي تكمن في رغبة البعض في ربط استراتيجية لبنان باستراتيجية دفاعية اخرى، وقال ان سلاح حزب الله على حساب لبنان لانه مرتبط بشكل مباشر باستراتيجية دفاعية لدولة اقليمية، وليس للبنان اي علاقة.
وقال ان الاوضاع لا تبشر بالخير، متهما قيادات لبنانية لم يسمها، بخدمة مصالح اجنبية على حساب مصالح وطنية، من خلال منع تطبيق قرار انهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
«الوسطية» أيضاً وأيضاً
ووسط هذه المعمعة لم تغب التحركات الناشطة لانشاء الكتلة النيابية الوسطية، التي تحظى بتشجيع قوى 14 آذار، مقابل هجوم من قبل بعض قيادات الثامن من آذار، كاد يطول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي نفى امس، امام زواره اي علاقة له بكل ما يجري تداوله في موضوع هذه الكتلة.
وقال سليمان انه لن يساجل حول هذا الموضوع ولن يدخل في المعارك الانتخابية بل سيكون ضامنا لانتخابات نزيهة وحرة.
فرنجية أكثر نفورا من عون
ولاحظ متابعون ان موقف الرئيس سليمان من الهجمات التي شنت على الكتلة الوسطية، كان ذكيا للغاية، حيث اكد أنه لا يدعم اي مرشح، لكنه لا يستطيع ان يمنع احدا من ان يترشح للانتخابات النيابية، وهذا التوجه حمّال اوجه.
وخطأ هؤلاء القيادات المسيحية القائمة بالحملة ضد الكتلة الوسطية، ولاحظوا ان النائب سليمان فرنجية، كان الاكثر نفورا في هذا المجال، عبر تصريحه الأخير لتلفزيون المنار بعكس العماد ميشال عون الذي تفادى في حملته التهجم مباشرة على رئيس الجمهورية.
وفي رأي المتابعين القريبين من فكر بعبدا، ان الكتلة الوسطية ستنتشر مثل بقعة الزيت بين المرشحين، خصوصا في الاوساط المسيحية، حيث هناك من يحاول ان يبقى المسار السياسي محكوما للونين، ابيض او اسود، حيث لا مكان للرمادية التي يمكن ان تشكل بيضة القبان في السياسة كما في الانتخابات.
النائب جورج عدوان (القوات) تناول من بكركي ما وصفه بالهجمة ضد رئيس الجمهورية على خلفية الكتلة الوسطية، مشددا على ضرورة تحييد رئيس الجمهورية عن اي طرح لانه على رأس المسؤوليات وهو الحكم بكل ما يجري، وقال ان على الناخب ان يختار بين الوسطي او الاخضر او الاحمر.
عدوان طالب وزير الدفاع الياس المر الذاهب الى سورية بالعودة بأجوبة صريحة حول ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي لا علاقة له بالفلسطينيين.
في هذا السياق اوجب البطريرك الماروني نصرالله صفير وجود كتلة نيابية وسطية ترجح الكفة، فاذا مالت الى الشمال او الجنوب فان الامور تجري بسهولة اكبر.
وقال صفير اثر عودته من القاهرة امس الاول، ان الكتلة الوسطية ليست موجهة ضد العماد ميشال عون، وهي موجودة لدى كل الطوائف، لكن منها ما يظهر ومنها ما لا يظهر.
واضاف البطريرك الماروني قائلا: نحن لسنا متحيزين لاحد، انما من اجل اخراج البلاد من الوضع التي هي فيه.
وفي عظة الاحد من بكركي امس قال صفير: على كل منا ان يفحص ضميره ليعرف على اي مسافة هو من الحقيقة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )