لندن - عاصم علي
عام 2008 كان حافلا بالأحداث الأمنية والارهابية، إلا أن اللافت منها محاولات اعتداءات جرى التحضير لها من تجنيد وتدريب على شبكة الانترنت، لتنفذ ضد أهداف على الأرض.
وعلى رغم فشل معظم هذه الاعتداءات، إلا أنها أثارت مخاوف أجهزة الأمن البريطانية والغربية من أن يشهد عام 2009 استهداف ما بات يطلق عليه «اقتصاد الانترنت» الذي يؤمن ملايين الوظائف في العالم اليوم ويعتمد عليه الاقتصاد العالمي الى درجة تساءلت معها منظمة التعاون والتنمية في تقرير لها عام 2008 «هل أصبح الاقتصاد اقتصاد انترنت؟».
«الأنباء» تعيد فتح ملفات أحداث «ارهاب الانترنت» العام الماضي للنظر في المخاطر التي تحملها هذه الظاهرة الأمنية الجديدة للعام المقبل.
عندما وصل رجال الأمن البريطانيين إلى مطعم «جيراف» في مدينة اكزتر الإنجليزية لاعتقال انتحاري أراد تفجير نفسه وسط الزبائن، كانوا يتوقعون متشددا اسلاميا من أصول آسيوية أو عربية، لكن لم يخيل لهم أن يكون هدفهم شابا بريطاني المنشأ والمولد جندته «القاعدة» عبر شبكة الانترنت من منطقة الحدود الأفغانية ـ الباكستانية على بعد آلاف الأميال من المملكة.
وما فاجأ السلطات البريطانية أيضا أن الانتحاري نيك رايلي (22 عاما) الذي جندته «القاعدة» عبر غرف الدردشة والمنتديات الاسلامية على الانترنت، لم يتلق تدريبا خارج البلاد أو داخلها قبل تنفيذه العملية الفاشلة، بل تدرب على الانترنت على كيفية صنع قنبلة عبر لقطات ڤيديو ووصفات «منزلية» لكيفية تركيب المتفجرات عبر أدوات منزلية.
وهكذا أقدم رايلي الذي يعيش مع أمه كيم (40 عاما) وأخيه غير الشقيق اليوت (عشرة أعوام)، على تركيب قنبلة من زجاجات مشروب فارغة ومواد كيماوية و500 مسمار، ثم وضع شريطا مصورا يحوي وصيته التي تشمل تحية لـ «الشيخ أسامة»، وقال فيها لأبناء بلده البريطانيين إنه «يعشق الموت كما تعشقون الحياة»، لكن العملية فشلت عندما انفجرت القنبلة مبكرا عند مزج محتوياتها في حمام المطعم ما أثار انتباه العاملين فيه، والذين سارعوا الى ابلاغ الشرطة.
واللافت أن نيك رايلي تأثر كثيرا بالأشرطة الدعائية التي تنشرها «القاعدة»، إذ اكتشف المحققون البريطانيون الذين حللوا حاسوبه الشخصي أن هذا الشاب تفرج على 4262 شريطا من نوفمبر عام 2006 حتى قبيل اعتقاله في مايو الماضي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )