اجتمع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في القاهرة امس بوفد من حماس لبحث إمكانية تحويل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى هدنة دائمة وقضايا أخرى.
وجاء اجتماع سليمان بالوفد الذي يضم كلا من صلاح البردويل وأيمن طه وجمال أبو هاشم بعد لقائه بعاموس جلعاد مدير مكتب الأمن السياسي بوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن سليمان ومسؤولي حماس الذين جاؤوا الى القاهرة من غزة ودمشق بحثوا «الجهود المصرية لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة وكذلك إعادة فتح المعابر إلى غزة وسبل استئناف الحوار الوطني الفلسطيني».
ولم يعلق أي من المسؤولين المصريين أو الفلسطينيين مباشرة على المباحثات إلا أن أسامة حمدان ممثل حماس في بيروت أكد استعداد حركته «الالتزام بهدنة مدتها سنة» مع إسرائيل «شرط» رفع الحصار الإسرائيلي على غزة.
ومن المقرر أن يصل إلى القاهرة أيضا وفد يمثل حركة فتح لبحث استئناف محادثات المصالحة بين الحركتين.
كما أكد حمدان امس ان الحركة ستواصل «ادخال السلاح الى غزة والى الضفة»، وانها استأنفت بعد وقف اطلاق النار الذي بدأ في 18 الجاري تجهيز نفسها. وقال حمدان في مهرجان خطابي اقيم في مقر اليونيسكو في بيروت في ذكرى سقوط قيادي من «شهداء المقاومة» ضد اسرائيل في جنوب لبنان، «لم نعجز عن ادخال السلاح الى غزة في ذروة الحرب وتحت وطأة القصف».
واضاف ان «امتلاك السلاح حقنا وسنواصل ادخال السلاح الى غزة والضفة ولا يظنن احد اننا سنستسلم لاجراءاته».
خارطة الطريق
بموازاة ذلك، تولي إسرائيل أهمية كبيرة لزيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وسيحاول مسؤولوها خلال اللقاء معه استشراف توجهات الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما وسط توجس لديهم منه ميتشل بسبب أصول والدته اللبنانية وتقريره السابق بشأن أسباب اندلاع الانتفاضة.
فقد اعتبرت الصحف الإسرائيلية امس أن زيارة ميتشل إلى المنطقة الأسبوع المقبل وخصوصا إسرائيل الأربعاء المقبل غايتها إظهار إدارة أوباما جدية نواياها في التعامل مع قضايا المنطقة وعلى وجه خاص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن إسرائيل تتوجس من ميتشل لسببين الأول لأنه يعرف نفسه بأنه «أميركي عربي» كون والدته من أصل لبناني والسبب الثاني هو التقرير الذي أعده ميتشل في نهاية ولاية الرئيس الأسبق بيل كلينتون بشأن أسباب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية ودعا فيه إلى تعزيز الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية وتجميد الاستيطان.
وفي سياق متصل، رجحت مصادر سياسية إسرائيلية امس أن يعمل ميتشل على دفع تطبيق خطة «خارطة الطريق» للسلام في المنطقة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر القول إنها تعتقد أن هذه الزيارة ستتركز بشكل خاص على دراسة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة عقب العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل لمدة 22 يوما وأسفرت عن سقوط أكثر من سبعة آلاف قتيل وجريح. وأكدت المصادر أن ميتشل سيوصي بدفع تطبيق خطة خارطة الطريق.
انشقاق حتمي
ومن ناحية أخرى، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليڤني من حدوث «انشقاق حتمي» بين بلادها والولايات المتحدة في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية المزمعة في العاشر من فبراير المقبل. وأوضحت ليڤني أن تشكيل حكومة يمينية متطرفة في أعقاب الانتخابات المقبلة سيظهر إسرائيل على أنها «رافضة للسلام» أمام واشنطن.
ورأت زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي أن واشنطن ستمارس الضغوط على إسرائيل بدلا من ممارستها على إيران في حال تشكيل حكومة إسرائيلية لا تدعم تسوية السلام القائمة على حل إقامة الدولتين.
وقالت ليڤني قبيل زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط «إن مهمة ميتشل ستكون إيجابية في ظل حكومة تعتزم الاستمرار بنفس السياسة الديبلوماسية الحالية».
لكن حزب الليكود اليميني أعرب عن رفضه لتصريحات ليڤني قائلا إن ليڤني تخشى تعرض حزبها للهزيمة في الانتخابات المقبلة.
ويتصدر حزب الليكود استطلاعات الرأي بهامش ضئيل قبيل إجراء الانتخابات الإسرائيلية.
اجتماع غير عادي
الى ذلك، عقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مساء امس الاجتماع «غير العادي» الثاني مع نظرائهم وزراء خارجية الدول العربية وذلك لمناقشة الاوضاع في غزة. وترأس الاجتماع وزير خارجية التشيك كارل شوارزينبرغ الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي. وقال مكتب رئاسة الاتحاد الاوروبي التشيكي في تصريح صحافي قبيل الاجتماع انه يتم عقد تلك الاجتماعات للبحث عن طرق لمساعدة سكان غزة في وضعهم الانساني «الصعب» وذلك بأكبر قدر من الكفاءة الممكنة وللتعريف بدور واستراتيجيات الاتحاد الاوروبي في البحث عن طريق تجاه وضع امني اكثر استقرارا في الشرق الاوسط.
يذكر ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عقدوا اجتماعا مماثلا مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليڤني في بروكسل الاربعاء الماضي ناشدوا فيه الاتحاد الاوروبي الحصول على التزام اسرائيلي بالسماح للمساعدات الانسانية بالمرور الى قطاع غزة.
في نفس السياق قال مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام توني بلير امس إن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورية من أجل إعادة اعمار قطاع غزة وأنه بدون هذه الوحدة سيكون الحديث عن إعادة الاعمار أمرا صعبا.
وأضاف بلير خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله بالضفة الغربية بعد لقائه رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض «ان أي حكومة جديدة يجب أن تبنى على أساس تفاهم ووحدة وطنية حقيقية، تقود إلى قيام دولة فلسطينية».