Note: English translation is not 100% accurate
العماد سليمان: قادرون على احتواء الأمور بالتعاون مع المواطنين
الأربعاء
2006/11/15
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1259
بيروت ــ عمر حبنجر
الصفحة اللبنانية ملآى بالاحداث الحاصل منها، والمنتظر ان يحصل، وزراء مستقيلون ومشاورات معطلة، وفيما التقارير الديبلوماسية تتحدث عن استعدادات عسكرية اسرائيلية للثأر من الاخفاق امام المقاومة في جنوب لبنان، نجد من يقرع طبول التظاهر في الشوارع تحت عنوانين متعارضين «حكومة الوحدة الوطنية» او الدفاع عن الشرعية.
وكلا العنوانين قابل للتحقيق فيما لو صفت النوايا، واغلقت النوافذ المفتوحة على الخارج، لكن من شب على شيء شاب عليه، كما تقول الامثال اللبنانية، وربما هذا لب المشكلة، او المشاكل اللبنانية المتتالية.
آخر الوصفات العلاجية للوضع المأزوم نجدها في التهديد المتبادل بين اركان قوى 14 مارس التي تمثل الاكثرية النيابية في لبنان (71 مقابل 57 نائبا) وبين اركان تحالف حزب الله ـ امل ـ التيار الوطني الحر، الشارع بالشارع والبادئ اظلم. بمعنى، ان اي دعوة للتظاهر من هذا الاتجاه ستقابلها دعوة من الاتجاه الآخر الى شارع آخر.
وماذا سيحل بالوضع الامني الممسوك والاقتصادي المتماسك امام هدير الشوارع الغاضبة والمحقونة بالعوامل السياسية، المشحونة بالنعرات الطائفية والمذهبية لاهداف غالبا ما تكون ابعد من تلك الظاهرة في الصورة؟
الامن هو الاساس، الامن السياسي، والامن الاجتماعي والامن الفردي ايضا، مثل هذه العناصر الحيوية في حياة اي مجتمع او دولة، تبدو مهددة في لبنان، استشراس الانانيات السياسية، وتراجع المفاهيم الوطنية امام زحف المصالح الذاتية المكسوة بشفافيات جاذبة للناس، كل في الاتجاه الذي يناسبه. اللبناني مهما تشظى سياسيا او طائفيا او حتى امنيا تبقى الدولة التي يعمل ضد هواها احيانا، ملجأه والملاذ.
وفي الحالة الحاضرة، الناس بأكثريتهم الصارخة، الاقتصاديون، رجال المهن الحرة، المستقلون او لنقل غير المرتبطين باحزاب او ايديولوجيات، يبحثون عن الجهات المعنية بأمنهم عن واجب ومسؤولية وليس على طريقة انصر اخاك ظالما او مظلوما، الجهات التي تتخطى في موقفها ودورها، الصراعات الشخصية او الفئوية التي منها الكثير فيما يحصل الآن، انطلاقا من مسؤولية وطنية مبنية على تربية وطنية، تجعل المفهوم الوطني للامن في رأس قائمة اولوياتها الدائمة.
الجيش والقوى الامنية هما الآن جدار الحماية للبنانيين امام المخاطر الناجمة عن التمددات الاقليمية في الشارع اللبناني. ان انضمام الآلاف من الشبان الى طواقم الجيش وقوى الامن الداخلي وعلى نحو فاق الموازنات المقررة للمؤسستين لا يعبر فقط عن حاجة كل هؤلاء للعمل، بقدر ما يعبر عن عدم الثقة بأن الاحزاب والميليشيات والتيارات لا يمكن ان تكون البديل ابدا.
وامام هذه الصورة المشهدية للواقع اللبناني الراهن، والذي يأخذ بتلابيب اهتمامات كل مواطن كويتي او خليجي او عربي بالاجمال، نظير المحبة والاعجاب اللذين يكنهما كل هؤلاء لوطن الارز «العاجق للكون»، كان لا بد من الوقوف على رأس اصحاب الشأن الامني بالذات، منهم نطمئن وعبرهم نطمئن الناس.
التفاصيل...
اقرأ أيضاً