بيروت ـ عمر حبنجر
الواقع لم يغالط التوقعات وانتهى لقاء الحوار الوطني الرابع في القصر الجمهوري دون قرارات او مواقف حاسمة سوى قرار عقد الجلسة الخامسة في 2 مارس المقبل لكن كانت هناك ملاحظات، أو تمنيات من الرئيس ميشال سليمان على استمرار التهدئة الحاصلة، وتجنب المواقف النافرة، التي قد تقود إلى الأسوأ.
وشارك في الجلسة الحوارية التي ترأسها الرئيس ميشال سليمان، واقطاب الحوار الاربعة عشر، والذين وصلوا تباعا الى قصر بعبدا، أولهم النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي ومن ثم الرئيس أمين الجميل فرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، فرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ثم رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون فالنائب اغوب بقرادونيان، والنائب غسان تويني فالوزيران الياس سكاف ومحمد الصفدي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومن ثم وصل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، واخيرا وصل النائب بطرس حرب، الذي شرح نظرته للاستراتيجية الدفاعية.
وحصلت لقاءات «على الواقف» قبل انعقاد الجلسة، فكانت جمعة بين الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري، وانضم اليهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب غسان تويني، وتحادث الرئيس أمين الجميل مع النائب ميشال المر، ثم انتقل الجميل لمحادثة النائب جنبلاط فالدكتور سمير جعجع، بينما اختار العماد عون ممثل الارمن اغوب بقرادونيان فالنائب محمد رعد للتحدث إليهما.
واستهل الرئيس سليمان الجلسة بلفت الانتباه الى الاجواء الايجابية التي سادت قمتي الدوحة والكويت، وحث على الاستفادة من هذه التجربة خصوصا ان العدوان على غزة جاء بين جلستي الحوار اللبناني، ومن الاستفادة من الاجواء الايجابية للتشديد على التهدئة الاعلامية، وعدم التوتير في الشارع، بانتظار الجولة الحوارية الخامسة.
ووزع النائب بطرس حرب تصوره للاستراتيجية الدفاعية على الاعضاء ثم تلاه وعلق عليه ورد على استفسارات الحضور، وقد استفاض في الشرح والتعليق.
جديد جولة الحوار الرابعة تعيين ممثلين خبراء عسكريين للاقطاب والغداء الرئاسي على شرف المتحاورين والذي كان طبقه الاضافي موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات المطلوب نزعه واغلاق مواقعه في مختلف المناطق اللبنانية، لكن يبدو ان هذا الأمر بقي في اطار التمنيات باعتبار ان هذا السلاح ليس بيد من يحملونه او يضعون اصابعهم عليه.
حزب الله لا تصور مكتوباً
وكان حزب الله قاد حملة عشية مؤتمر الحوار اعتبر فيها ان المقاومة حق مشروع.
ولم يقدم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تصورا خطيا للاستراتيجية الدفاعية، كما كان متوقعا امس، انما تولي شرح هذا التصور شفهيا انطلاقا من الخطوط العريضة التي سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ان طرحها في حوار ساحة النجمة، وتجربتي حرب يوليو 2006 في لبنان وحرب غزة مؤخرا.
حق المقاومة
واستبق رعد اجتماع الامس، بالقول ان من يحاول مصادرة حق المقاومة المشروع تحت اي عنوان او ذريعة، إنما يمارس فعل الارهاب ويوفر الدعم للارهاب الذي تمثله اسرائيل.
بدوره مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب قال اننا نتمسك اليوم، واكثر من اي وقت مضى باستمرار سلاح المقاومة وتعزيزه، لا بل اننا نعمل على الاستيعاب التدريجي للقوى السياسية في اطار المقاومة وقال الموسوي ان ما جرى في غزة قدم درسين اساسيين، الاول مفاده انه ليس هناك من يحمي اي شعب سوى مقاومته، والثاني يؤكد على ضرورة تعزيز القدرات التسليحية للمقاومة واعلاء شأنها لتكون قادرة على ردع العدوان.
من جهته الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في منطقة الجنوب اشار الى معادلة جديدة بعد الذي حدث في غزة، وقال لن يكون البحث في الحوار حول نزع السلاح بل حول تعميم استراتيجية المقاومة على جميع اللبنانيين بل على جميع دول المنطقة.
الجميل وعناصر القيادة العامة
الرئيس امين الجميل وقبل انعقاد طاولة الحوار في جولتها الرابعة كشف عن ان احمد جبريل الامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة، ارسل نحو 150 عنصرا من منظمته الى انفاق الناعمة (جنوبي بيروت) مزودين بأسلحة متطورة ومرتبطة بمصالح اقليمية وبالتالي يتعين التفاوض حوله بين لبنان وسورية.
وقال الجميل ان هناك مربعات امنية اخرى امتدت الى منطقة جزين بدليل اغتيال الضابط الشهيد سمير حنا.
النائب بطرس حرب الذي طرح على مؤتمر الحوار تصوره للاستراتيجية، قال قبل الجلسة انه لا يشاطر حزب الله موقفه، معتبرا ان ما جرى في غزة ليس مماثلا لما جرى في لبنان، فهناك لا دولة وحكومتان بينما في لبنان هناك دولة وحكومة وطنية وجيش وطني، وعندما يكون هناك دولة وجيش، فلا يحق لاحد اخذ القرار عنهم، واعتبر ان اي استراتيجية دفاعية على حساب الدولة تعود بمفعول عكسي، ودعا الى التوفيق بين الدفاع عن لبنان والمحافظة على وحدته، وقد كرر هذا القول مع توسع اكثر في جلسة الحوار.
لا للتحكم في طبيعة الدولة
وردا على طرح حزب الله «استيعاب الجميع في المقاومة»، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد، ان مهمة رئيس الجمهورية ان يجمع اللبنانيين حول طاولة واحدة، في اطار اتفاق الدوحة، وان يسعى الى اكتشاف المساحات المشتركة بين جميع الافرقاء، وبالتالي الى تثبيت منطق الدولة على حساب الدويلة، وهذا يتم من خلال الحوار وحده.
واكد سعيد انه حتى الآن، لم يتبين ان احدا يريد الاطاحة بهذا الحوار، ومن ثم مشاركة الجميع رغم عدم اقتناعهم بأن هذا سيؤدي الى جدوى او نتائج فورية.
واضاف: اللافت في هذا المجال ان هناك انقساما حادا في لبنان بين من يريد لبنان ارضا للسلام ومن يريده ارضا للحرب، وربما قبل الانتخابات المقبلة، يتقدم حزب الله وجهه الحقيقي للبنانيين، ليجعل من هذه الانتخابات استفتاء شعبيا عاما حول من يريد السلام للبنان، وان ينتصر منطق الدولة ومنطق الجيش ومنطق حصرية السلاح بأيدي الجيش اللبناني، ومن يريد ان يظل لبنان مكشوفا، الى شتى المغامرات، وبالتالي الاعتداءات الاسرائيلية وان نقدم اولادنا قرابين جددا ومشاريع شهداء لخطط سياسية لا جدوى منها ولا افــق سياسيا او اجتماعيا.
وقال: انهم يريدون التحكم في طبيعة الدولة اللبنانية من خلال الفوز بالانتخابات ومن خلال فرض وجهة نظرهم عبر صناديق الاقتراع، وان يتحضر لبنان ليكون لدولة المقاومة، مقابل الشريحة الاوسع من اللبنانيين الذين يريدون ان يكون بلدهم ارض الاستقرار وارض السلام.
يزبك: لا تنازل عن السلاح
في هذا الوقت قال عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك، ان الحزب لن يتنازل عن سلاحه ما لم يتم تأسيس دولة قوية عادلة تستطيع ان تدافع عن اهلها، وما دام هناك دم يجري في العروق.
واعتبر الشيخ يزبك في احتــفـال بالهــرمل، ان الانتخابات المقبلة ستــشهــد فرزا بين نهج المقاومة والنهج الآخر.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )