القاهرة ـ خديجة حمودة
بحث الرئيس المصري محمد حسني مبارك مع الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في القاهرة امس آخر المستجدات في المنطقة لاسيما جهود تثبيت وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وذكر مصدر اعلامي مصري أن الاجتماع تركز على عدد من القضايا الدولية الراهنة في مقدمتها الأوضاع بالمنطقة وجهود تثبيت وقف اطلاق النار في غزة ودعم المبادرة المصرية وجهود مصر لتحقيق الوفاق الفلسطيني.
وأوضح أن سولانا أطلع الرئيس مبارك على نتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين مع نظرائهم من مصر والأردن وفلسطين الذي جرى الاحد الماضي في بروكسل وتم خلاله التأكيد على دعم المبادرة المصرية.
وبذلك الاجتماع استهل سولانا زيارته الى مصر في اطار جولة في المنطقة ينتظر أن تشمل كلا من الأردن واسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة كما تأتي قبل مؤتمر المانحين المقرر عقده بالقاهرة في فبراير المقبل.
جاء ذلك بموازاة زيارة مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل التي استهلها من القاهرة امس ويلتقي خلالها الرئيس مبارك، محملا بتفويض كامل من الرئيس باراك اوباما الذي أعلن منحه «كل الصلاحيات الضرورية كي يجري محادثات «نشيطة» ويحقق «تقدما حقيقيا» نحو السلام».
عملية السلام
ومن المقرر أن يجري ميتشل محادثات بشأن الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، كما سيتناول عملية السلام الموسعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما يتضمن برنامج رحلة ميتشل التي تستغرق ثمانية أيام اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية لكن من غير المقرر القيام بجولة في قطاع غزة أو إجراء أي محادثات مع حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
إلا ان أوباما خفض خلال الاجتماع من سقف ماهو متوقع على المدى المنظور وقال إن «(الحل) ليس شيئا سنكون قادرين على القيام به بين يوم وليلة ولكنني على ثقة مطلقة أنه إذا تدخلت الولايات المتحدة بطريقة متماسكة فسيمكننا تحقيق تقدم حقيقي».
من ناحيته أشار المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن ميتشل سيزور أيضا باريس ولندن حيث سيبدأ جهوده للتوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في هذه الاثناء، أنهى وفد حركة حماس إلى القاهرة امس مباحثاته مع الوزير المصري عمر سليمان.
وقالت مصادر في حماس «عاد الجزء الأكبر من وفد حماس إلى العاصمة السورية دمشق لبحث ما تم التوصل إليه مع قيادة الحركة وأعضاء مكتبها السياسي بينما عاد أيمن طه إلى غزة لعرض ما تم التوصل إليه مع المسؤولين المصريين على قادة الداخل».
ورفض المشاركون في وفد «حماس» الحديث عن تفاصيل الأطروحات الإسرائيلية التي تلقوها عبر الوسيط المصري.
بيد ان عضو المجلس التشريعي عن «حماس» مشير المصري أكد رفض حركته الفصائل الفلسطينية «القبول بتهدئة دائمة أو تهدئة لا تتضــمن إنهاء الحــصار عن قطاع غزة وفتح المعابـــر بما في ذلك معبر رفح».
الحوار الوطني في مارس
وفي ملف المصالحة الداخلية، توقع رئيس وفد حركة فتح لمباحثات القاهرة عزام الأحمد امس أن تباشر القوى الفلسطينية حوارا وطنيا شاملا بالقاهرة في شهر مارس المقبل «في حال استمرار الأجواء الايجابية الراهنة».
وحث الأحمد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية(وفا)، «حركة حماس على وقف الاعتداءات على عناصر فتح في قطاع غزة وعناصر قوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لتهيئة الأجواء للحوار الوطني وإنهاء حالة الانقسام الراهنة».
وقال: «رسالتنا للأخوة في حماس كفى انقساما وتصرفوا بمسؤولية وطنية عالية ولا تعيشوا في أوهام، هذه الممارسات ستعمق الجرح أكثر وستخلق آثارا بالنفس وربما تخلق حالا لا يمكن تحمله في المستقبل».
وأثنى الأحمد على المبادرة اليمنية الجديدة التي قدمت لمجلس جامعة الدول العربية أمس قائلا: «السلطة الفلسطينية وفتح ترحبان بهذه المبادرة.. كل المبادرات التي طرحت من أي جهة لا تختلف عن بعضها البعض والتباين فقط كان في آليات التنفيذ».
وقف إطلاق النار
وزير الخارجية أحمد أبوالغيط قال مباحثات الفصائل الفلسطينية التي جرت بالقاهرة شهدت تطورا إيجابيا، واضاف «إنه في إطار الجهود المصرية في هذا الصدد فإننا قد نصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومستمر في الأسبوع الأول من شهر فبراير المقبل بما يؤدي إلى فتح المعابر وفقا للمبادرة المصرية في بندها الثانى».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، عقب لقاء الرئيس مبارك، وقال أبوالغيط «يجري حاليا الإعداد للمصالحة الفلسطينية حيث ستتم دعوة الفصائل الفلسطينية للحوار»معربا عن أمله في أن يتم الوصول إلى إتفاق في هذا الشأن خلال الأسبوع الثالث من الشهر المقبل.
وذكر أبوالغيط أنه في حالة الوصول إلى هذه الاتفاقات فسيتم في الإسبوع الأخير من شهر فبراير فتح ملف إعادة الإعمار في غزة، وبعد ذلك ستتم استعادة الأداء العالي لعملية السلام بالتعاون مع المبعوث الأميركى لعملية السلام جورج ميتشل.
وأشار أبوالغيط إلى أن الخطوات المختلفة في هذه المرحلة تتم بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف:ان مباحثات الرئيس حسني مبارك مع خافيير سولانا تركزت على الوضع الأقليمي وخاصة قطاع غزة حيث استمع الرئيس مبارك لتقرير إضافي من سولانا عن اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع عدد من الوزراء العرب..وأشار أبو الغيط إلى أنه كان قدم تقريرا عن الاجتماع إلى الرئيس مبارك.
وأوضح أن المباحثات أشارت إلى أن التحرك خلال هذه المرحلة يدور في ثلاثة محاور الأول: هو تحقيق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والثاني:هو السعي للتوصل إلى مصالحة فلسطينية ـ فلسطيينة، اما المحور الثالث: فيتعلق بإعادة الإعمار الذي يتضمن شقين الأول إنسانى وهو ما يجب التحرك فيه فورا، حيث ان الاتحاد الأوروبي ومصر لديهما رغبة شديدة في التحرك السريع لفتح مسارات للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.