يقف العراق متوازنا على حافة سكين فيما يستعد الناخبون للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 31 يناير الجاري.
وتتمتع الشوارع الان بدرجة من الامان لم تعهدها منذ انزلاق البلاد نحو الحرب الاهلية عام 2005.
وعندما يتوجه العراقيون الى صناديق الاقتراع في 14 محافظة من محافظات العراق الـ 18 لاختيار المجالس المحلية التي ستحكمهم فان البلاد يمكن أن تضع حدا لسنوات من إراقة الدماء أو كما يقول عدد كبير من العراقيين فانه إذا اعتبرت الانتخابات غير نزيهة فان البلاد يمكن أن تعود مجددا إلى شلالات الدماء والفوضى.
يتنافس 14500 مرشح على 440 موقعا بمتوسط 333 مرشحا لكل موقع ربما في انعكاس لأهمية ارتباط العراقيين بهذه الانتخابات وتحسن الوضع الامني في البلاد.
بيد أن العدد الكبير للمرشحين وتعقد عملية التصويت التي تسمح للناخبين باختيار القوائم الحزبية والمرشحين الافراد واختيار مرشحين للاقليات العرقية بناء على نظام الحصص تمثل كلها تحديات خاصة.
وصرح مراقب غربي للانتخابات لوكالة الانباء الالمانية مشترطا عدم الكشف عن هويته «ورقة الاقتراع ستكون بحجم منضدة في مقهى، وسيحصل كل ناخب على كتيب مع ورقة الاقتراع يوضح كيفية التعامل معها».
مشاركة الأحزاب السنية
وعلى عكس انتخابات عام 2005 عندما قاطع عدد كبير من الأحزاب السنية الانتخابات وحالت الأوضاع الأمنية دون قيام موظفي الانتخابات بنقل ماكينات التصويت إلى عدد كبير من المناطق السنية فان غالبية الاحزاب السنية ستشارك هذه المرة.
وصرح نبيل محمد سالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد لـ (د.ب.أ) بقوله إن بعض جماعات المقاومة لاتزال تدعو لمقاطعة الانتخابات لكن إذا ما تحققت النزاهة لتلك الانتخابات فان كثيرا من هؤلاء سيغيرون رأيهم».
محافظات مختلطة
وفي المحافظات ذات العرقيات المختلطة مثل نينوى أو ديالى على وجه الخصوص فان المشاركة السنية المتزايدة يمكن أن تمثل مشكلة. وقد عاد العنف إلى بعض المناطق بالفعل.
ففي 18 يناير قتل مفجر انتحاري حسن زيدان الهيبي مدير الحملة الانتخابية لثاني اكبر الاحزاب السنية في محافظتي نينوى وصلاح الدين في منزله جنوب الموصل.
وقبلها بيوم قتل مسلحون هاشم الحسيني احد مرشحي حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي بينما كان يقوم بجولة انتخابية جنوب بغداد.
ووقعت الاغتيالات عقب تهديدات وهجمات شنتها جماعات مسلحة في نينوى وديالى قبل الانتخابات.
وفي ديالى يقول ناخبون من الاكراد وأقليات عرقية أخرى إنهم مستهدفون من قبل جماعات سنية مسلحة قبل الانتخابات.
وفي محافظة نينوى وفي نوفمبر الماضي فر نحو 10 آلاف مسيحي من ديارهم عقب سلسلة من حوادث الاغتيالات طالت 15 شخصا في غضون أسبوعين.
وفي مثل هذه المحافظات المختلطة ديموغرافيا فان أصوات الجماعات العرقية مثل المسيحيين أو اليزيديين يمكن أن تميل الميزان.
كوتا نسائية
وستقوم جماعات عراقية لحقوق الانسان بمراقبة النتائج عن كثب لمتابعة نتائج المرشحات.
وقد أزالت التعديلات التي أدخلت على قانون الانتخابات هذا العام نظام الحصص الصريح (الكوتا) لصالح لغة أكثر غموضا يمكن أن تقرأ على أنها تزيد أو تنقص من حصص النساء في المجالس المحلية.
لكن النساء تنشط في الحملة الانتخابية في جميع أنحاء العراق.
وصرحت نضال السعدي (49 عاما) وهي مدرسة وأم لخمسة أولاد «إنني أمضي ساعات طوال في شوارع بغداد أناقش برنامجي مع المواطنين في حرية وشفافية.
ولكي أحقق هدفي فإنني لا أترك مساحة للخوف».
الصدريون يدعمون مرشحين
ولن تشارك جماعة مقتدى الصدر التي قاطعت انتخابات عام 2005 لكنها شكلت جزءا أساسيا في الائتلاف الذي جاء برئيس الوزراء المالكي إلى السلطة كحزب مرة أخرى هذا العام لكن الصدريين يقولون انهم سيدعمون مرشحين أفرادا.
وصرحت أسماء الموسوي عضو الحركة الصدرية من بغداد لـ «د.ب.أ» قائلة «سننأى بأنفسنا عن الانتخابات القادمة على نحو ما فعلنا عام 2005 بسبب عدم ثقتنا عموما بالعملية السياسية الحالية في ظل نظام أقامه الغزو الأميركي، لكننا سندعم مرشحين أفرادا ممن يبدون قدرة على خدمة الشعب العراقي والذين تتماشى تطلعاتهم مع أهداف الحركة الصدرية».