بيروت
عمر حبنجر- هدي العبود
وزير الدفاع اللبناني الياس المر زار دمشق، وهو الشخصية السياسية الرسمية الرابعة التي تزور دمشق بعد الرئيس ميشال سليمان ووزير الداخلية زياد بارود، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وهذا ما أثار تساؤلات لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني حول سبب عدم دعوة مسؤولين سوريين لزيارة لبنان.
وقد جدد الرئيس السوري بشار الأسد بعد لقائه المر استعداد بلاده «لمساعدة لبنان بكل ما من شأنه تعزيز قوته ومنعته وتحقيق الأمن والاستقرار فيه».
وقال بيان رئاسي إنه «جرى خلال اللقاء بحث التعاون بين الجيشين السوري واللبناني وآفاق تعزيزه في جميع المجالات».
كما أجرى المر مع نظيره وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني مباحثات تركزت حول علاقات التعاون بين الجيشين السوري واللبناني.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المر بحث مع السوريين ملفات عديدة تطالب بها جهات دولية أبرزها موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وإزالة القضايا العالقة في عدد من المسائل العسكرية والأمنية بين البلدين فضلا عن التأكيد على طلب مساعدات للجيش اللبناني.
ورافق المر في زيارته وفد فني وعسكري يضم رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري.
في هذا الوقت، لم تغب أزمة موازنة «مجلس الجنوب» المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الأنظار، وستكون محور جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا الجمعة، مهددة بزعزعة التضامن الحكومي.
الاهتمام السياسي تركز على زيارة الوزير المر الى دمشق التي وضعها حزب الله في خانة تحسين العلاقات والتنسيق الأمني مع سورية.
المر وصل الى مطار دمشق على متن طائرة خاصة، فيما سبقه الوفد العسكري المرافق برئاسة اللواء شوقي المصري برا الى العاصمة السورية.
النائب سمير الجسر قال انه لا مشكلة في زيارة وزير الدفاع الياس المر الى دمشق، علما اننا لم نر أي اشارات ايجابية من جانب سورية تجاه لبنان.
وقال الجسر وهو عضو في كتلة المستقبل، ان على دمشق ان تفهم ان صفحة الماضي قد طويت وان العلاقات يجب ان تكون ندية.
وعن الاستراتيجية الدفاعية التي لم يتوصل اليها مؤتمر الحوار بعد، قال انها مرهونة بتقديم الأطراف كافة ملاحظاتهم، مؤكدا ان الوقت لانجاز هذه الخطة قبل الانتخابات قد أصبح ضيقا.
وقالت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان دمشق تجاوبت مع مطلب رئيس الجمهورية ميشال سلميان والعماد ميشال عون وحزب الله لاستقبال المر على مستوى عال، أي لقاء الرئيس بشار الأسد لكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة في سورية، بغية توفير الاخراج اللازم لهذا اللقاء بعدما كان الموقف السوري حاصرا لقاء المر بوزير الدفاع السوري الفريق حسن توركماني.
وقالت الصحيفة ان المر استمزج رأي القائم بأعمال السفارة الأميركية بل غراند في موضوع زيارة دمشق، وأتى الجواب الأميركي مشجعا.
صلوخ بانتظار اسم سفير سورية
وعلى صعيد العلاقات مع سورية فإن وزير الخارجية فوزي صلوخ جزم بأن سورية لم تسلم لبنان اسم سفيرها في بيروت، موضحا ان الأسماء المتداولة هي استباقات ومن صنع الإعلاميين.
وقال صلوخ: لا سبب أساسيا حتى تاريخه، مشيرا الى ان الأمور تسير بشكل طبيعي، وليس هناك من مشاكل تعوق العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
ولفت صلوخ ردا على سؤال حول أزمة الموازنة العالقة أمام مجلس الوزراء، قال ان قرار ازالة الصناديق يتخذ عندما ينتفي دورها وتنشأ وزارة تخطيط، مطالبا بموازنة لصندوق المهجرين «يدعمه جنبلاط» ومجلس الجنوب «يدعمه الرئيس بري».
الموازنة أمام مجلس الوزراء غداً
وفي هذا السياق يستأنف مجلس الوزراء غدا الجمعة دراسة ما تبقى من بنود الموازنة الرسمية، على امل التوصل الى صيغة ما توفيقية، كما ارتأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفيما عكست اوساط رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اصراره، على عدم لحظ موازنة لمجلس الجنوب رغم اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر في الغاء موازنة مجلس الجنوب امرا مريبا، وكرر بري عدم ممانعته في الغاء مجلس الجنوب شرط الغاء المجالس الاخرى، كالمهجرين والهيئة العليا للاغاثة ومجلس الانماء والاعمار، وان تنشأ بدل منها وزارة للتخطيط تعنى بتحقيق الانماء لكل المناطق.
وقال بري: لن نقبل بسياسة المعاقبة، ونعتبر حقوق الناس اولا، وكما يبدو فانهم تعودوا ان يفعلوا كما يشاؤون، لكني اعتقد ان ذلك الزمن قد انتهى.
ويأمل الرئيس سليمان التوصل الى تسوية ما لموضوع موازنة مجلس الجنوب، وقال الوزير غازي زعيتر انه عارض في الجلسة ضرورة بحث موازنة مجلس الجنوب من زاوية بحث موازنة تشغيله، بيد ان الرئيس ميشال سليمان آثر عدم الخوض في النقاش على ان تتم معالجة هذا الامر في جلسة الجمعة، اضافة الى دراسة آلية تغطية الموارد للتخفيف من عجز الموازنة وذلك من خلال اقتراح بزيادة الرسوم الجمركية اضافة الى زيادة 2% على ضريبة القيمة المضافة، بحيث تصبح 12% بدلا من عشرة، فضلا عن اقتراح وزير الداخلية زيادة الرسم السنوي على لوحات السيارات من ثلاثة واربعة وخمسة ارقام، وهذا الاقتراح من شأنه ان يوفر للخزينة نحو 60 مليار ليرة سنويا.
وزير الصحة: لا أفق للحل
وزير الصحة محمد خليفة ابلغ اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله، ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يحاول الدخول الى الموضوع السياسي من بوابة مجلس الجنوب.
ولفت خليفة الى ان الاتصالات الجانبية لمعالجة الاشكالات المحيطة بالموازنة العامة لا تفي بالغرض، وحتى الساعة لا يوجد افق للحل، ولا يوجد تجاوب في هذا الموضوع، وقال خليفة ان هناك اصرارا من قبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على رفض موازنة مستقلة لمجلس الجنوب حتى لو طرح الامر على التصويت في مجلس الوزراء.
واعتبر الوزير خليفة، وهو من حركة أمل، ان الحديث عن زيادة الضرائب لتغطية الاموال المطلوبة لمجلس الجنوب وغيره، ليس في محله، وان الزيادات طرحت لتغطية سلسلة الرتب والرواتب للموظفين.
وزير المال: مطلوب بحث دور المجلس
لكن وزير المال محمد شطح القريب من رئيس الحكومة قال ان موضوع موازنة مجلس الجنوب يجب ان يناقش في مجلس الوزراء غدا وبجدية، وان يشمل النقاش دور هذا المجلس ومستقبله وما فعله وما سيفعله.
وقال شطح في حفل اطلاق العمل في نظام متطور لتخليص البضائع في مرفأ صيدا (الجمارك): هناك موضوع حقيقي يجب ان يناقش بجدية وهو دور مجلس الجنوب ومستقبله وهذه المناقشة لم تتم بعد، وبذلك يتبين ان الموضوع ليس ماليا فحسب، هناك اموال قررها لمجلس الوزراء لمجلس الجنوب بقيمة 40 مليار ليرة من اصل 300 مليار ليرة مقررة، المهم ان يكون مجلس الجنوب قادرا على تنفيذ التزاماته تجاه الناس، اما الدور الانمائي لمجلس الجنوب فيستحق الوصول الى مجلس الوزراء ولبنان كله بحاجة الى انماء.