رأى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مناسبة «يوم الحرية»، ان الجهات الإسرائيلية تدعي ان الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المفقودين تم خطفهم من قبل «القوات اللبنانية»، مشيرا إلى معطيات متوافرة لدى الحزب تقول ان الإيرانيين الأربعة موجودون في السجون الإسرائيلية «لان الإنكار الإسرائيلي لا يمكن البناء عليه».
وأكد نصرالله في مؤتمر صحافي بمناسبة مرور عام على تحرير الأسرى ان ملف الديبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين تم تأجيل البت فيه عقب العملية الأخيرة لتبادل الأسرى تفاديا «لأي شرخ في المناخ الوطني وبالتالي اخذ البلد من عرس كبير الى مكان آخر»، مشيرا الى ان عرض الموضوع الآن لا يهدف لتسجيل النقاط.
وأوضح نصرالله ان الواقع يؤكد ان الديبلوماسيين الأربعة كانوا في حماية قوى الأمن واختطفوا من القوات، متسائلا عن مصيرهم المجهول، داعيا الى تعاون «قواتي» في ظل جهود حكومية للكشف عن الحقيقة.
جثامين الأسرى
وفي موضوع استرجاع جثامين الأسرى يحيى سكاف ودلال المغربي، قال نصرالله وبعد «ادعاء الجانب الإسرائيلي انه لا يستطيع تمييز الهوية الحقيقة للرفات»، كشف ان نتائج الـ «دي.ان.ايه» المستلمة من المختبرات الفرنسية «لم تكن مساعدة دون تحديد أي من الرفات هي لدلال او ليحيى او لآخرين»،. وإذ أشار نصرالله إلى ان النقاش حول رفات المغربي «يعود لعائلتها»، اعتبر ان الفرضيات تبقى مفتوحة حول هوية الأسير يحيى، موضحا ان الأمر ويعود لعائلة سكاف للبت في المسألة على مستوى قناعاتها والمرجعيات التي استشارتها، مضيفا «اننا لا نعتبر ان بين أيدينا رفاتا لأي من الشهداء في عملية دلال المغربي».
وعن الأرقام الخاصة بالقتلى والمفقودين، وجه نصرالله دعوة الى السلطة السياسية في لبنان وخصوصا في ظل حكومة الوحدة الوطنية لتحمل المسؤولية ومتابعة الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى ان الحزب «لن يتخلى عن مسؤولياته»، في ظل معلومات وصور تثبت ان الاحتلال اخذ الرفات لبعض «الشهداء عن الأراضي اللبنانية» ونقلها عبر المروحيات، ولفت إلى ان عدد القتلى الفلسطينيين واللبنانيين يقارب الـ 350 قتيلا لم يصلوا إلى عائلاتهم.
المفقودون اللبنانيون والفلسطينيون
وفي السياق نفسه، أكد نصرالله ان إسرائيل تتحمل مسؤولية المفقودين اللبنانيين والفلسطينيين على السواء، داعيا الحكومة اللبنانية لتحمل مسؤوليتها في هذا الملف في ظل جهوزية الحزب لأي تعاون ممكن.
ورأى نصرالله ان ما حصل في غزة هو فشل عسكري وسياسي إسرائيلي، مشيرا الى ان أصوات فينوغراد التي رافقت حرب يوليو سترتفع مجددا مع حرب غزة، مشيرا إلى ان من عجز عن فرض الشروط المذلة على قيادة حماس سيعمد إلى استغلال الحاجة الى إعادة الاعمار لفرض الشروط من خلال «ابتزاز سياسي غير أخلاقي لا يجوز القبول به».
إعمار غزة
ودعا نصرالله إلى تعاون جماعي لإعادة اعمار غزة وإخراجها من المعاناة التي يعيشها أهلها، مشيرا إلى ان العدوان مازال مستمرا على كل المستويات، منتقدا ما صدر عن الوسائل الإعلامية عن فتح هذا المعبر او ذاك «لان الكلام يبقى مجرد كذب لا أساس له من الصحة».
وجدد نصرالله إدانته للمواقف الأميركية والأوروبية التي «لا تعترف بان إسرائيل قامت بأبشع الجرائم أمام أعين العالم».
واكد الامين العام لحزب الله انه كان هناك قرار اميركي من ادارة الرئيس جورج بوش منسق دوليا وعربيا من اجل استغلال ما تبقى من وقت من عمر تلك الادارة.
تغيير الوقائع
واوضح السيد نصر الله ان الهدف الحقيقي الواقعي الذي هدفت اليه حرب غزة هو تغيير الوقائع، وهو ما يعني القضاء على المقاومة وحماس.
واشار الى ان الحد الادنى للاهداف كان اخضاع المقاومة وحماس والقطاع للقبول بالشروط التي وضعت في اطار التسوية الجديدة.
وسجل الامين العام لحزب الله للصمود الاسطوري للمجاهدين في قطاع غزة ووقفة شعب غزة البطولية والتي اكد انها عطلت المرحلتين الاولى والثانية من العدوان وقدمت صورة ان المقاومة مستعدة للقتال لاخر قطرة دم».
واذ اكد نصرالله ان عملية الاغتيال التي طالت عماد مغنية تقع على مسؤولية الموساد الاسرائيلي بناء على تحقيق سابق، اعتبر ان الاسرائيلي يعيش اليوم هاجس الثأر من اليوم الاول، مؤكدا اعتماده على اي تعليق «لا بالنفي ولا بالايجاب».
وعن امكانية فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، اكد ان الامر متروك للعدو الذي يخترع الذريعة التي يريدها، نافيا اي علاقة لحزب الله بالاطلاق المتكرر للصواريخ «التي لا نعلم مطلقها لاننا لسنا حرس حدود»، وموضحا ان اي حرب جديدة لاسرائيل على لبنان بعد حرب يوليو وغزة لن تكون نزهة.
وفي موضوع السجال بين 14 و8 آذار قال نصر الله «ارسلت عتبا للشيخ سعد الحريري من خلال اصدقائنا المشتركين لان الأحاديث التي حصلت ليست ما اتفقنا عليه.
في التهدئة لا احد يمن على احد. التهدئة مصلحة وطنية ادعو اليها. قيل على هامش الحوار اننا هاجمنا النظام المصري، ما علاقة ذلك بالتهدئة الداخلية؟ ادعو الى استمرار التهدئة وحتى في الانتخابات يمكننا ان نطرح رؤى وبرامج وخيارات دون طرح كلام مذهبي» واعتبر ان «الخطاب المذهبي ابشع من استخدام المال السياسي في الانتخابات».
صندوق الجنوب
وحول ملف صندوق الجنوب قال «موقفنا بالكامل هو الى جانب رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومجلس الجنوب لاتزال امامه مسؤوليات ليؤديها.
حرب يوليو اضافت عليه امورا اخرى كالتعويضات. اذا النقاش يدور على اصل مجلس الجنوب فنحن منفتحون على هذا النقاش.
ثمة صناديق ومجالس اخرى اسست على هامش الوزارات يمكننا ان نناقشها.
ندعو الى الغاء كل هذا الصناديق وتشكيل وزارة تصميم.
منفتحون بالكامل على العملية الاصلاحية. لكن ان نأتي على شطب مجلس الجنوب في الوقت الذي نتكلم عن تعويضات امر غير مقبول.
وقال «يشطبون عيد المقاومة والتحرير ويستحدثون عطلات جديدة.
ودعا الى تمكين مجلس الجنوب ضمن الاطر القانونية للقيام بالمهام الموكلة اليه وفي مقدمتها تعويضات حرب يوليو ومناقشة هذا المجلس ضمن نظرة اصلاحية نؤيد فيها انشاء وزارة تصميم والغاء كل المجالس».
وعن المصالحة السورية ـ السعودية التي جرت في الكويت قال «نحن مع اي مصالحة عربية، اي مصالحة وتقارب وتنسيق نحن معه بلا قيد ولا شرط وهذه احد اسباب النصرة والصمود نؤيد مصالحة الكويت أيا تكن «س ـ س» أو «س ـ م» أو غيرها ولا ننظر لها من ناحية التكتيكية الداخلية وأضاف: نحن نعرف ان هناك اناسا في لبنان «زعلوا وناموا طب» عندما «تباوس» الملك السعودي والرئيس السوري «معتبرا ان البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب جاء دون سقف قمة الكويت وهذا مؤسف ومحزن ونحن يجب ان نأخذ اي ايجابية في المصالحات ونبني عليها».