بيروت ـ عمر حبنجر
تخطى حزب الله الأزمة الناشبة بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبين كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها الرئيس نبيه بري حول موازنة مجلس الجنوب، ليركز الضوء على امر ما يحضر للمنطقة يتعلق بالصراع مع الكيان الصهيوني، كما قالت «اذاعة النور» استدلالا بتعيين الرئيس باراك اوباما موفدا خاصة الى المنطقة على وجه السرعة هو السيناتور جورج ميتشل بهدف اعادة اطلاق عملية السلام، في وقت يتحرك موفد رئاسي فرنسي في المنطقة، بينما جددت الخارجية الروسية الدعوة لعقد مؤتمر للسلام في موسكو.
ويرد الحزب كل ذلك، الى ما وصفه بفشل الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بإملاء شروطه على المقاومة الفلسطينية هناك، لكن الضغوط مستمرة على غزة، كبحث عناوين شتى بقصد تطويع ارادة هذه القوى باتجاه الموافقة على وقف نار طويل الامد، ينزع من الفلسطينيين اقوى اوراقهم بحسب الاذاعة.
بدوره الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام للحزب اكد امس بقاء المقاومة على جهوزيتها لمواجهة الاخطار والتهديدات الاسرائيلية، مع الترحيب باستراتيجية الدفاع القوي ورفض استبدالها بالمقاومة الديبلوماسية.
وخلال ترؤسه جلسة في مؤتمر عاشوراء بحضور العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، لفت الشيخ قاسم الى ان المقاومة اثبتت قدرتها على التحرير وصمودها في المواجهة ولم تعد فكرة للدراسة والتنظير بل هي واقع يؤثر في رسم معالم ومخاطر المنطقة، ولم تعد تنطلي علينا لعبة مجلس الامن الذي يعوض للصهاينة خسارتهم بقراراته الجائرة.
يقظة المقاومة
وقال قاسم ان المقاومة يقظة ولن تفرط برصيد التضحيات وبأمانة الأجيال، وستبقى على جهوزيتها لمواجهة الأخطار الاسرائيلية، في غضون ذلك، فإن مناخات توتر تخيم على الاجواء من خلال اشكالات تتعلق بالقرار المالي لبعض الصناديق الانمائية ومنها صندوق مجلس الجنوب، الذي يظهر انه صدع العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وقال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل ان الترويج حول كوننا لا نريد موازنة عامة للدولة «كذبة وقحة».
وأرجع في مؤتمر صحافي عقده في المجلس، عدم لحظ موازنة لمجلس الجنوب ضمن الموازنة العامة، الى ان الرئيس فؤاد السنيورة يتصرف بكيدية سياسية، بطواعية لغوية وقدرة على تحريك الارقام.
وأضاف ان الرئيس السنيورة لم يخرج من «جمهورية السراي» حيث يتحدث بأنه يقرر ويقبل ويرفض دون الأخذ بعين الاعتبار وجود حكومة وحدة وطنية.
وقال: لقد حاول السنيورة ان يعرض الموضوع على انه قضية مصالح ومال انتخابي، علما انه يعرف اننا نرتكز على قاعدة شعبية تشكل رافعتنا.
واضاف ان السنيورة استفاد من حرصنا بعد عدوان يوليو 2006 عندما تجاوزنا مسألة الصلاحيات، واعتبر ان الآلية التي سيعتمدها السنيورة ربما تكون اسرع واذ بنا فاجأ بأنها الكيدية السياسية.
نائب مستقبلي: نريد «مجلس شمال»
النائب في كتلة المستقبل عن عكار عزام دندشي عقد مؤتمرا صحافيا طالب فيه بفتح صندوق خاص لتنمية عكار وتحسين اوضاع اهلها وقال: نرفض ان تعامل عكار على انها اقل من غيرها من المناطق.
واضاف لماذا صناديق امتدت لسنوات وسنوات، وعكار تعاني منذ عقود وعقود ولا احد يتطلع اليها؟! وقال دندشي لسنا ضد انماء الجنوب وكل المناطق ولسنا ضد اعطاء التعويضات لمستحقيها الفعليين، ولكن عكار تستحق ان تعامل مثلها مثل باقي المناطق والمحافظات ولها حق على الدولة يجب ان تأخذه، فنحن في عكار المحرومون فعليا، ونحن من دافع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان في اشد واحرج الاوقات.
حزب الكتلة الوطنية برئاسة كارلوس ادة رأى ان رئيس مجلس النواب طلب 60 مليار ليرة لمجلس الجنوب من دون شرح مفصل ولا برنامج لصرف هذه الأموال، علما ان المال العام هو مال الدولة، ومال الشعب اللبناني، ودعا المسؤولين اللبنانيين الى عدم السباحة عكس التيار العالمي، لأن العالم ذاهب نحو خفض الضرائب وإلغاء الحواجز الجمركية.
الأموال صرفت والمطلوب تسديدها
النائب انور الخليل عضو كتلة الرئيس نبيه بري قال ان الأموال المطلوبة لمجلس الجنوب اتت بقرارات وزارية منذ فترة طويلة وسمح لمجلس الجنوب ان يصرف هذه الأموال، ثم اتى كتاب آخر منع على مجلس الجنوب التعاطي مع هذه الأموال، لكن بعدما صرفت هذه الأموال والآن يطالب مجلس الجنوب بالأموال لدفعها لمستحقيها.
النائب الخليل اكد ان الموازنة لن تمر في مجلس النواب دون صرف هذه الأموال لمجلس الجنوب، بل ستكون هناك مراوحة كبيرة في اقرار هذه الموازنة، وقال ان هذا ينبع من موقف قديم ـ جديد لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الراغب في التخلص من مجلس الجنو ومن صندوق المهجرين بأي شكل او صورة.
وتحدث الخليل عن قانون صدر بمنح الجنوبيين تعويضات عن اضرار لحقت بهم من جراء الاعتداءات الإسرائيلية منذ 1978 حتى 2000.
هذا القانون لم يدفع منه رئيس الحكومة ليرة واحدة حتى الآن.
مجلس الوزراء اليوم
عقدة موازنة مجلس الجنوب مازالت عالقة والموعد اليوم في جلسة مجلس الوزراء لاستكمال اقرار بنود الموازنة العامة.
وزير المال محمد شطح قال: المطلوب مناقشة جدية لمجلس الجنوب، ما فعله وما قد يفعله. وسيكون على جدول اعمال الحكومة في اجتماعها بالسراي الكبير 54 بندا، ابرزها تخصيص الاعتمادات المالية المطلوبة للانتخابات المقررة في السابع من يوليو.