أعلنت سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، في ساعة مبكرة من امس، أنه يتعين على إسرائيل أن تحقق في اتهامات بأن جيشها انتهك القانون الدولي أثناء حربه على قطاع غزة.
وفي أول كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي، قالت رايس «نتوقع أن تفي إسرائيل بالتزاماتها الدولية لإجراء تحقيق، ونناشد أيضا جميع أعضاء المجتمع الدولي الامتناع عن تسييس هذه القضايا المهمة».
وعلى الجانب الآخر، شددت رايس على أن «حماس انتهكت القانون الدولي من خلال هجماتها الصاروخية على المدنيين الإسرائيليين في جنوب إسرائيل واستخدام منشآت مدنية لتقديم حماية لهجماتها الإرهابية».
وأبلغت السفيرة الأميركية مجلس الأمن أثناء اجتماع حول القانون الدولي الإنساني أن حماية المدنيين خلال نزاع مسلح «لا تعتبر فقط واجبا أخلاقيا»، بل يجب أن تكون «عنصرا مركزيا في كل عملية عسكرية».
وفي هذا الإطار، أعلنت رايس أن واشنطن «تشعر بقلق عميق جراء الخسائر في الأرواح لدى الفلسطينيين والإسرائيليين» خلال النزاع الأخير في قطاع غزة الذي استمر 22 يوما، و«الآلام المأساوية للمدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون بصورة عاجلة إلى مساعدة إنسانية وإعادة إعمار».
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المنظمة الدولية ستجري أيضا تحقيقا في الهجمات على مواقع المنظمة الدولية في قطاع غزة والتي سقط فيها قتلى.
وإلى ذلك، أوضحت السفيرة الأميركية أن آراء إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما يتعلق بدور الأمم المتحدة مختلفة للغاية عن حكومة سلفه جورج بوش، التي غالبا ما عبر مسؤولها عن شكوك في المنظمة الدولية وتحدثوا عنها بازدراء احيانا.
وأعلنت أن أهداف أوباما على المدى الطويل تتضمن تعزيز السلم والأمن في العالم ومكافحة الإرهاب وانتشار أسلحة التدمير الشامل.
إعادة الاعمار
على صعيد متصل، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي امس ان مؤتمرا دوليا حول اعادة اعمار غزة سيعقد في مصر في الثاني من مارس المقبل.
وقال زكي في بيان ان «مصر ستستضيف المؤتمر الدولي حول اعمار غزة في الثاني من مارس 2009»، مضيفا ان وزارة الخارجية المصرية «بدأت في اجراء اتصالات ديبلوماسية مكثفة» بشأن هذا المؤتمر.
واوضح ان مشاركة الدول في المؤتمر حول اعادة اعمار غزة «ستكون على مستوى وزراء الخارجية»، موضحا انه «يجري التشاور حاليا مع اطراف دولية واقليمية اخرى للنظر في الاسهام الذي يمكنها ان تقدمه للمؤتمر».
واكد زكي ان المؤتمر «يعقد بالتنسيق الكامل بين الحكومة المصرية والسلطة الوطنية الفلسطينية» وانه «سيركز على متطلبات واحتياجات اعادة الاعمار في غزة وسبل الوفاء بها وحشد الموارد اللازمة لها».
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية ان المؤتمر «سيتطرق ايضا الى الجوانب المتعلقة بتلبية احتياجات القطاع من المساعدات الانسانية العاجلة».
واشار الى ان المؤتمر «قد يبحث كذلك في عدد من الامور ذات الطابع السياسي التي من شأنها ان تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على جهود اعادة الاعمار وتنفيذها على الارض»، في اشارة الى ضرورة الاتفاق على الجهة الفلسطينية التي سيتم التعامل معها من اجل التنسيق بشان اعادة الاعمار والى فتح معابر القطاع من اجل ادخال المواد اللازمة لعمليات البناء.
20 مليون دولار
إلى ذلك، اكد جورج ميتشل المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط امس ان بلاده ملتزمة السعي «بشكل نشط وفعال» للتوصل الى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية الاخرى المجاورة لها.
ودعا ميتشل عقب جولة في مخزن تابع للامم المتحدة في القدس يمتلأ بالمساعدات المخصصة لقطاع غزة، الى وقف ثابت لاطلاق النار في الاراضي الفلسطينية.
وصرح في مقر وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) ان «الولايات المتحدة لاتزال ملتزمة بالسعي بنشاط وفعالية للتوصل الى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل وجاراتها العربية».
واعلن ميتشل وهو يقف امام اكياس الطحين وزيت الطبخ المقرر ارسالها الى قطاع غزة، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما «امر بتخصيص 20 مليون دولار اخرى لتوفير الاغذية والمساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمشردين في غزة».