تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عملها اليومي وبجهد مكثف وتحت رقابة محلية ودولية صارمة للخروج بالنتائج الاولية للانتخابات المحلية في اقرب وقت.
وقال مسؤول العلاقات المحلية في المفوضية العليا للانتخابات ثامر السوداني في تصريح صحافي ان صناديق الاقتراع الخاصة بالمحافظات العراقية بدأت منذ يوم اول من امس بالوصول الى مقر المفوضية في بغداد لاجراء عمليات الفرز والتدوين.
واوضح السوداني ان الصناديق وضعت في مقر مركز التدوين الوطني في المفوضية وان العاملين في المركز بدأوا عمليات الفرز والتدوين للخروج بالنتائج الاولية في أسرع وقت.
في هذه الاثناء، أظهرت نتائج أولية غير رسمية امس تقدم قائمة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في الفرز الأولي للأصوات بانتخابات مجالس المحافظات التي جرت السبت الماضي.
وعرضت محطة «آفاق» التلفزيونية ـ التي يملكها حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي ـ جانبا من نتائج الفرز الأولية في عدد كبير من مناطق بغداد والمحافظات الأخرى أظهرت تقدم قائمة المالكي.
كما أشارت صحيفة «الصباح» الحكومية إلى نتائج أولية أظهرت تقدم قوائم ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وشهيد المحراب بزعامة عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، والعراقية بزعامة إياد علاوي رئيس الحكومة السابق والأحرار والمشروع الوطني بزعامة النائب صالح المطلك والتوافق بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي والأحرار في أغلب مراكز التصويت.
وأضافت أن قوى منافسة لهؤلاء ظهرت متمثلة في قائمة الحدباء في الموصل بزعامة النائب أسامة النجيفي التي حازت عددا كبيرا من أصوات الناخبين، والصحوات في الأنبار بزعامة الشيخ أحمد أبوريشة وقائمة الحبوبي في كربلاء.
وأعلنت المفوضية أن النتائج الأولية الرسمية للانتخابات ستعلن خلال الأسبوع الجاري، فيما ستعلن النتائج النهائية بعد ثلاثة أسابيع.
في غضون ذلك، توقع علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية ان تشكل الانتخابات المحلية بداية لولادة قوى سياسية جديدة سنية وشيعية لا تتبنى الخطاب الديني وسيكون لها تأثير كبير على المشهد السياسي العراقي للمرحلة المقبلة.
وأضاف الدباغ «هناك قوى جديدة سنية وشيعية برزت في هذه الانتخابات وهو ما يدعو الى الاعتقاد بأننا على أعتاب إعادة تشكيل للهيكلية السياسية في المحافظات التي بالتأكيد ستكون خطوة على طريق الانتخابات الوطنية المقبلة».
وأشار الى ان الانتخابات أظهرت ان الناخب العراقي بدأ يتناغم مع الطروحات الوطنية والمدنية وليست الطائفية والقومية التي تأخذ أحيانا تعبيرات دينية.
وتوقع ان تشهد هذه الانتخابات تقدم قائمة رئيس الوزراء «ائتلاف دولة القانون» لأنها اتخذت خطابا وطنيا يدعو الى وحدة العراق ودولة قوية وهي المفاهيم التي يطلبها المواطن العراقي ويتحدث عنها مقابل خطاب يكاد يكون دينيا يقل تأثيره لدى الناخب، معتبرا ان ذلك نقطة تعاف ومجال جديد للمواطن العراقي.
وتابع الدباغ «النتائج التي حققتها قائمة رئيس الحكومة وهي قائمة دولة القانون ستكون «مفاجأة»، مؤكدا «ان هذه النتائج تحققت في اغلب المحافظات الجنوبية».
واوضح ان نسبة المشاركة لم تكن خيبة أمل بل كانت متوقعة لأن الوضع العراقي في طريقه للاستقرار ويصل تدريجيا الى مرحلة الاستقرار وبالتالي من الطبيعي ان تكون نسب الاقتراع كما كانت في الانتخابات».
وشهدت 14 محافظة عراقية من مجموع 18 محافظة اول من امس انتخابات محلية سيكون من نتائجها تشكيل مجالس وحكومات محلية ذات صلاحيات واسعة بعيدا عن سلطة الادارة المركزية حيث شهدت الانتخابات مشاركة واسعة من قوى لم تشترك في الانتخابات الماضية وخاصة القوى السنية التي قاطع معظمها الانتخابات السابقة التي جرت أواخر عام 2005.