أشاد الرئيس التركي عبدالله غول بالمستوى الذي وصلت اليه العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية، مؤكدا أنها علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والحوار والقيم التاريخية والثقافية المشتركة.
وقال غول، في تصريحات للصحافيين قبيل مغادرته أنقرة متوجها الى الرياض التي وصلها مساء أمس في مستهل زيارة للسعودية تستغرق 3أيام، إن تركيا ترغب في المزيد من تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف أنه سيتبادل خلال مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهات النظر بشأن التطورات في الشرق الأوسط، وما يمكن لتركيا والسعودية القيام به من أجل تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.
وبخصوص الاوضاع في غزة قال الرئيس التركي إنه سيبحث مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الوضع في الشرق الاوسط بعد «مأساة غزة» وكذلك الوضع في العراق.
وشدد غول على ضرورة انهاء الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية لأنها تضر بالقضية الفلسطينية على حد تعبيره.
كذلك اعلن الرئيس التركي انه سيسعى الى رفع حجم التبادل التجاري بين انقرة والرياض من 5.5 مليارات دولار حاليا الى 10 مليارات في 2010.
ورافق الرئيس التركي خلال الزيارة وزير الدولة للتجارة الخارجية كورشاد توزمن ووزير الدفاع وجدى غونول ووزير المواصلات بينالى يلدريم ووفد ضخـــم من رجــــال الأعـــمال.
وأشار الى أن السعودية هي صاحبة أكبر استثمارات بين دول الخليج وتخطط لأن يصل حجم استثماراتها الى 200 مليار دولار في عام 2010، وهناك فرص عديدة لرجال الأعـــمال الأتــراك خاصــة في مجـــال الانشــــاءات.
كما كشف الرئيس التركي أن المباحثات ستناقش التعاون في المجالات الدفاعية بين البلدين مشيرا الى أن هناك أكثر من 100 ألف مواطن تركي يعيشون في السعودية وأنه سيلتقي مع ممثلي الجالية التركية في الرياض خلال الزيارة، كما سيحضر اجتماعين لرجال الأعمال في الرياض وجدة.
من جانبه اكد السفير التركي لدى المملكة العربية السعودية ناجي كورو أهمية زيارة الرئيس التركي للمملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تطوير العلاقات بين البلدين الى اعلى المستويات لتواكب العصر الحديث.
وقال ان تركيا والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان في المنطقة ويتحتم عليهما تطوير علاقتهما التاريخية الى اعلى المستويات لتتماشى مع العصر الحديث وكلنا ثقة بقابليتنا على تطوير العلاقات الحالية الى اعلى المستويات في المستقبل لخدمة مصالحنا المشتركة».
وبين ان الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام تعكس ما وصلت اليه العلاقات بين البلدين من مستوى رفيع، مشيدا بجهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال كورو «ان تركيا تعمل ما في وسعها من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط وكانت تقوم بالوساطة بين سورية واسرائيل واحراز أي تقدم في هذا الملف كان سيسهم في حل القضية الفلسطينية ولكن المأساة الانسانية التي تعرض سكان غزة من تعرض للقوة غير المتوازنة وراء حدود مغلقة امر يرفضه كل ضمير حي وقد شكلت تطورات غزة خيبة امل لتركيا»، معربا عن عميق اسفه لما جرى في غزة.
واشار الى «ان المجتمع التركي مجتمع تتعدد فيه الآراء ولكن القضية الفلسطينية هي من القضايا القليلة التي توحدت فيها اراء الشعب التركي وان المجتمع التركي بأكمله نقل ردة فعله على احداث غزة الى الشارع»، مستنكرا اعمال القتل والعنف وقد تقاسم رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان شعور خيبة الامل مع الرأي العام التركي.
واكد السفير كورو «ان لتركيا مسؤوليات اقليمية ودولية كبيرة من ناحية الامن والاستقرار وتساهم في حل المسائل الدولية بشكل مباشر او غير مباشر مع المشاركة في المساعدات الانسانية لهذه الاسباب تم انتخاب تركيا لعضوية مجلس الامن في الجولة الاولى وذلك يعبر عن ثقة المجتمع الدولي والدول الاسلامية في تركيا».