يدرس مسؤولو الانتخابات العراقية شكاوى خطيرة بشأن تزوير الاصوات في محافظة الانبار بعد ان اتهم رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الحزب الإسلامي بتزوير الانتخابات.
وقال فرج الحيدري المسؤول الكبير بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان المفوضية تلقت العديد من الشكاوى بشأن وقوع تزوير وانتهاكات اخرى في المحافظة التي يغلب على سكانها السنة.
وقال الحيدري ان بعض هذه الشكاوى خطيرة ويمكن ان تغير نتيجة الانتخابات.
وتوترت الأجواء في المحافظة إثر نتائج الانتخابات إذ أطلق أنصار الحزب الإسلامي النار في الهواء قرب مكتب المحافظ في الرمادي ابتهاجا بنصرهم، بينما احتفل مؤيدو مجالس الصحوة خارج البلدة، الأمر الذي دفع السلطات المحلية الى فرض حظر للتجول لمنع اندلاع اعمال عنف.
80 ألف صوت
ومن جانبه، طالب رئيس مجلس «انقاذ الانبار» الهايس المفوضية العليا للانتخابات بإعادة فرز 80 ألف صوت، مؤكدا ان «الحزب الإسلامي» زورها في بعض المناطق الغربية.
وهدد بأن مجالس الصحوة ستجعل الأنبار مقبرة للحزب وعملائه من خلال شن حرب عشائرية ضدهم ومن يتعاون معهم.
ورد د. عمر عبد الستار، القيادي في الحزب الإسلامي، قائلا انه من حق أي عراقي ان يعترض على نتائج الانتخابات ويطعن بها بصورة قانونية لدى المفوضية المستقلة للانتخابات، معتبرا التهديدات التي صدرت ضد الحزب بأنها «غير مسؤولة، وغير قانونية».
وأكد أن «الطعن والتشكيك والشكوى من حق الجميع وبصورة قانونية، وليس بالتحريض والعربدة والتهديد، والانبار بحاجة إلى الاستقرار».
ووصف تصريحات الهايس بأنها «غير مسؤولة وتعني العودة إلى القرون الوسطى، والخروج على القانون وسنقاضي من يهددنا بالسلاح، والحكومة تتحمل مسؤولية توفير الأمن ولن نسمح بإعادة المحافظة إلى الفوضى التي تخلصت منها، وهذه أساليب إرهاب مرفوضة».
تشكيل ائتلافات
من جانبه دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثر لقائه المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في النجف، الى تشكيل «ائتلافات» في مجالس المحافظات و«قبول» نتائج الانتخابات.
وقال المالكي للصحافيين «لابد ان يتعاون ابناء البلد من اجل افضل ادارة وعدم الاستئثار وعدم التهميش والالغاء.لذا، فان مبدأ الائتلافات سيكون قائما».
واضاف ان «مبدا توزيع المواقع سيكون اساسا بالنسبة لنا وهذا ما نؤمن به ونعمل من اجله».
وتابع «اجتزنا الانتخابات بنجاح كبير وسلامة من الناحية الامنية والمشاركة كانت جيدة والنتائج ستكون ايضا جيدة».
واشار رئيس الوزراء الى ان «المحافظات ستشهد استقرارا امنيا وعملية اعمار وخدمات فهناك تغيير في الخريطة».
وسرعان ما استدرك قائلا «لكن، لا نريد للتغيير ان يفجر صراعات بل ان يتم التعاطي معه بشفافية وقبول للنتائج».
واشار المالكي الى ان «النتائج لم تظهر بشكل رسمي انما هناك قراءات لا استطيع ان اتحدث عما حققته هذه القائمة او تلك لكنني اقول ان المشاركين نجحوا لانهم شاركوا».
واعتبر ان «المنطقة تحتاج الى تصدير مثل هذه الممارسة ومن العراق بالذات خصوصا انه كان معروفا بالديكتاتورية والقهر والتفرد والحزب الواحد والطائفة الواحدة والرجل الواحد».
واكد المالكي ان «الخروقات كانت قليلة جدا وضمن السياقات المقبولة هذا ما شهدته الامم المتحدة والمراقبون الدوليون».
وختم ان «حيوية العملية السياسية والديموقراطية تكمن في تحريكها للخريطة الموجودة والا فلماذا الانتخابات؟!».